رسائل بولس في السجن: بولس وأهل أفسسعينة
اليوم 12: بناء الملكوت - أفسس 5: 8-10
إحدى الطرق التي نعبّر فيها عن طاعتنا لله هي أن نبقى أمناء ومخلصين له بحرارة وثبات، وأن نهجر القوى والرياسات والسلاطين. وذلك كما كتب بولس في أفسس 5: 8-10:
لأَنَّكُمْ كُنْتُمْ قَبْلاً ظُلْمَةً، وَأَمَّا الآنَ فَنُورٌ فِي الرَّبِّ. اسْلُكُوا كَأَوْلاَدِ نُورٍ ... مُخْتَبِرِينَ مَا هُوَ مَرْضِيٌّ عِنْدَ الرَّبِّ. (أفسس 5: 8-10)
لقد كنّا سابقاً مواطنين في مملكة الشيطان المظلمة. لكن ولاءنا تغيّر لأن الله خلّصنا، ولذلك ندين له بطاعتنا، وبهجرنا لطرقنا المليئة بالخطية التي كنّا نستخدمها في مملكة الظلمة، وبسلوكنا بطرق ترضي ربنا وملكنا الجديد. كتب بولس مرة ثانية عن هذا الولاء في أفسس 6: 24 حيث أعلن هذه البركة المشروطة:
اَلنِّعْمَةُ مَعَ جَمِيعِ الَّذِينَ يُحِبُّونَ رَبَّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحَ فِي عَدَمِ فَسَادٍ. (أفسس 6: 24)
يجب أن تكون محبتنا للرب "في عدم فساد"، ومستمرة، وثابتة، ومخلصة، وراسخة. يريد الله ويصرّ على طلب تكريسنا وإخلاصنا الكاملين. لا يكفي أن نضيف اسم الله إلى أسماء جميع الآلهة الأخرى التي نعبدها؛ إنَّ الله يريد ولاءنا غير المنقسم. وهو لا يريد ولاءنا السلبي، كأنه من الممكن أن نهجر الآلهة المزيفة وثم نرقد ببساطة في بركات ملكوته. كلاً، إنه يريدنا أن نطيع كل وصاياه، لا أن نهجر الآلهة الأخرى فقط، بل إنه يريدنا أن نقوم بالأعمال الصالحة الكثيرة التي أعدها لنا. تلقي كلمات بولس في أفسس 2: 8-10 ضوءً على هذه الحقيقة:
لأَنَّكُمْ بِالنِّعْمَةِ مُخَلَّصُونَ، بِالإِيمَانِ، وَذلِكَ لَيْسَ مِنْكُمْ. هُوَ عَطِيَّةُ اللهِ ... لأَنَّنَا نَحْنُ عَمَلُهُ، مَخْلُوقِينَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ لأَعْمَال صَالِحَةٍ، قَدْ سَبَقَ اللهُ فَأَعَدَّهَا لِكَيْ نَسْلُكَ فِيهَا. (أفسس 2: 8-10)
لم يخلصنا الله لكي ينقذنا من الهلاك فحسب، أو لمجرد أن نتمتع بحياة مريحة في ملكوته، لكنه جدّدنا في المسيح لنكون مواطنين مثمرين في ملكوته، سالكين في الأعمال الصالحة التي أعدّها لنا.
تلعب الأعمال الصالحة دوراً محدداً في ملكوت الله: إنها أدوات يستخدمها الله ليوسع ويطهر ملكوته، ويحصل على المجد، ويخدم شعبه. وبالنسبة إلى بولس، فإنَّ هدف الله من تخليصنا هو أن يضمن قيامنا بهذه الأعمال الصالحة. إذاً، إنَّ الاستجابة الصحيحة لنعمة الله هي أن نقبل مهمتنا كخدّام له. وهذا يعني أن نتبنى هدفه على أنه هدفنا، ومقاصده على أنها مقاصدنا. ولهذا السبب كان بولس غالباً ما يشجع قرّاءه على أن يعيشوا حياة "لائقة"، حياة تعكس شخصية الملك وملكوته.
بعدما ناقشنا بعض الطرق لإكرام الملك، ننتقل إلى مناقشة استراتيجية بولس لبناء الملكوت. وبالطريقة ذاتها التي يطلب فيها الله أن نقدم له الحمد والتسبيح بالمحبة والعبادة، فإنه يطلب أيضاً أن نساعده على امتداد ونمو ملكوته الأرضي.
الكلمة
عن هذه الخطة
البحث في كيفية تصميم بولس لرسالته إلى أهل أفسس كي يعلّم المسيحيين كيف يبنوا ملكوت الله وينموا فيه.
More
:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org