رسائل بولس في السجن: بولس وأهل أفسسعينة

رسائل بولس في السجن: بولس وأهل أفسس

يوم 14 من إجمالي 14

  اليوم 14: السيطرة على الكون – أفسس  6: 13-16

 كما رأينا سابقاً، يتواجد ملكوت الله ويتداخل مع الدهر الحاضر الذي يتصف بالخطية والموت. وأثناء هذا الوقت، تحارب قوى الله – بما فيها الكنيسة – ملكوت الشياطين والإنسانية التي سقطت في الخطية. لكن في النهاية سيعود المسيح ثانية، ويدين أعداءه، ويدمر قدرتهم على مقاومته. إنَّ النصرة النهائية على قوى الظلمة مؤكدة. لكن حتى مجيء ذلك اليوم، علينا أن نثبت ونحارب تلك القوى.

لكن حتى في الدهر الحاضر، زمن الخطية والموت، لدينا ميّزة في صراعنا ضد القوى الشيطانية. كما رأينا سابقاً، إنَّ ملكنا يسود على تلك القوى ويمارس قوته وسلطته عليها، ونحن جالسون معه في السماويات. وبالإضافة إلى ذلك، أنقذنا الله من سلطانها الشرير، وأدخلنا إلى أجواء البركة في ملكوته، ومدَّنا بالقوة بالروح القدس لنصمد ضد أقوى الهجمات التي يمكن لأعدائنا أن يشنّوها. لننظر إلى كلمات بولس في أفسس 6: 13 و16:

احْمِلُوا سِلاَحَ اللهِ الْكَامِلَ لِكَيْ تَقْدِرُوا أَنْ تُقَاوِمُوا فِي الْيَوْمِ الشِّرِّيرِ، وَبَعْدَ أَنْ تُتَمِّمُوا كُلَّ شَيْءٍ أَنْ تَثْبُتُوا ... حَامِلِينَ فَوْقَ الْكُلِّ تُرْسَ الإِيمَانِ، الَّذِي بِهِ تَقْدِرُونَ أَنْ تُطْفِئُوا جَمِيعَ سِهَامِ الشِّرِّيرِ الْمُلْتَهِبَةِ. (أفسس 6: 13 و16)

يزودنا الله، عن طريق نعمته وروحه، بالقوة لنقاوم الحشود الشيطانية. 

وليس هذا فقط، لكن البركات الكثيرة التي تحصل عليها الكنيسة هي دليل أمام الشياطين بأن هزيمتهم مؤكَّدة. وذهب بولس إلى أبعد من ذلك عندما قال إنَّ مجرد وجود الكنيسة يشهد على هلاك جميع أعداء الله. لننظر إلى كلمات بولس في أفسس 3: 8-11:

لِي أَنَا أَصْغَرَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ، أُعْطِيَتْ هذِهِ النِّعْمَةُ، أَنْ أُبَشِّرَ بَيْنَ الأُمَمِ بِغِنَى الْمَسِيحِ الَّذِي لاَ يُسْتَقْصَى، وَأُنِيرَ الْجَمِيعَ فِي مَا هُوَ شَرِكَةُ السِّرِّ الْمَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ فِي اللهِ خَالِقِ الْجَمِيعِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ. لِكَيْ يُعَرَّفَ الآنَ عِنْدَ الرُّؤَسَاءِ وَالسَّلاَطِينِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ، بِوَاسِطَةِ الْكَنِيسَةِ، بِحِكْمَةِ اللهِ الْمُتَنَوِّعَةِ، حَسَبَ قَصْدِ الدُّهُورِ الَّذِي صَنَعَهُ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّنَا. (أفسس 3: 8-11)

حتى قبل خلق الجنس البشري، كان الله قد خطّط لاستخدام كنيسته ليعلن مجده لأعدائه الشياطين. لكنه أبقى على هذه الحقيقة كسِرّ حتى زمن المسيح. لكن بعد مجيء المسيح، استخدم الله الكنيسة ليبيّن حكمته وقوته لجميع أعدائه. إنه يقدّم الكنيسة كمثال على قدرته على هزيمة أعظم مقاصد إبليس، وذلك كدليل على قوته ليصالح الكل لنفسه. رغم كل هذا، إذا كان باستطاعة الله أن يفدي الجنس البشري من فساد الخطية، ويصالحنا مع بعضنا بعضاً، فلا يوجد شيء لا يستطيع أن يفعله.

لكننا لسنا مثالاً معروضاً فقط؛ الكنيسة هي جائزة الله، إنها الكنز الذي حارب الله من أجله وانتصر على مملكة أعدائه. إننا الشعب الذي سيطر الله على التاريخ لأجل أن يخلصنا، وعروس المسيح المحبوبة التي وهب حياته لحمايتها ولامتلاكها. 

لنستمع إلى وصف بولس للمسيح والكنيسة في أفسس 5: 23-27:

لأَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا رَأْسُ الْكَنِيسَةِ، ... كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا، ... لِكَيْ يُحْضِرَهَا لِنَفْسِهِ كَنِيسَةً مَجِيدَةً، لاَ دَنَسَ فِيهَا وَلاَ غَضْنَ أَوْ شَيْءٌ مِنْ مِثْلِ ذلِكَ، بَلْ تَكُونُ مُقَدَّسَةً وَبِلاَ عَيْبٍ. (أفسس 5: 23-27)


يوم 13

عن هذه الخطة

رسائل بولس في السجن: بولس وأهل أفسس

البحث في كيفية تصميم بولس لرسالته إلى أهل أفسس كي يعلّم المسيحيين كيف يبنوا ملكوت الله وينموا فيه.

More

:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org