مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة

ليس الله صنمًا صنعناه نحن(إشعيا40: 18-31)
~النص البيبلي~
18فبِمَنْ تُشَبِّهونَ اللهَ؟ وأيُّ شَبَهٍ تُعادِلونَهُ بهِ؟19أبِتِمثالٍ يَسكبُهُ الصَّانِعُ ويُغَشِّيهِ الصَّائِغُ بالذَّهبِ ويُزَيِّنُهُ بسَلاسِلَ مِنَ الفِضَّةِ؟20أو يَختارُهُ مَنْ كانَ فقيرًا مِنْ خَشَبٍ لا يَنخُرُهُ السُّوسُ ويطلُبُ لَه صانِعًا ماهرًا يُقيمُ تِمثالًا لا يتَزَعزَعُ.21أمَا علِمتُم ولا سَمِعتُم؟ أما بَلَغكُم كَيفَ كانَ البَدءُ وفَهِمتُم مَنْ أسَّسَ الكَونَ؟22هوَ الجالِسُ على قُبَّةِ الأرضِ، وسُكَّانُها تَحتَهُ كالجَرادِ، يَبسطُ السَّماواتِ كالسِّتارةِ ويمُدُّها كخَيمَةٍ للسَّكنِ.23يجعَلُ العُظَماءَكلا شيءٍ وحُكَّامَ الأرضِ كالهَباءِ.24ما إنْ يَنغَرِسوا ويَنزَرِعوا وتـتأصَّل جذورُهُم في الأرضِ، حتّى يجِفُّوا ويَيبَسوا وتَحمِلَهُمُ الرِّيحُ كالقَشِّ.25لذلِكَ يقولُ القُدُّوسُ:بمَنْ تُشَبِّهونَني وتُعادِلونَني؟26إرفَعوا عُيونَكُم وانظُروا!مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ هذِهِ؟ مَنْ يَعُدُّ نُجومَهاواحدةً واحدةً ويَدعوها جميعًا بأسماءٍ؟ ولفائِقِ قُدرَتِهِ وجبَروتِهِ لا يُفقَدُ مِنها أحدٌ...
~شرح النص~
السؤال الذي يطرحه النبيّ، في مطلع هذه الفقرة(آية21)،“بمَن تشبّهون الله؟”، إنّما هو سؤال بلاغيّ، جوابه المفترَض أنّ الله لا يشبَّه بشيء البتّة.أهمّية هذا السؤال، الذي يُتبِعُه الكاتب بسلسلة من الأسئلة التي تذهب في هذا الاتّجاه؛ إنّه يكشف معرفة النبيّ بفكر البشر الذين يميلون إلى تصوير آلهتهم على صورة مشتهياتهم، لتغدو هذه الآلهة من خلق البشر، بدل أن يكون البشر من خلق الإله الحقيقيّ.
الله ليس تمثالًا من خشب أو معدن.ليس صامتًا أو قاصرًا عن السمع والنظر.هو الخالق، كما كان الكاتب قد ذكّرنا في الفقرة السابقة.هو“في البدء” (آية21)، في إشارة واضحة إلى بداية سفر التكوين، حيث عبارة“في البدء”في قوله“في البدء خلق الله السماوات والأرض” (تكوين1: 1)لا تشير إلى زمن معيّن أو ما قبل الزمن، بل إلى تقدّم الله وفعله على كلّ ما في الأرض وعليها، بما في ذلك الانسان وتصوّراته.ولهذا الغرض، يتبِع الكاتبُ كلامَه هذا بتذكير واضح بالخلق في الآيات اللاحقة.
~تأمل في النص~
غالبًا ما نجعل لله صورة وصنمًا في فكرنا أو في أفكارنا وتصوّراتنا عنه.نشاؤه أن يكون كما نرغب نحن أن يكون، وعلى شكل نرتاح إليه.أصنامنا التي نصنعها ليست بالضرورة مادّة، بل هي، قبل كلّ شيء، فكريّة.نريد إلهًا نطمئنّ إلى رأينا فيه.نريده مثلًا رحومًا دومًا أو قاسيًا دومًا، أو قاهرًا لخصومنا أو منتقمًا لنا.نحقد عليه حين نرى شرورًا في الدنيا.وكثيرًا ما نجعله أسيرَ كلامنا عنه ومعتقداتنا التي نصوغها في عبارات جافّة خشبيّة.ننسى أنّ الله كشف لنا نفسه بكلمته، وأنّ المطلوب منّا أن نصغي إلى هذه الكلمة لا أن نأتي نحن بكلمات عنه.
~الفكرة الرئيسة~
لا يشبه الله أفكارنا عنه.بعيد هو كلّ البعد عن مداركنا.هو الكائن في البدء وقبل البدء، وقد خلق الكونَ الذي نعيش نحن فيه.علينا أن نتواضع لندرك عظمة كلمته الخلاّقة.
~صلاة~
علمّنا أيّها الربّ إلهنا أن نسمع كلامك، لا كلامنا، وأن تستقرّ فينا صورتك الحقيقيّة، لا تصوّراتنا عنك.
~قرار اليوم~
الكلمة
عن هذه الخطة

هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More
نود أن نشكر Bible Society Lebanon على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://biblesociety.org.lb/