مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة

محبة الله تشمل الجميع(إشعيا34: 1-4)

~النص البيبلي~

34إقتَرِبوا وا‏سمَعوا أيُّها الأمَمُ!أصغوا إليَّ أيُّها الشُّعوبُ!لتَسمَعِ الأرضُ وكُلُّ مَنْ فيها، العالَمُ وكُلُّ ما يُخرِجُهُ.2الرّبُّ غاضِبٌ على الأُمَمِ، ساخطٌ على كُلِّ جُيوشِهِم، فحَلَّلَ سَفكَ دِمائِهِم‌ودَفَعهُم دَفعًا إلى الذَّبحِ،3فتُطرَحُ قَتلاهُم في الشَّوارِعِ ويفوحُ النَّتْنُ مِنْ جيَفِهِم.تسيلُ الجبالُ مِنْ دِمائِهِم4ويَفنى كُلُّ جُندِ السَّماءِ.والسَّماواتُ تُطوَى كوَرَقِ البَرديِّ ويسقُطُ جُندُها جميعًا سُقوطَ أوراقِ الكَرمِ والتِّينِ.

~شرح النص~

يعرض فصلا34–35آخر حروب الرب على الأمم(حروب روحية طبعًا)، وخصوصًا على أدوم(فصل34)، ثم خلاص الشعب في سعادة لا نهاية لها، في قلب صهيون(فصل35).حرب الرب لها بُعد شمولي(كما في34: 1 ...”لتسمع الأرض وكل ما فيها”...).إن دينونة الله لشعب أدوم الصغير توسّعت وسع الكون.طُويت السماوات القديمة كما يُطوى ورق البردي الذي لا نحتاج بعد إليه.مثل هذه الرؤية تعلن دمار الشر، بفعل عمل الله الخلاصي. “إقتربوا” (آية1)، هو نداء احتفالي إلى الكون لكي يسمع دينونة الرب على الأمم.تُطرَح قتلاهم ولا تُدفَن(آية3)، وهذا شر عظيم يصيب الموتى.تُفنى الكواكب والنجوم(آية4)، إذ يتميّز يوم الرب بتحرّك وانقلاب في السماء.ويسقط الجنود أرضًا.

~تأمل في النص~

قد تكون مفاجأة هذا النص هي عدم استبعاد أمم الأرض عن تدبير إله إسرائيل.

يتوجه الله، بواسطة النبي، بالكلام إلى الوثنيين لكي يسمعوا، على مثال إسرائيل(اسمع، يا إسرائيل تثنية6: 4).في خضم غضب الله عليهم يكشف أنه على علاقة معهم:كل شيء له، وكلهم له، وهم مهمّون بالنسبة له.لا بل“دفعُهم إلى الذبح” (الآية2)في الكتاب المقدس يشير، ليس فقط إلى القضاء على شخص ما، ولكن التفاني الكامل والتكريس لله.نحن مختلفون، لكن وجهة نظر كل منا هو نفس وجهة نظر الآخر:التوجه نحو الله.لذلك كل شخص“له علاقة به”، لا أحد في الواقع هو“خارج عنه”.

نحن، كشعب مختار، مدعوون لأن نشعر بمسؤوليتنا الكاملة، ليس فقط تجاه أنفسنا، ولكن في الكشف عن حضور الله في التاريخ للكون بأسره.إنها دعوة ذو بُعد شمولي.

~الفكرة الرئيسة~

لا يقطع الله علاقته مع أي من الشعوب،ونحن المسيحيين مسؤولون تجاه كل شخص لم يتعرّف بعد على حبّه،ومهمتنا إبراز صورة الله المحب.

~صلاة~

إلهي!هبْني روحك القدوس لكي يصرخ إليك في داخلي:أبّا، ايها الآب! (رومة8: 15).انت أبي وأنا ابنك.علّمني ألا أفرّق بين انسان وآخر كما فعلت أنت، وأن ألغي العنصرية من منطقي، وأن أحبّ أخي مهما كان عرقه أو لونه أو دينه أو اختلافه عني.

~قرار اليوم~