أعطانا الله أنبياء - وجهات نظر تفسيريّة أساسيّةعينة
اليوم: 01 تشوشنا فيما يتعلق بنبوة العهد القديم - سفر حجي
هل سبق ولاحظت مرة أن معظم المسيحيين يعرفون بعض الأجزاء من الكتاب المقدس بدرجة أفضل من معرفتهم لأجزاء أخرى؟ ونحن نرى في العهد القديم أن قصص أسفار موسى الخمسة هي قصص مألوفة. ويعرف القراء المحبون للكتاب المقدس سفري يشوع والقضاة، كما أن مؤمنين قليلين يفهمون الكثير عن كتب أخرى. لكن، حالما يسأل أحدهم، " ماذا عن إشعياء؟" أو "وكيف نفهم صفنيا هذا؟" "أليس حجّي سفراً مثيراً؟" نحن مشوشين ولا نعرف ماذا نقول، حينما نبدأ هذه الدراسة لنبوة العهد القديم. وسنطرح سؤالين أساسيين: ما هي مصادر تشوشنا؟ وما هي بعض النتائج لهذا التشوش؟
هناك على الأقل أمرين يتسببان في أن كثير من المسيحيين يعانون مشاكل في هذا الجزء من الكتاب المقدس. أولاً، أسفار الأنبياء ذاتها، وثانياً، التنافر في الكنيسة.
دعونا نواجه الأمر، أسفار الأنبياء في الكتاب المقدس هي على الأرجح أكثر أجزاء الكتاب التي يصعب إدراكها. وكثيراً ما تصيبنا الحيرة فيما يتعلق بمحتوى هذه الأسفار. فهي تبدو غير مترابطة، فيظهر أن آية لا تقود إلى الآية التالية لها. كما يبدو أن الأنبياء يتكلمون في ألغاز وأحجيات. وأحياناً لا تفيد كلماتهم أي معنى على الإطلاق.
وإذا لم يكن ذلك كافياً، نضيف، أننا لا نعرف الكثير عن الأحداث التاريخية لهذه الفترة من الكتاب المقدس. فالملوك، والأمم، والحروب، وأحداث أخرى، كلها معقدة بدرجة نعاني من أداء مهمتنا بصورة مثمرة. وعندما يقرأ معظم المسيحيين أسفار الأنبياء في العهد القديم، يشعرون كما لو أنهم دخلوا إلى أرض أجنبية وغريبة. ونحن نتجول هنا وهناك متحيّرين بسبب الصعوبات التي تظهرها أسفار الأنبياء ذاتها.
وهناك المصدر الثاني الرئيسي لتشوشنا: الكنيسة. فالكنيسة المسيحية لديها انسجام تعليمي رائع في مجالات كثيرة. ولكن، عندما تبدأ في تفسير نبوة العهد القديم، فنادراً ما نرى أي انسجام بالمرّة، لكن نجد اختلاف في الرأي. ولا شك أنك سمعت النقاش. ماذا أنت؟ هل أنت "قبل-ألفي" تدبيري؟ هل تؤمن باختطاف ما "قبل – الضيقة" العظيمة أو اختطاف وسط الضيقة العظيمة أو اختطاف ما بعد الضيقة العظيمة؟ ما رأيك أن تصبح "بعد– ألفيا" أو "قبل–ألفيا" تاريخياً؟ أو هل أنت لا ألفي متشائم أم لا ألفي متفائل؟ وبالرغم أن الإنجيليين يتفقون على أساسيّات الإيمان، فنادراً ما يكون هناك اتفاق بيننا فيما يتعلق بالنبوة. لقد أصبحت الكنيسة مقسومة بشأن تفسير الأنبياء، حتى أنه من الصعب علينا الاقتراب بثقة إلى هذه النصوص
عن هذه الخطة
إن النبوة مثيرة ومحبطة على حد سواء. معظم المسيحيين مفتونون بالنبوات الكتابية، ولكنهم في حيرة عندما يتعلق الأمر بفهمهم لها. وغالبا ما نتجاهل هذا الجزء من الكتاب المقدس لسبب شعورنا بالربكة بسبب تاريخه وقالبه الأدبي المعقد. لكن لم يعطنا الله النبوة لكي نتجاهلها. فالنبوة في غاية الأهمية لنا حين نفسرها بشكل صحيح. حين نفهم دوافع وأساليب الأنبياء نكون على استعداد أفضل كي نكتشف أهمية كلامهم لنا.
More
نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org