رسائل بولس في السجن: بولس وأهل أفسسعينة

رسائل بولس في السجن: بولس وأهل أفسس

يوم 7 من إجمالي 14

  ليوم 07: المواطنة - أفسس 2: 1-22

 يمكننا أن نقسم تعليم بولس عن المواطنة في ملكوت النور إلى ثلاثة أجزاء. أولاً، تركز الآيات في أفسس 2: 1-3 على حقيقة أنَّ الكائنات البشرية الساقطة في الخطية مولودة في مملكة الظلمة وأنها عدوة الله بطبيعتها. ثانياً، تشرح الآيات في أفسس 2: 4-10 الطريقة التي بموجبها يمنحنا الله المواطنة في ملكوته وذلك بنقلنا من مملكة الظلمة إلى مملكة النور. وثالثاً، تناقش الآيات في أفسس 2: 11-22 طبيعة مواطنتنا في ملكوت النور.

أولاً، ذكَّر بولس قرّاءه بأن الجنس البشري خاطئ وساقط في الخطية. نحن أموات روحياً؛ ولنا طبيعة شريرة؛ ونخدم أعداء الله؛ ونتيجة لذلك، نحن عرضة للسقوط تحت غضب الله يوم الدينونة. لنتأمل الطريقة التي وصف بها بولس البشرية الساقطة في أفسس 2: 1-3: 

وَأَنْتُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا، ... حَسَبَ دَهْرِ هذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، ... الَّذِينَ نَحْنُ أَيْضًا جَمِيعًا تَصَرَّفْنَا قَبْلاً بَيْنَهُمْ فِي شَهَوَاتِ جَسَدِنَا، عَامِلِينَ مَشِيئَاتِ الْجَسَدِ وَالأَفْكَارِ، وَكُنَّا بِالطَّبِيعَةِ أَبْنَاءَ الْغَضَبِ كَالْبَاقِينَ أَيْضًا. (أفسس 2: 1-3)

البشر الساقطون في الخطية هم أعداء الله. قبل أن يخلّصنا الله، كنّا نتبع طبيعتنا الخاطئة بملء إرادتنا، وكنّا نخدم إبليس رئيس سلطان الهواء.

اختار الله بسيادته بعض الناس ليرثوا الخلاص. ولذا، في أفسس 2: 4-10، انتقل بولس ليقول إنَّ الله استخدم حقّه الملوكي لينقلهم من مملكة الظلمة إلى ملكوت النور. وكجزءٍ من هذه العملية، يجدّد الله أرواحنا لنصبح أحياءً روحياً. ثم يخلقنا في المسيح ليكون لنا طبيعة جديدة تحب الله. وهو يُعدُّ لنا أعمالاً صالحة لكي نسلك فيها، فنخدم الله بدلاً من أن نخدم أعداءه. ونتيجة لذلك، نتطلع بشوق لنيل الثروة التي لا تُقارن في الدهر الآتي، بدلاً من غضب الله ودينونته.

الموضوع الأخير الذي ناقشه بولس في هذا الجزء كان الطريقة التي بموجبها حقَّق الله الهدف المثالي وهو جمع اليهود والأمم في ملكوت واحد تحت سلطان الله المهيمن. وهذا الهدف المثالي مذكور في عموم العهد القديم. مثال على ذلك، سرد داود رؤياه عن مستقبل ملكوت الله في مزمور 22: 27-28:

تَذْكُرُ وَتَرْجعُ إِلَى الرَّبِّ كُلُّ أَقَاصِي الأَرْضِ. وَتَسْجُدُ قُدَّامَكَ كُلُّ قَبَائِلِ الأُمَمِ. لأَنَّ لِلرَّبِّ الْمُلْكَ، وَهُوَ الْمُتَسَلِّطُ عَلَى الأُمَمِ. (مزمور 22: 27-28)

في أيام بولس، كانت مكانة المؤمنين من الأمم قضية مثيرة للجدل إلى حدٍّ كبير. لم يعترض المؤمنون اليهود بشكل عام على تحوّل الأمميين إلى المسيحية. لكن بعضهم كان يشعر أنَّ الأمميين كانوا مؤمنين من الدرجة الثانية.

قبل مجيء المسيح، حصل اليهود بالفعل على معاملة تفضيلية في ملكوت الله. كان شعب الله في الميثـاق يتألف بشكل رئيسي من شعب إسرائيل، وكانت البركات الكاملة للميثاق من نصيب الذكور اليهود الأحرار. عرف بولس هذه الحقيقة من عقائد العهد القديم. ولكن من خلال الرسل، يعلّمنا العهد الجديد بأن كل المؤمنين – سواء كانوا يهوداً أم أُمميين، ذكوراً أم إناثاً، عبيداً أم أحراراً – يحصلون على بركات الميثاق من خلال وحدتهم مع المسيح. في المسيح، يُحسب كل مؤمن على أنه المسيح نفسه، الذي حفظ ميثاق الله بشكل كامل، وورث جميع بركات الميراث.

كنتيجة لذلك، إنَّ الفروقات القديمة بين اليهود والأمم في ملكوت الله غير موجودة ولا قيمة لها. ولأن كل شخص يحصل على الخلاص بذات الطريقة، فإن المعيار الجديد هو مركز متساوٍ ومعاملة متساوية لكل مواطن بغض النظر عن عرقه. ولأجل هذا، فإن جميع مواطني ملكوت النور هم مواطنون كاملون لهم نفس الحقوق والامتيازات، بما فيها حق الاقتراب من الله. وكما كتب بولس في أفسس 2: 13-19:

وَلكِنِ الآنَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، أَنْتُمُ الَّذِينَ كُنْتُمْ قَبْلاً بَعِيدِينَ، صِرْتُمْ قَرِيبِينَ... لأَنَّ بِهِ لَنَا كِلَيْنَا قُدُومًا فِي رُوحٍ وَاحِدٍ إِلَى الآبِ. فَلَسْتُمْ إِذًا بَعْدُ غُرَبَاءَ وَنُزُلاً، بَلْ رَعِيَّةٌ مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَأَهْلِ بَيْتِ اللهِ. (أفسس 2: 13-19)

يوم 6يوم 8

عن هذه الخطة

رسائل بولس في السجن: بولس وأهل أفسس

البحث في كيفية تصميم بولس لرسالته إلى أهل أفسس كي يعلّم المسيحيين كيف يبنوا ملكوت الله وينموا فيه.

More

:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org