أعطانا الله أنبياء - وجهات نظر تفسيريّة أساسيّةعينة
اليوم: 03 التفسير الشائع لنبوة العهد القديم – إرميا 23: 15
لنكشف كيف نفعل ذلك، علينا أن نفحص مسألتين مختلفتين. المسألة الأولى، الطريقة الشائعة للتفسير النصّي، والمسألة الثانية، هي الطريقة المناسبة لتفسير نصوص أنبياء العهد القديم. دعونا نفحص أولاً الطرق الشائعة الواسعة الانتشار. أينما تتجه اليوم، سوف ترى مسيحيين حسنيّ النية، يفسرون باهتمام ضئيل جداً إلى المعنى الأصلي الذي قصده الأنبياء. مثل هذه الطرق الشائعة ممكن تتميز في طريقتين على الأقل: بكونها ذات طبيعة ذريّة؛ وبأنها لا تاريخية.
والآن، ماذا نعني عندما نقول إن التفسير النصّي الشائع يتسم بالطبيعة "الذريّة"؟ هو إلى حد نموذجي عند المسيحيين، إنهم يقرأون كتب الأنبياء على أنها تشمل مجموعات مفككة غير مترابطة من النبوات. فبدلاً من قرائة مدققة للأقسام الكبيرة لسفر نبوي، نكون عادة راضين أن نركز على فهم العبارة، أو على كلمة خاصة. لكن، هذه الطريقة "الذريّة" لمعالجة نبوة العهد القديم هي طريقة فاشلة.
ومن المؤسف أيضا، أن الإنجيليين لا يعيرون اهتماماً بالقرينة التاريخيّة لكتب الأنبياء. فهم لا يركزون على الكاتب البشري، ولا يعتبرون ظروف جمهور نبوات العهد القديم الأصليين واحتياجاتهم. بدلاً من ذلك، لقد عوملت النبوات كما لو كانت علباً فارغة تنتظر من يملأها بالمعاني. ونحن فعلاً لم نكتشف بعد المعنى الأصلي الذي يملأ هذهِ العلب. وبدلاً من ذلك، ننظر إلى مجريات الأمور الحادثة في عالمنا ونسعى لملء علب النبوة الفارغة، بالأحداث التاريخية الحالية.
أتذكر أنه عندما كنت أعلم في إحدى الكنائس المرموقة في أوروبا، وفي أثناء فترة الأسئلة والأجوبة، رفع أحد الجالسين في مؤخرة الغرفة يده وسأل، "هل تعتقد أن كارثة تشرنوبيل تمثل إحدى علامات نهاية الزمن؟" لقد نظرت إلى مترجمي وقلت، "هل قال هذا حقا؟" فقال المترجم، "نعم" لأن كلمة "تشرنوبيل" في لغة الرجل صاحب السؤال تعني "الأفسنتين (شديد المرارة)." وفي أرميا، 23، الكلمة "أفسنتين" مستعملة هناك في ارتباطها بآخر الأيام. نحن نسأل ماذا فعل ذلك الأخ؟ لقد وجد كلمة في الكتاب المقدس وربطها بشي ما في اختباره الشخصي، وكانت نتيجة، أنه جاء بعلامة للأزمنة الأخيرة.
تجربة قراءة أفكارنا الخاصة على نبوة العهد القديم أمر واسع الانتشار لأن كثيرين منا يقرأون هذه النصوص على نحو ذري، وبدون اعتبار للقرينة التاريخية للكاتب وللقارئ.
الكلمة
عن هذه الخطة
إن النبوة مثيرة ومحبطة على حد سواء. معظم المسيحيين مفتونون بالنبوات الكتابية، ولكنهم في حيرة عندما يتعلق الأمر بفهمهم لها. وغالبا ما نتجاهل هذا الجزء من الكتاب المقدس لسبب شعورنا بالربكة بسبب تاريخه وقالبه الأدبي المعقد. لكن لم يعطنا الله النبوة لكي نتجاهلها. فالنبوة في غاية الأهمية لنا حين نفسرها بشكل صحيح. حين نفهم دوافع وأساليب الأنبياء نكون على استعداد أفضل كي نكتشف أهمية كلامهم لنا.
More
نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org