رسائل بولس في السجن: بولس وأهل أفسسعينة
اليوم 04: التحديات في أفسس 2: 11-13
ذكر بولس عدداً من التحديات التي واجهت الكنائس في أفسس ووادي لايكوس، ولكن بسبب عامل الوقت سوف نذكر ثلاثة تحديات: "الإنسان القديم" أو الطبيعة الخاطئة التي تحارب "الإنسان الجديد" داخل كل مؤمن، وتشجعنا على ارتكاب الخطية؛ والتوترات العرقية بين المؤمنين اليهود والأمميين؛ والقوى الشيطانية.
أولاً، عندما كتب بولس عن طبيعتنا الخاطئة والعادات الخاطئة التي نمارسها، لجأ إلى استخدام لغة تتعلق بالملكوت، وعلَّم المؤمنين أنَّ حياة المواطنين في ملكوت الله يجب ألا تتصف بالخطية. مثال على ذلك، كتب بولس الكلمات التالية في رسالة أفسس 5: 5:
أَنَّ كُلَّ زَانٍ أَوْ نَجِسٍ أَوْ طَمَّاعٍ... لَيْسَ لَهُ مِيرَاثٌ فِي مَلَكُوتِ الْمَسِيحِ وَاللهِ. (أفسس 5: 5)
المواطنون في ملكوت الله إمَّا أن يطيعوا أو يعصوا المسيح. فإذا أطاعوه وكانوا مخلصين لملكهم، فإنهم سيرثون بركات الميثاق، بما فيها مغفرة الخطايا والحياة الأبدية. هذه البركات هي لكل المؤمنين لأنهم في المسيح يُحسبون على أنهم حافظوا على الميثاق بشكل كامل. ولكن إذا رفضوا المسيح، وتمرّدوا ضد الملك ورفضوا الخلاص الذي يقدمه، فإنهم لن ينالوا الميراث في ملكوت المسيح.
وثانياً استخدم بولس صورة مجازية عن ملكوت الله ليعالج قضية التوتّر العرقي بين اليهود والأمم في الكنيسة. لنقرأ كلماته في رسالة أفسس 2: 11-13:
أَنَّكُمْ أَنْتُمُ الأُمَمُ قَبْلاً فِي الْجَسَدِ، الْمَدْعُوِّينَ غُرْلَةً مِنَ الْمَدْعُوِّ خِتَانًا مَصْنُوعًا بِالْيَدِ فِي الْجَسَدِ، ... أَنَّكُمْ كُنْتُمْ ... بِدُونِ مَسِيحٍ، أَجْنَبِيِّينَ عَنْ رَعَوِيَّةِ إِسْرَائِيلَ، وَغُرَبَاءَ عَنْ عُهُودِ الْمَوْعِدِ، ... وَلكِنِ الآنَ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ، ... صِرْتُمْ قَرِيبِينَ... (أفسس 2: 11-13)
قارن بولس في الفقرة أعلاه بين حالة قرّائِه من الأمم "غير المختونين" [الغرلة] قبل أن يؤمنوا بالمسيح بحالتهم بعدما آمنوا به. قبل إيمانهم بالمسيح كانوا غرباء بدلاً من أن يكونوا مواطنين في ملكوت الله. ولكن عندما آمن الأمميون، أصبحوا مواطنين كاملين في الملكوت.
وقال بولس أيضاً أنَّ الأمميين كانوا مستبعدين عن عهود الموعد. كانت مواثيق العهد القديم معاهدات وطنية دينية بين الله وإسرائيل. وكانت أيضاً ترتيبات قانونية أدار الله بموجبها ملكوته على الأرض. لكن عندما دخل الأمميون في ملكوت الله بالمسيح، أصبحوا خاضعين لسلطة هذه العهود الوطنية. ونتيجة لذلك، أصبح لهم حق الحصول على بركات الميثاق.
إنَّ مناقشة بولس للكنيسة بالنسبة إلى علاقتها بالمواطنة والمواثيق تشير إلى أنَّ بولس كان يتحدث عن الكنيسة على أنها ملكوت الله. وباختصار، علَّم بولس أنَّ اليهود والأمم تصالحوا مع بعضهم البعض لأنهم بشكل جزئي أصبحوا مواطنين الآن في الملكوت ذاته.
وأخيراً، استخدم بولس لغة الملكوت ليعالج قضية القوى الشيطانية التي كانت تمثّل تحدياً للكنيسة. كانت الكنائس في وادي لايكوس تعاني من وجود المعلمين الكذبة الذين استعاروا بعض التعاليم من الديانة اليونانية ومن فهمهم الخاطئ للشريعة اليهودية لكي يقنعوا المؤمنين بعبادة القوى الروحية المتعددة، بما فيها الشياطين والعناصر الأساسية للعالم: الأرض، الهواء، الماء، والنار. صَنَّف بولس هذه الشياطين والعناصر الأساسية بطرق عديدة مرتبطة بلاهوته عن ملكوت الله. لكن عبارته الأكثر وضوحاً في هذا السياق هي في رسالة أفسس 2: 1-2:
وَأَنْتُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَمْوَاتًا بِالذُّنُوبِ وَالْخَطَايَا، الَّتِي سَلَكْتُمْ فِيهَا قَبْلاً حَسَبَ دَهْرِ هذَا الْعَالَمِ، حَسَبَ رَئِيسِ سُلْطَانِ الْهَوَاءِ، الرُّوحِ الَّذِي يَعْمَلُ الآنَ فِي أَبْنَاءِ الْمَعْصِيَةِ. (أفسس 2: 1-2)
يقول بولس أنَّ للشياطين مملكتهم الخاصة بهم والتي دعاها "سلطان الهواء". هذه المملكة لها ملك أو حاكم يحكمها. وكما نعرف من تعليم الكتاب المقدس، تلك الروح الشريرة هي الشيطان
الكلمة
عن هذه الخطة
البحث في كيفية تصميم بولس لرسالته إلى أهل أفسس كي يعلّم المسيحيين كيف يبنوا ملكوت الله وينموا فيه.
More
:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org