مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة

مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالث

يوم 94 من إجمالي 365

الله هو الأوّل والآخر(إشعيا41: 1-7)

~النص البيبلي~

41أُنصتي إليَّ يا جُزُرَ‌البحرِ.جدِّدوا عَزائِمَكُم أيُّها الشُّعوبُ.إقتَربوا إلى الأمامِ وتكلَّموا تقَدَّموا جميعًا إلى القضاءِ.2مَنْ أنهَضَ الوفيَّ‌مِنَ المَشرِقِ، فلاقاهُ النَّصرُ في كُلِّ خُطوَةٍ؟ مَنْ هزَمَ الشُّعوبَ أمامَهُ وأخضَعَ المُلوكَ لهُ؟ جَعَلهُم كالتُّرابِ بسَيفِهِ، وكالتِّبْنِ المُذرَّى بقَوسِهِ.3يَطرُدُهُم ويمُرُّ سالِمًا في طريقٍ لم تَدُسْها قدَماهُ.4مَنْ عمِلَ هذِهِ الأعمالَ وخاطَبَ الأجيالَ مِنَ البَدءِ: “أنا الرّبُّ.أنا الأوَّلُ والآخِرُ؟”5رأتِ الجُزُرُ ما عَمِلتُ، فخافَت خوفًا شديدًا.وا‏رتَعَدَتِ الأرضُ بكامِلِها، فا‏قتَرَبَت وأقبَلَت إليَّ.6يتَعاوَنُ سُكَّانُها مَعًا ويُشَجِّعُ الواحدُ الآخرَ.7النَّجَّارُ يُشجِّعُ الصَّائِغَ، والحَدَّادُ الضَّارِبُ على السِّندانِ ويقولُ: “تَلحيمُهُ جيِّدٌ”.وسَمَّروا التِّمثالَ فلا يتَزَعزَعُ‌.

~شرح النص~

اللافت في هذا النصّ أنّ النبيّ يتوجّه فيه إلى الأمم، بعد أن كان قد خاطب أورشليم وأبناءها، ثمّ يعقوب في المقطع السابق مباشرة(إشعيا40: 27–31).ولهذا الأمر أهمّية قصوى، في سياق قراءتنا لسفر إشعيا، وذلك لأنّ الأمم، في الكتاب المقدّس عمومًا، وفي إشعيا خصوصًا، هم أيضًا خَلْق الله، وهو يدينهم على أفعالهم كما يدين بني إسرائيل، وسيعطيهم خلاصَه، في نهاية المطاف، تمامًا، كما سيقدّم هذا الخلاص إلى بني يعقوب.

في هذه الفقرة يظهر الله في مشهد مقاضاة، يجلس هو فيه على كرسيّ القضاء وعلى كرسيّ الادّعاء، ويأمر الأمم بأن تدلي بدفاعها عن نفسها.غير أنّ الربّ يعرف أنّ الأمم، كما إسرائيل، قد أخطأت.وأنّها ستخضع للدينونة.وكما سقط ملوك يهوذا المتمرّدون، هكذا سيسقط أيضًا ملوك الأمم وسيتناثرون كالهباء.وحده الربّ القاضي العادل يعبر إلى النصر، إلى العدل.

مرّة أخرى، ينقلنا الكاتبُ إلى الخلق؛ الله هو“البدء”، الله هو“الأوّل والآخر”.به يبدأ زمان الناس وتاريخهم، وينتهي زمانهم وتواريخهم ويبقى هو.

في نهاية الفقرة يفاجئنا الكاتبُ بالكلام عن توبة الأمم. “اقتربت، أقبلت إليّ”.في إشعيا تسمع الأمم كلام الله، وتتوب، ويغدو أبناؤها كهنة للربّ(إشعيا66: 21).

~تأمل في النص~

نميل إلى احتكار الربّ.نريده إلهًا لنا فقط.نعتزل الآخرين بطرق شتّى لكوننا نعتقد أنّ إلهنا غير إلههم، أو أنّ إلهنا إنّما هو مُلك لنا.موقفنا هذا كموقف الابن الأكبر في مثل الابن الشاطر في إنجيل لوقا، الذي، لما أخطأ أخوه الأصغر وتمرّد على البيت وربّ البيت، ظنّ أنّ أباه إنّما هو له وحده.كم كان صعبًا عليه أن يقبل عودة الابن الشاطر إلى البيت الوالديّ.

هل ندرك أنّ الله إله الأمم جميعًا، وأنّ دعوته لهم جميعًا، وأنّ توبتهم إليه قد تسبق توبتنا؟

~الفكرة الرئيسة~

لسنا بشيء إذا ما ظننّا أنّنا أتقياء الله، فهذا لا يرفعنا فوق الناس.الله هو البدء والمنتهى، لا نحن.وبين البدء والمنتهى مساحة لجميع الناس بلا استثناء.

~صلاة~

أنرْ عينيّ لأرى رحمتك العظيمة تغطّي الكون بأسره.فأنت الخالق الذي أعطى كلّ إنسان أن يحيا على هذه الأرض ويرتوي من بركاتها.علمّني أن أتوب إليك كتوبة الخطأة بعد اهتداء.

~قرار اليوم~

يوم 93يوم 95

عن هذه الخطة

مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالث

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.

More

نود أن نشكر Bible Society Lebanon على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://biblesociety.org.lb/