أسفار موسى الخمسةعينة

أسفار موسى الخمسة

يوم 16 من إجمالي 32

اليوم 16: المواضيع الرئيسية (بركات الله لإسرائيل)

سنتأملُ في بركاتِ اللهِ لإسرائيل بالنظر إلى المعنى الأصليّ لموسى؛ ثمّ تطبيقِنا المعاصِرِ لهذا الموضوع.

1) المعنى الأصلي: 

من الواضحِ أن موسى ركّزَ بشكلٍ أكبر على البركاتِ التي منحَها اللهُ ليعقوب، ليذكّرَ قرّاءَهُ الأصليّين بأنّ اللهَ منحَهم أيضاً العديدَ من البركات. وتندرجُ بركاتُ اللهِ ليعقوب ضِمْنَ مجموعتَين: بركاتٌ رَغمَ عصيانِ يعقوب وبركاتٌ نتيجةٌ لطاعةِ يعقوب. فمن جهةٍ، حصلَ يعقوبُ على البركاتِ رَغم عدمِ ولائهِ. على سبيلِ المثال، في التكوين 27: 27-29، نالَ يعقوبُ بركةَ اللهِ من خلالِ إسحاق، رَغم أنّه حصلَ عليها بخِداعِهِ لإسحاق. كذلك حصلَ يعقوبُ على بركاتِ اللهِ في بيتِ إيل في التكوين 28: 13-15، رَغمَ حقيقةِ أنّه كان هارباً لينجو بحياتِهِ من عيسو.

ومن جهةٍ أخرى، في الأقسامِ الأخيرةِ من قصّةِ يعقوب، تأتي بركاتُ اللهِ ليعقوب نتيجةً لولائهِ. وعلى سبيلِ المثال، في التكوين 29: 1-31: 55، وَهَبَ اللهُ يعقوبَ بركاتٍ عائليّةٍ وثروةٍ من خلالِ لابان. وبعد أن تذلّلَ يعقوب وَهَبهُ اللهُ بركاتٍ من خلالِ عيسو في التكوين 32: 1-33: 17. وعلى نحوٍ مماثلٍ، في التكوين 33: 18-34: 31، نالَ يعقوبُ بركاتٍ من اللهِ في شَكيم بعدَ أن تورّطَ أبناؤهُ في قتالٍ مع الكنعانييّن. كما وَهَبَ اللهُ يعقوبَ أيضاً بركاتٍ في بيتِ إيل في التكوين 35: 9-13، حين نَذَرَ الأبُ يعقوب نفسَهُ لعبادةِ الله. أدركَ موسى أنّ بني إسرائيل الذين تبعوهُ إلى أرضِ الموعد سيواجهونَ العديدَ من التحديّاتِ خلالَ خروجِهم وامتلاكِهم للأرض. لذا نرى تركيزَ موسى في هذه النصوص، ونصوصٍ أخرى كثيرة، على بركاتِ الله ليعقوب، ليثيرَ في قرّائهِ الأصليين الشعورَ بالامتنانِ، وليدفعَهم إلى السعي لبركاتٍ إضافية من الله.

2) التطبيق المعاصر: 

نتناولُ التطبيق المعاصر من جهةِ تأسيسِ واستمراريّةِ واكتمالِ ملكوتِ المسيح.

أ- تأسيس الملكوت: علينا أن نُوجّهَ أفكارَنا إلى المسيحِ نفسِه خلالَ تأسيسهِ للملكوت. وعلى عكسِ ما حدثَ مع يعقوب، الذي نال البركاتٍ رَغمَ عدمِ ولاءهِ؛ فقد نال المسيح الذي كان بِلا خطيّة بركاتٍ عظيمةٍ خلالَ حياتهِ على الأرضِ بسببِ أمانتهِ للآب. ونالَ بركاتٍ أخرى أعظمَ منها بعدَ صعودهِ إلى السماء. وما هو رائعٌ من جهةِ بركاتِ المسيحِ الخاصّةِ، كما نتعلّمُ من نصوصٍ مثلُ أفسس 1: 3، هو أنه من خلالِ اتحادِنا بالمسيح، نشتركُ نحن معه في البركاتِ التي نالها.

ب- استمرارية الملكوت: يُعلِّمُ العهدُ الجديدُ أنّ المسيحَ أغدقَ بركاتهِ على شعبهِ خلالَ مرحلةِ استمراريّةِ ملكوتهِ. وتماماً كما صنعَ مع يعقوب، قد يباركُنا اللهُ أحياناً رَغمَ عدمِ ولائِنا، وفي أحيانٍ أخرى تأتي بركاتُهُ نتيجةً لولائِنا. في الحقيقةِ، إنّ حياةَ أتباعِ المسيحِ هي حياةُ إنكارِ الذاتِ والألمِ. لكن توضّحُ لنا نصوصٌ مثلُ 2 كورنثوس 1: 21-22 وأفسس 1: 13-14 أنّ الله وعدَ بأن يُختَمَ كلُّ واحدٍ مِنّا ببركتهِ العجيبةِ، أي الروحُ القدس. فالروح القدس يَسكنُ فينا ومعنا كضمانٍ لميراثِنا الأعظم في العالمِ الآتي.

ج- اكتمال الملكوت: في كلِّ مرّةٍ نرى بركاتِ اللهِ ليعقوب في سفرِ التكوين، نتذكّرُ البركاتِ اللامحدودةِ التي ستكونُ من نصيبِنا عندَ اكتمالِ ملكوتِ المسيح. وكما تُعلّمُ نصوصٌ مثلُ متى 25: 34 بكلِ وضوحٍ، أنّه حين يعودُ المسيح، سيُرحّبُ اللهُ بنا في "الملكوتِ المُعَدِّ [لنا] منذُ تأسيسِ العالم".

يوم 15يوم 17

عن هذه الخطة

أسفار موسى الخمسة

تدعى أول خمسة أسفار في العهد القديم عادة أسفار موسى الخمسة. وهي تروي  قصة شعب اسرائيل من الخلقية إلى الاعداد لامتلاك أرض الموعد. ولكن هل أسفار  موسى الخمسة هي مجرد سرد تاريخي لشعب الله المختار؟ أم هي شيء أكثر من  ذلك؟ نتعرّف في خطة القراءات هذه على الأسفار من التكوين إلى التثنية، من خلال  البحث في سبب كتابتها، ما قصدته لقرّائها الأصليين، والطريقة التي يجب بها  أن نتجاوب معها اليوم. نقوم بتلخيص البنية، والمحتوى، والمعنى الأصلي، والتطبيق المعاصر للأسفار من التكوين إلى التثنية. كما نشرح  كيف كان لقرّاء موسى الأصليين أن يفهموا الروايات القصصية الواردة في أول  خمسة أسفار في الكتاب المقدس، وماذا تعني هذه القصص للمؤمنين المعاصرين.

More

نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع:  http://arabic.thirdmill.org​​​​​​​