رسائل بولس في السجن: بولس وأهل أفسسعينة
اليوم 13: بناء الملكوت - أفسس 2: 19-22
لمساعدتنا على فهم كيف نبني ملكوت الله على الأرض، استخدم بولس عدة استعارات لغوية. وتعطينا كل استعارة لغوية بصيرة حول علاقات المواطنين في الملكوت ببعضهم البعض وبالمسيح، بالإضافة إلى كيفية تعاوننا على انتشار ملكوت الله. سوف نذكر استعارتين لغويتين، بدءاً بالطريقة التي قارن بها بولس الملكوت بالهيكل. لنقرأ كلمات بولس إلى المؤمنين من الأمم في أفسس 2: 19-22:
فَلَسْتُمْ إِذًا بَعْدُ غُرَبَاءَ وَنُزُلاً، بَلْ رَعِيَّةٌ مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَأَهْلِ بَيْتِ اللهِ، مَبْنِيِّينَ عَلَى أَسَاسِ الرُّسُلِ وَالأَنْبِيَاءِ، وَيَسُوعُ الْمَسِيحُ نَفْسُهُ حَجَرُ الزَّاوِيَةِ، الَّذِي فِيهِ كُلُّ الْبِنَاءِ مُرَكَّبًا مَعًا، يَنْمُو هَيْكَلاً مُقَدَّسًا فِي الرَّبِّ. الَّذِي فِيهِ أَنْتُمْ أَيْضًا مَبْنِيُّونَ مَعًا، مَسْكَنًا ِللهِ فِي الرُّوحِ. (أفسس 2: 19-22)
يعلمنا بولس أنَّ المؤمنين من الأمم كانوا مواطنين يتمتعون بكامل حقوقهم في ملكوت الله، ولهم مركز متساوٍ مع المواطنين المؤمنين من اليهود. وليشدد على هذه الحقيقة، وصف ملكوت الله على أنه بناء، وأنَّ كل مؤمن هو حجر في هذا البناء.
في هذه الاستعارة اللغوية، المسيح له مركز متقدم لأنه حجر الزاوية في الأساس، أي الحجر الذي ترتكز عليه كل الحجارة الأخرى، والذي يوحّد كل البناء. كان للرسل والأنبياء مراكز ذات سلطات عالية تحت سلطة المسيح، وكان يطلق عليهم اسم ممثليه. وكل المؤمنين الآخرين أحجارٌ في البناء بدون أي تمييز بينهم.
هدف هذا البناء هو أن يصبح مسكناً لله لكي يسكن الله وسط شعبه. عرفت أمة إسرائيل بركة مثل هذه في العهد القديم، خاصة من خلال الهيكل في أورشليم، كما أعلن سليمان في سفر أخبار الأيام الثاني، الأصحاح 6. لكن العهد القديم علّمنا أيضاً أنَّ الأمم سوف يعيشون في نهاية المطاف في حضرة الله أيضاً. مثال على ذلك، لنقرأ كلمات الله في إشعياء 66: 19-20:
فَيُخْبِرُونَ بِمَجْدِي بَيْنَ الأُمَمِ. وَيُحْضِرُونَ كُلَّ إِخْوَتِكُمْ مِنْ كُلِّ الأُمَمِ، تَقْدِمَةً لِلرَّبِّ، ... إِلَى جَبَلِ قُدْسِي أُورُشَلِيمَ. (إشعياء 66: 19-20)
في هذه الفقرة، يقول الله أنه عندما يُرجع المملكة إلى إسرائيل، الذي بدأ بفعله في العهد الجديد من خلال يسوع، فإن بني إسرائيل سيعودون إلى الهيكل في أورشليم ليعبدوا الرب. وممّا يلفت الانتباه، أنَّ الأمميين سيأتون معهم، مقدمين بني إسرائيل إلى الله كتقدمة مقدسة من الأمم.
إذاً، عندما علَّم بولس أنَّ اليهود والأمم سيعيشون في حضرة الله كهيكله، فإنه قصد أن يقول أنَّ ملكوت الله كان يتجه ويتحرك باتجاه هدفه النهائي. وهذا يعني أنَّ بركات ملكوت الله امتدت إلى كل الأجناس. لكن لماذا استخدم بولس هذه الاستعارة اللغوية؟ استخدمها بشكل ملائم لتعزيز وتقوية المصالحة العرقية بين اليهود والأمم في الكنيسة.
الكلمة
عن هذه الخطة
البحث في كيفية تصميم بولس لرسالته إلى أهل أفسس كي يعلّم المسيحيين كيف يبنوا ملكوت الله وينموا فيه.
More
:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org