أعطانا الله أنبياء - وجهات نظر تفسيريّة أساسيّةعينة

أعطانا الله أنبياء - وجهات نظر تفسيريّة أساسيّة

يوم 2 من إجمالي 7

  

اليوم: 02 الوحي العضوي لنبوة العهد القديم – دانيال 12: 8

نحن نؤمن أن الروح القدس أوحى بكتابات الأنبياء حتى أنها خالية من الأخطاء. ولكن، في نفس الوقت، نحن نعرف أنه عندما أوحى الله بأسفار الكتاب المقدس استخدم شخصيّات، وأفكار، ووجهات نظر الكتّاب البشريين.

ففي العهد الجديد، نحن نعرف أن هذا صحيح. فرسائل بولس تعكس شخصيّته وخلفيّته. كما أننا نميّز أن الاختلافات الظاهرة بين الأناجيل الأربعة تنشأ أساسياً من اختلافات في مقاصد الكتّاب البشريين وأهدافهم. فإذا رجونا أن نفهم نبوة العهد القديم، يجب علينا أن نرفض مفهوم الوحي الميكانيكي في اختبار الأنبياء، ثم نبدأ النظر إلى الطرق التي أوحى بها الله إليهم كبشر مفكرين بالمعنى الكامل. 

وتمشيّاً مع اعتقاداتنا الخاطئة الأخرى فيما يتعلق باختبارات الأنبياء، ليس عندنا، في الأغلب، فكرة حسنة عن كيف فهم الأنبياء كلماتهم. ونورد هنا مثالاً لذلك، فلو أن أحدهم أوقف عاموس وسأله، " ماذا تعني بما تقوله؟ " يعتقد معظم المسيحيين أن عاموس لابد أنه كان سيجيب هكذا: "أنا لا أعرف ما أقوله، أنا فقط أردد ما أملاه الله علي لأقوله." على النقيض من هذا الاعتقاد الخاطئ، يعلم الكتاب المقدس أن الأنبياء كانوا يفهمون. فلقد فهموا الكثير مما قالوه.

مثلا، في دانيال 12: 8، اعترف دانيال فعلاً، فقد أوضح دانيال نفسه إذ واصل حديثه مع الرب:

"فَقُلْتُ يَا سَيِّدِي، مَا هِيَ آخِرُ هذِهِ؟" (دانيال 12: 8) 

فها أنت ترى، أن دانيال فهم ما كان قد سمعه وكتبه؛ لقد عرف الكلمات (المفردات)؛ وعرف (قواعد اللغة). كانت تلك هي كلماته في النهاية. فقط اعترف أنه لم يكن يعرف على وجه التحديد كيف ستتم النبوة. 

وبنفس الطريقة تقريباً، يخبرنا بطرس في 1 بطرس 1: 11 أن أنبياء العهد القديم فهموا، لكنهم لم يفهموا كل ما قالوه. يقول بطرس أن الأنبياء قديما حاولوا:

"بَاحِثِينَ أَيُّ وَقْتٍ أَوْ مَا الْوَقْتُ الَّذِي كَانَ يَدِلُّ عَلَيْهِ رُوحُ الْمَسِيحِ الَّذِي فِيهِمْ" (1 بطرس 1: 11). 

بعبارة أخرى، قال بطرس أن أنبياء العهد القديم ظلوا في جهل بشأن تفصيلات التوقيت والظروف، لكنه لم يقترح للحظة أنهم كانوا غير فاهمين كلياً لكلماتهم. 

يوم 1يوم 3

عن هذه الخطة

أعطانا الله أنبياء - وجهات نظر تفسيريّة أساسيّة

إن النبوة مثيرة ومحبطة على حد سواء. معظم المسيحيين مفتونون بالنبوات الكتابية، ولكنهم في حيرة عندما يتعلق الأمر بفهمهم لها. وغالبا ما نتجاهل هذا الجزء من الكتاب المقدس لسبب شعورنا بالربكة بسبب تاريخه وقالبه الأدبي المعقد. لكن لم يعطنا الله النبوة لكي نتجاهلها. فالنبوة في غاية الأهمية لنا حين نفسرها بشكل صحيح. حين نفهم دوافع وأساليب الأنبياء نكون على استعداد أفضل كي نكتشف أهمية كلامهم لنا.

More

نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org