رسائل بولس في السجن: بولس وأهل أفسسعينة
اليوم 09: نظام للحياة - أفسس 4: 1-5: 20
نظام الحياة في الملكوت تحتوي على تعليمات مختلفة كثيرة حول سلوك المؤمن. ولكن يمكن تلخيصها بالطريقة التالية: نقرأ عن النظام الكنسي في الملكوت في أفسس 4: 1-16؛ وعن تطهير الملكوت في 4: 17-5: 20؛ والنظام العائلي في الملكوت في 5: 21-6: 9؛ وأخيراً نقرأ عن حرب الملكوت في 6: 10-20.
الجزء المتعلق بالنظام الكنسي في الملكوت في رسالة أفسس 4: 1 -16، يركّز بشكل أساسي على مراكز القيادة والتأثير والسلطة في الكنيسة. ويشدّد تعليم بولس على الطرق التي تعمل بموجبها هذه الأدوار سوية لمصلحة وخير الجميع. يجب على المواطنين أن لا يحسدوا بعضهم بعضاً بل أن يقدّروا المساهمات التي يقوم بها إخوتهم وأخواتهم. وعندما يقوم كل واحد بمهمته المعطاة له، تعود المنفعة للمسيح، وبالتالي تعود المنفعة للملكوت بأكمله. لننظر في هذا السياق إلى كلمات بولس في أفسس 4: 8:
إِذْ صَعِدَ إِلَى الْعَلاَءِ سَبَى سَبْيًا وَأَعْطَى النَّاسَ عَطَايَا. (أفسس 4: 8)
في هذه الفقرة، أشار بولس إلى مزمور 68: 18 التي تصف الرب كملك منتصر عائدٍ من المعركة. في مزمور 68، يحصل الرب على غنائم الحرب من أعدائه المنهزمين. لكن بولس يركز على ما يفعله الرب بهذه العطايا والغنائم. إنه يقتسمها مع أفراد جيشه مثلما كان يفعل الملوك القدماء. إذاً في الحقيقة، تعود المنفعة من هذه العطايا ليس إلى المسيح فحسب، ولكن إلى شعب ملكوته. وصف بولس بعض هذه العطايا في أفسس 4: 7-12:
وَلكِنْ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنَّا أُعْطِيَتِ النِّعْمَةُ ... وَهُوَ أَعْطَى الْبَعْضَ أَنْ يَكُونُوا رُسُلاً، وَالْبَعْضَ أَنْبِيَاءَ، وَالْبَعْضَ مُبَشِّرِينَ، وَالْبَعْضَ رُعَاةً وَمُعَلِّمِينَ، لأَجْلِ تَكْمِيلِ الْقِدِّيسِينَ لِعَمَلِ الْخِدْمَةِ، لِبُنْيَانِ جَسَدِ الْمَسِيحِ. (أفسس 4: 7-12)
وزّع المسيح عطاياه بطرقٍ تُمكّن مواطني ملكوته أن يخدموا بعضهم بعضاً. وبهذه الخدمة يتوسع ويتـقوى ملكوت المسيح.
تفسر الآيات في الإصحاح 4: 17-5: 20 قضية تطهير ملكوت النور من الفساد الذي بقي فيه. نشأ هذا الفساد، أو الخطية، ونما فينا عندما كنّا مواطنين في مملكة إبليس المظلمة. إنه نتاج طبيعتنا القديمة الخاطئة التي لا زلنا نحتفظ بها حتى كمواطنين في ملكوت النور. لكن الذين داخل ملكوت النور هم مؤمنون حصلوا أيضاً على الطبيعة الجديدة التي يمكنهم الاعتماد عليها للتغلب على خطيتهم. كما كتب بولس في أفسس 4: 22-24:
أَنْ تَخْلَعُوا مِنْ جِهَةِ التَّصَرُّفِ السَّابِقِ الإِنْسَانَ الْعَتِيقَ الْفَاسِدَ بِحَسَبِ شَهَوَاتِ الْغُرُورِ، وَتَتَجَدَّدُوا بِرُوحِ ذِهْنِكُمْ، وَتَلْبَسُوا الإِنْسَانَ الْجَدِيدَ الْمَخْلُوقَ بِحَسَبِ اللهِ فِي الْبِرِّ وَقَدَاسَةِ الْحَقِّ. (أفسس 4: 22-24)
يجب أن يكون ملكوت الله نقياً أخلاقياً قدر المستطاع، وعليه أن يعكس شخصية وطبيعة ملكه. وهذا لمنفعة الملكوت بكامله. إنَّ الله يبارك ويكافئ القداسة الأخلاقية. وهكذا، بالامتناع عن الخطية، وبالقيام بالأعمال الصالحة، يزيد المواطنون من بركة الملكوت ويضمنون الميراث فيه.
عن هذه الخطة
البحث في كيفية تصميم بولس لرسالته إلى أهل أفسس كي يعلّم المسيحيين كيف يبنوا ملكوت الله وينموا فيه.
More
:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org