رسائل بولس في السجن: بولس وأهل أفسسعينة
اليوم 08: الإدارة - أفسس 3: 1-21
من الواضح أنَّ كل مملكة تحتاج إلى نوع ما من الهيكلية الإدارية. لا يمكن أن تقوم الممالك بوظائفها وتصريف أعمالها إذا كان فيها ملك ومواطنون فقط. يجب أن تتواجد فيها دوائر حكومية أخرى التي يدير الملك مملكته من خلالها. في الحكومات البشرية النموذجية تحتوي هذه الدوائر على مستويات وأنواع متعددة من القيادات، مثل الذين يشرّعون القوانين، والذين يصدرون الأحكام على الذين يخالفون القوانين. وتنطبق هذه الحقيقة على ملكوت الله، ملكوت النور، خاصة كما يظهر هذا الملكوت في الكنيسة. يعلّمنا الكتاب المقدس أنَّ الكنيسة يجب أن تُدار وتُحكم من قبل الشيوخ، وأنَّ هؤلاء الشيوخ مسئولون أمام بعضهم بعضاً وأمام الله.
في أيام بولس، كان المعلمون الكذبة يتحَدّون هيكلية السلطة في الكنيسة. وفي الحقيقة، وقبل اعتقاله في أورشليم، حذّر بولس شيوخ كنيسة أفسس بأن المعلمين الكذبة سوف يظهرون من داخل الكنيسة. في أعمال الرسل 20: 28-30، سجّل لوقا هذه الكلمات التي قالها بولس لشيوخ كنيسة أفسس.
اِحْتَرِزُوا اِذًا لأَنْفُسِكُمْ وَلِجَمِيعِ الرَّعِيَّةِ الَّتِي أَقَامَكُمُ الرُّوحُ الْقُدُسُ فِيهَا ... لأَنِّي أَعْلَمُ هذَا: أَنَّهُ بَعْدَ ذِهَابِي سَيَدْخُلُ بَيْنَكُمْ ذِئَابٌ خَاطِفَةٌ لاَ تُشْفِقُ عَلَى الرَّعِيَّةِ. وَمِنْكُمْ أَنْتُمْ سَيَقُومُ رِجَالٌ يَتَكَلَّمُونَ بِأُمُورٍ مُلْتَوِيَةٍ لِيَجْتَذِبُوا التَّلاَمِيذَ وَرَاءَهُمْ. (أعمال الرسل 20: 28-30)
عرف بولس أنَّ معلمين كذبة سيظهرون ويسببون المشاكل للكنيسة. ولذا، حذَّر الشيوخ للاحتراس من هؤلاء المعلمين الكذبة.
ولكن من أعطى بولس هذا الحق لتكليف الشيوخ هذه المهمة، ولإدانة المعلمين الكذبة؟ في أيام بولس، كانت هناك وظيفة كنسية أخرى أدار الله بواسطتها ملكوته، وكانت تلك الوظيفة أساسية وضرورية مع أنها غير موجودة اليوم في الكنيسة. كانت تلك وظيفة الرسول. كان يحتل تلك الوظيفة الأشخاص الذين اختارهم ودرّبهم الله بنفسه، والذين قابلوا الرب يسوع المسيح المُقام – أشخاص مثل بولس. كان الرسل مخوّلين بسلطة الله ويديرون شؤون الكنيسة بنزاهة ويتمتعون بمركز القيادة فيها، بما في ذلك قيادة الشيوخ. في رسالة أفسس 3: 2-7، وصف بولس سلطته الرسولية بعلاقتها بإدارة ملكوت الله. لنقرأ كلماته في تلك الفقرة:
إِنْ كُنْتُمْ قَدْ سَمِعْتُمْ بِتَدْبِيرِ نِعْمَةِ اللهِ الْمُعْطَاةِ لِي لأَجْلِكُمْ. أَنَّهُ بِإِعْلاَنٍ عَرَّفَنِي بِالسِّرِّ ... الَّذِي فِي أَجْيَال أُخَرَ لَمْ يُعَرَّفْ بِهِ بَنُو الْبَشَرِ، كَمَا قَدْ أُعْلِنَ الآنَ لِرُسُلِهِ الْقِدِّيسِينَ وَأَنْبِيَائِهِ بِالرُّوحِ ... الَّذِي صِرْتُ أَنَا خَادِمًا لَهُ حَسَبَ مَوْهِبَةِ نِعْمَةِ اللهِ الْمُعْطَاةِ لِي حَسَبَ فِعْلِ قُوَّتِهِ. (أفسس 3: 2-7)
حصل الرسل على نعمة خاصة من الله، وكانت تلك النعمة تمدّهم بالقوة في خدماتهم، وحصلوا أيضاً على إعلان خاص من الله كان يعلمهم بموجبه الحق المنزَّه عن الخطأ. وكلّفهم الله بمهمة خاصة لتعليم الكنيسة ما يعلنه لهم الله. إذاً، كان من حق بولس ومن ضمن مسؤولياته كرسول أن يشرح مبادئ ملكوت الله لمواطني الملكوت، وأن يدين هؤلاء الذين عارضوه.
الكلمة
عن هذه الخطة
البحث في كيفية تصميم بولس لرسالته إلى أهل أفسس كي يعلّم المسيحيين كيف يبنوا ملكوت الله وينموا فيه.
More
:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org