رسائل بولس في السجن: بولس وأهل أفسسعينة
اليوم 05: التسبيح – أفسس 1: 1-14
وبعد التحية هناك الجزء المتعلق بالتسبيح لله في 1: 3-14. هذه هي الرسالة الوحيدة القانونية لبولس حيث يتبع التحية جزء يحتوي على التسبيح إلى الله. عادة ما يتبع بولس تحيته بتحية أو إشارة شخصية إلى الذين يكتب إليهم. لكن كما رأينا سابقاً، لا توجد أية إشارات شخصية من أي نوع في رسالة أفسس.
لا نعرف بالتأكيد لماذا قرّر بولس عدم إدراج أية تحيات شخصية. ربما اعتقد أنَّ جزءاً متعلقاً بالحمد سيكون له تأثير أفضل في رسالة توزع على عدة كنائس. أو ربما أنه أراد وضع الأساس للأجزاء المتعلقة بالعقيدة التي تلت تقديم الحمد. واعتبر البعض أنَّ هذا الجزء هو بداية حوار عن الصلاة يغطي الإصحاحات الثلاثة الأولى. وأشار البعض الآخر إلى أنَّ تقديم الحمد والتسبيح إلى الملك في العالم القديم كان شائعاً في الكتابات الرسمية. في جميع الاحتمالات، كانت الأسباب التي دعت بولس إلى تصميم رسالته بهذه الطريقة معقّدة. ربما فعل هذا لعدة أسباب، بما فيها الأسباب التي قد ذكرناها للتو، وربما لأسباب أخرى أيضاً.
إنَّ اكتشاف دوافع بولس لإدراج الجزء المتعلق بالحمد والتسبيح قد يكون صعباً، لكن التعرّف على محتويات ذلك الجزء سهل. يمكننا أن نركز في هذه الآيات على أمور مثل لاهوت قوي عن الثالوث، يكرم فيه ويبارك عمل الآب، والابن، والروح القدس بشكلٍ واضح؛ أو التركيز على الخلاص من خلال كفارة يسوع المسيح في الآية 7؛ أو إعلان سر الإنجيل في الآية 9؛ أو الوعد بتمجيدنا في المستقبل الذي تَضْمنُه عطية الروح القدس في الآيات 11-14. وجميع هذه الأفكار تستحق أن نوليها الاهتمام اللازم.
لكن توجد فكرة أشمل لا تحتوي على كل هذه المواضيع الواردة في التسبيح فحسب، بل أنها تشرح التفاصيل الواردة في هذه الفقرة بشكل أوسع بكثير. وليس مستغرباً، أن تكون تلك الفكرة هي ملكوت الله.
مثال على ذلك، في الآيتين 4-5 يبارك بولس الله لسلطانه المطلق ويحمده لاختياره أشخاصاً معيّنين ليكونوا شعبه الخاص. وفي الآيتين 9 و10 يمدح بولس الله لسلطانه المطلق فوق الخليقة، ممّا سيجمع كل شيء في النهاية تحت رياسة المسيح.
وبالإضافة إلى ما سبق، وفي الآيات 5-7، يمدح بولس ويبارك إحسان الله نحو شعبه. أظهر الله رحمته بفداء، ومسامحة شعبه وبتبنّيه. كان الملوك القدماء يظهرون الإحسان والأفضال العظيمة نحو شعوبهم، مع أنَّ إحسانات الله كانت أعظم بكثير من أية إحسانات يقدمها الحكّام البشريون.
وفي الآية 14 يسبح بولس الله ويباركه من أجل ميراثنا في المسيح. ولهذه الفكرة علاقة بملكوت الله لأنه في الإصحاح 5: 5 يُعرِّف بولس ميراثنا على أنه "ميراث في ملكوت المسيح والله" ولأن حقوق الميراث كانت من حق مواطني المملكة فقط.
الكلمة
عن هذه الخطة
البحث في كيفية تصميم بولس لرسالته إلى أهل أفسس كي يعلّم المسيحيين كيف يبنوا ملكوت الله وينموا فيه.
More
:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org