أعطانا الله أنبياء - وجهات نظر تفسيريّة أساسيّةعينة
اليوم: 05 سلطان نبوة العهد القديم – أعمال الرسل 2: 29-31
كثيراً ما يسوع ورسل العهد الجديد لجأوا إلى كتابات الأنبياء كأمر سلطوي. ولجأوا إلى قصد الأنبياء، إذ اعتبروها سلطة موثوق بها.
ففي المقام الأول، أكّد يسوع ورسله خضوعهم لسلطة الأسفار المقدسة للأنبياء. وبالطبع، كان أحد التعاليم اليهودية المركزية في ذلك الوقت، التعليم بالسلطة المطلقة للكتاب المقدس العبري. وكان ذلك هو السبب الذي لأجله كان يسوع يؤكد، أن خدمته كانت مطابقة لأسفار العهد القديم المقدسة.
وعلى سبيل المثال، ففي متى 5: 17، قال يسوع نفسه:
"لاَ تَظُنُّوا أَنِّي جِئْتُ لأَنْقُضَ النَّامُوسَ أَوِ الأَنْبِيَاءَ." متى 5: 17
لاحظ هنا، أن يسوع لم يقل إنه ببساطة سلم بسلطة أسفار موسى، لكنه أيضا أقر سلطة الكتابات النبوية. وقد نهج كل كتّاب العهد الجديد نهج المسيح في هذا الشأن.
وكما أنه أمر هام أن نرى يسوع ورسله قد خضعوا حباً لنصوص الأنبياء المقدسة، هو أمر هام بالمثل أننا نتحقق بأنهم كانوا ملتزمين أيضا بأهداف الأنبياء ومفاهيمهم الأصلية. كتّاب العهد الجديد لم يفرضوا مفهومهم الشخصي على النبوّة. لكنهم عوضاً عن ذلك، كانوا يولون الأمر عناية شديدة لاكتشاف المعنى الأصلي للنبوّة، ثم بعد ذلك يبنون فوق هذا الأساس المتين.
ومن المحبب جدا للناس في يومنا هذا أن يفكروا أن كتّاب العهد الجديد كان معطى لهم من الله حق تفسير العهد القديم بأية طريقة أرادوها. لكن، فصلين من العهد الجديد يوضحان أن كتّاب العهد الجديد كانوا مهتمين للغاية بالمعنى الأصلي لنبوات العهد القديم.
ويمكننا رؤية هذا الإلتزام العميق بأهداف الأنبياء من الطريقة التي يشرح بطرس نفسه في سفر الأعمال 2: 29–31. فبعد اقتباس جزء من مزمور 16، يقول بطرس هكذا في العدد 29:
أَيُّهَا الرِّجَالُ الإِخْوَةُ، يَسُوغُ أَنْ يُقَالَ لَكُمْ جِهَارًا عَنْ رَئِيسِ الآبَاءِ دَاوُدَ إِنَّهُ مَاتَ وَدُفِنَ، وَقَبْرُهُ عِنْدَنَا حَتَّى هذَا الْيَوْمِ. فَإِذْ كَانَ نَبِيًّا، وَعَلِمَ أَنَّ اللهَ حَلَفَ لَهُ بِقَسَمٍ أَنَّهُ مِنْ ثَمَرَةِ صُلْبِهِ يُقِيمُ الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ لِيَجْلِسَ عَلَى كُرْسِيِّهِ، سَبَقَ فَرَأَى وَتَكَلَّمَ عَنْ قِيَامَةِ الْمَسِيحِ. (أعمال الرسل 2: 29-31)
لاحظ أن بطرس فسّر كلمات داود النبوية في ضوء اختبار داود وأهداف داود.
عن هذه الخطة
إن النبوة مثيرة ومحبطة على حد سواء. معظم المسيحيين مفتونون بالنبوات الكتابية، ولكنهم في حيرة عندما يتعلق الأمر بفهمهم لها. وغالبا ما نتجاهل هذا الجزء من الكتاب المقدس لسبب شعورنا بالربكة بسبب تاريخه وقالبه الأدبي المعقد. لكن لم يعطنا الله النبوة لكي نتجاهلها. فالنبوة في غاية الأهمية لنا حين نفسرها بشكل صحيح. حين نفهم دوافع وأساليب الأنبياء نكون على استعداد أفضل كي نكتشف أهمية كلامهم لنا.
More
نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org