أعطانا الله أنبياء - وجهات نظر تفسيريّة أساسيّةعينة

أعطانا الله أنبياء - وجهات نظر تفسيريّة أساسيّة

يوم 4 من إجمالي 7

  

اليوم: 04 المعنى الأصلي لنبوة العهد القديم - إشعياء 7: 14  

الطريقة الوحيدة لتصحيح النظريات الشائعة في تفسير نبوة العهد القديم هي إنشاء اهتمام ملائم للمعنى الأصلي لهذه النصوص. وفي أحوال كثيرة، كل ما يجب أن نفعله هو تطبيق المبادئ التفسيريّة التي نستعملها في أجزاء أخرى من الكتاب المقدس. ونحن بإمكاننا اكتشاف المعنى الأصلي للنبوة من خلال "التفسير النحوي-التاريخي للنص الكتابي." 

وكما يقترح المصطلح " النحوي–التاريخي"، أنه يجب علينا أن نركز على عنصرين اثنين لنكتشف المعنى الأصلي. أولاً، يجب أن نفحص التركيب النحوي لنص النبوة، ونحن نفعل ذلك بالتركيز على القرينة الأدبيّة. وثانياً، يجب أن نشغل أنفسنا بالقرينة التاريخيّة للكاتب الأصلي وجمهور القراء الأصليين. من جهة، يجب أن نتعلم كيف نحسن معالجة فصول كبيرة من المادة، آيات، وإصحاحات، أقسام الأسفار، وحتى سفر النبوّة كله. 

ومثلاً، ولتكن الآية المشهورة الواردة في إشعياء 7: 14.

"هَا الْعَذْرَاءُ تَحْبَلُ وَتَلِدُ ابْنًا..." (إشعياء 7: 14)

فالمسيحيون ببساطة رضوا بملاحظة كلمات معينة مثل، "عذراء" و"ابن". ومهما كان قدر شعورنا بالراحة عندما نتعامل مع إشعياء 7: 14، إذا أردنا أن نكون على مستوى المسئوليّة، علينا أن نذهب إلى ما هو أبعد من مجرد هاتين الكلمتين المفتاحيتين ونأخذ القرينة الكليّة بعين الاعتبار. كيف تتناسب هذه الآية مع إشعياء 7؟ وكيف تتناسب مع هذا الجزء لسفر إشعياء؟ ثم كيف تسهم تجاه هدف سفر إشعياء ومعناه الكلّي؟ 

ومن جهة أخرى، التفسير النصي الكتابي يشمل قراءة النبوات في قرينتها التاريخيّة. يجب أن نفكر من هو الكاتب ومن هم الجمهور. عندما يقرأ معظم المسيحيون النبوات، يتصرفون كما لو أن هذه النصوص الكتابيّة تعوم خالدة في الهواء. لكن، التفسير "النحوي–التاريخي" يتطلب منا أن نعيد هذه النبوات إلى الأرض. ونحن نسأل أسئلة مثل: " من كتب هذه الكلمات؟" " متى كتبت؟" 

"لمن كان الكاتب يكتب؟" و "لماذا كتب هذه الكلمات؟" هنا نعود إلى مثال (إشعياء 7: 14)، حيث لا يجب أن نفكر، أنها مجرد مجموعة من الكلمات العائمة في السماء، منتظرة ببساطة أن تلمس سطح الأرض عندما ولد يسوع. يجب أن نأتي بهذه الآية إلى الارض. علينا أن نتذكر أننا نقرأ فصلاً يصف إشعياء متكلما إلى أحاز، ملك يهوذا. ثم بعد ذلك علينا أن نسأل أسئلة هكذا: " لماذا قال إشعياء هذه الكلمات لآحاز؟" "وماذا كانت الظروف المحيطة بذلك الأمر؟" 

هكذا، نرى اضطرار رفض الطرق الشائعة التي بها نفسر أنبياء العهد القديم، تلك الطرق ذات الطبيعة "الذريّة،" "ولا تاريخيّة." وحالما ندرك المعنى الأصلي لنبوة، عندئذ يكون لنا هذا المعنى بمثابة مرساة مؤتمنة تساعدنا على فهم كيف نطبق النبوّة في عصرنا.

يوم 3يوم 5

عن هذه الخطة

أعطانا الله أنبياء - وجهات نظر تفسيريّة أساسيّة

إن النبوة مثيرة ومحبطة على حد سواء. معظم المسيحيين مفتونون بالنبوات الكتابية، ولكنهم في حيرة عندما يتعلق الأمر بفهمهم لها. وغالبا ما نتجاهل هذا الجزء من الكتاب المقدس لسبب شعورنا بالربكة بسبب تاريخه وقالبه الأدبي المعقد. لكن لم يعطنا الله النبوة لكي نتجاهلها. فالنبوة في غاية الأهمية لنا حين نفسرها بشكل صحيح. حين نفهم دوافع وأساليب الأنبياء نكون على استعداد أفضل كي نكتشف أهمية كلامهم لنا.

More

نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org