مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة

على ماذا ا‏تَّكَلْتَ كُلَّ هذا الاتِّكالِ(إشعيا36: 1-10)

~النص البيبلي~

36وفي السَّنةِ الرَّابعةَ عَشْرَةَ مِنْ حُكمِ المَلِكِ حِزْقيَّا زحَفَ سَنحاريـبُ ملِكُ أشُّورَ على كُلِّ مدُنِ يَهوذا المُحَصَّنَةِ وا‏ستَولى علَيها‌.2وأرسَلَ ملِكُ أشُّورَ رَبشاقا مِنْ لاكيشَ إلى أُورُشليمَ، إلى المَلِكِ حِزْقيَّا، على رأسِ جيشٍ عظيمٍ...3فخرَجَ إليهِ...رئيسُ الدِّيوانِ المَلكيِّ، و...أمينُ السِّرِّ، و...أمينُ السِّجلِّ.4فقالَ لهُم رَبْشاقا: “قولوا لِحِزْقيَّا:يقولُ لكَ الملِكُ الكبـيرُ، ملِكُ أشُّورَ:على ماذا ا‏تَّكَلْتَ كُلَّ هذا الاتِّكالِ؟5هل تظُنُّ‌أنَّ الكَلامَ الفارِغَ يحلُّ محَلَّ الرَّأيِ والقُدرةِ على الحربِ؟ فعلى مَنِ ا‏تَّكلْتَ حتّى تَمَرَّدتَ عليَّ؟6أعلى هذِهِ القصَبةِ المَرضوضةِ، على مِصْرَ الّتي هيَ عُكَّازٌ إذا ا‏ستَنَدَ أحدٌ إلَيهِ غرَزَ في كفِّهِ وثَقَبها؟....7وإنْ قالَ لكُم:على الرّبِّ إلهِنا ا‏تَّكلْنا، أجيبوهُ:أمَا هوَ الإلهُ الّذي أزَلْتَ يا حِزْقيَّا مَشارِفَهُ ومذابِـحَهُ وقُلتَ ليَهوذا ولأُورُشليمَ:قُدَّامَ هذا المذبَحِ وحدَهُ يَسجُدونَ؟...10والآنَ أتظُنُّ أنِّي بدونِ تفويضٍ مِنَ الرّبِّ إلهِكُم زَحَفتُ على هذِهِ الأرضِ لأُدَمِّرَها؟ الرّبُّ إلهُكُم نفسُهُ قالَ لي:إصعَدْ إلى هذِهِ الأرضِ ودَمِّرْها”.‌

~شرح النص~

حَكَمَ حزقيا على يهوذا من سنة715إلى687ق.م. “في السَّنةِ الرَّابعةَ عَشْرَةَ”مِنْ حُكمِه، أي سنة701ق.م.، هجم سنحاريب، ملك أشور، على أورشليم، واستولى على46مدينة.وأرسل ملكُ أشور ربشاقا، مساعدَه والمتكلم باسمه، إلى الملك حزقيّا(آية2)كي يزرع الخوف في قلب أورشليم وسكّانها.فلم يأت الملك حزقيّا للقائه، بل بعث ثلاثة موظفين(آية4)الذين نقلوا لحزقيّا أسئلة سنحاريب:على ماذا اتّكلت؟ أعلى كلام الله الفارغ؟ أم على مصر التي لا يمكن الاتكال عليها لأنها خادعة(آية5–6).لأن حزقيّا كان قد عقد معاهدة مع مصر سنة715.ثم يعرب ملك أشور عن غضبه لأن حزقيا اتكل على الله إذ أزال المذابح الوثنية(آية7)ولم يسجد إلا لله الأوحد.وفي الآية10، يجعل نفسه منفّذ القرارات الالهية.

~تأمل في النص~

يقول ملكُ أشور لحزقيّا: “على ماذا ا‏تَّكَلْتَ كُلَّ هذا الاتِّكالِ؟ هل تظُنُّ‌أنَّ الكَلامَ الفارِغَ يحلُّ محَلَّ الرَّأيِ والقُدرةِ على الحربِ؟”وهكذا ينعت سنحاريب كلامَ الله بالكلام الفارغ.في الواقع، تكمن قوة شعب الله في إصغائهم الأمين لكلمة الرب:هذا هو السر العظيم لقوتهم.كلمة الله بالنسبة لاسرائيل كانت دليلهم ومرشدهم في الطريق.فكل مرة كان يحيد اسرائيل عن الطريق المستقيم، كان يأتي كلام الله على لسان الأنبياء ليؤنّب ضميرهم ويدلّهم على الخير ويعزّيهم في ضيقاتهم ويعدهم بالنصر على أعدائهم فيعطيهم القوة والرجاء.

~الفكرة الرئيسة~

لا نستطيع أن نتكّل على القوة الدنيوية في معاركنا الروحية بل لتكن عيوننا شاخصة إلى كلمة الله الحيّة لأنها قوتنا في ساعة التجربة.

~صلاة~

كلمتك، ربّي، مصباح لخطاي ونورٌ لسبيلي(مزمور119: 105).افتح عيوني وآذاني لكي أرى هذا النور وأسلك فيه فلا تتعثّر قدماي ولا أخاف من أعدائي إن كانوا أقوى مني.

~قرار اليوم~