أسفار موسى الخمسةعينة
اليوم 21: البُنية والمحتوى (حكم يوسف الخيِّر ووفاق الآباء)
1) حكم يوسف الخيِّر:
في التكوين 47: 13-26، نقرأ أنّ الجوعَ اشتدَّ مع مرورِ الوقت. فكانَ يوسفَ يؤمّنُ الطعامَ في جميعِ أرضِ مصر وأرضِ كنعان. وقد عزّزَ نفوذُ فرعونَ بشرائهِ مواشي وأراضي الناسِ في مصر وكنعان مقابلَ الطعامِ الذي أعطاهُ لهم. وبتدبيرهِ هذا أنقذَ حياةَ الكثيرين.
وفي نهايةِ الرواية، في التكوين 47: 27، كتبَ موسى عن حُكمِ يوسفَ الذي عادَ بالخيرِ على يعقوبٍ وأبنائهِ مُعلّقاً: "وَسَكَنَ اسْرَائِيلُ فِي أرْضِ مِصْرَ فِي أرْضِ جَاسَانَ وَتَمَلَّكُوا فِيهَا وَأثْمَرُوا وَكَثُرُوا جِدّاً" (تكوين 47: 27).
2) وفاق الآباء:
نرى في هذه المرحلةِ الأخيرةِ الحلَّ للعُقدةِ الاستهلاليّة في قصّةِ خلافِ الآباء (التكوين 47: 28-50: 26). وبالتركيزِ على الوِفاقِ بين أفرادِ عائلةِ يوسف، تُصوّرُ هذه المرحلةُ البركاتِ التي نَعِمَ بها شعبُ إسرائيل، والتي كانت أمراً مهمّاً بالنسبةِ لقرّاءِ موسى الأوّلين.
تنقسمُ الإصحاحاتُ التي تتناولُ موضوعَ وِفاقِ الآباءِ إلى قسمَين رئيسيَّين.
أولاً، ترتيبات يعقوب العائلية (التكوين 47: 28-50: 14): يبدأُ هذا القسمُ بيعقوبٍ وقد قَرُبَت أيّامهُ ليموت. ويشرحُ موسى في 47: 28–31، أنّ يعقوبَ طلبَ من يوسفَ قَسَماً بأن يدفِنهُ في أرضِ كنعان. ثمّ، في 48: 1-49: 28، نقرأُ عن جلستَين منفصلتَين تتناولان بركاتِ يعقوب.
في الجلسة الأولى، في 48: 1-22، باركَ يعقوبُ يوسفَ وابنَيهِ، أَفْرَايِمُ وَمَنسَّى، على انفراد. وحصل يوسف هنا على امتيازِ الميراثِ المضاعَفِ الذي يكونُ عادةً من نصيبِ الابنِ البِكر، لأنّ يعقوبَ أرادَ أن يتعاملَ مع أَفْرَايِمُ وَمَنسَّى بشكلٍ مساوٍ مثلَ أعمامِهم. لكن وبشكلٍ غيرِ مُتوَقَّعٍ، قدّم يعقوبُ أفرايمَ، ثاني أبناءَ يوسفَ، على منسّى، الابن البكر. ثمّ في 49: 1-28، بعدَ أن رفّعَ يعقوبُ يوسفَ وابنَيه في اجتماعٍ منفردٍ، نالَ جميعُ أبناءِ يعقوبَ بركاتهِ الأخيرة. فجمعَ يعقوبُ كلَّ أبنائهِ معاً وباركهم الواحد تِلوَ الآخر، باركهم الأب كلٌّ حسَبَ مَسلَكِهِ. وبوصفِها بركاتِ يعقوب الأخيرة، كانت هذه الترتيباتُ لتستمرّ إلى الأجيالِ القادمة. وينتهي هذا القسمُ في التكوين 49: 29-50: 14 الذي يُخبِرُنا عن موتِ يعقوبَ ودَفْنِهِ. حقّقَ يوسفَ في هذه الأعدادِ رَغباتِ أبيهِ بدفنِهِ في أرضِ كنعان. ثم رَجِعَ إلى مصر.
ثانياً، ترتيبات يوسف العائلية (التكوين 50: 15-26): يتناولُ هذا القسمُ الموجَز رِوايتَين قصيرتَين. في التكوين 50: 15-21، طمأنَ يوسفُ إخوَتَهُ مجدّداً وأكّدَ لهم أنّه سيستمرّ بمعاملتِهم بلطفٍ. وقد التمسَ إخوتَهُ منهُ أن يصفحَ عنهم، وسامحهم يوسفُ بلطفٍ. في التكوين 50: 19-21، قالَ يوسفُ لإخوته "لا تَخَافُوا. لأنّهُ هَلْ أنا مَكَانَ اللهِ؟ انْتُمْ قَصَدْتُمْ لِي شَرّاً أمَّا اللهُ فَقَصَدَ بِهِ خَيْراً لِكَيْ يَفْعَلَ كَمَا الْيَوْمَ لِيُحْيِيَ شَعْباً كَثِيراً. فَالْآنَ لا تَخَافُوا. أنا أعُولُكُمْ وَأوْلادَكُمْ". تنتهي قصّةُ يوسفَ وإخوته بأسرِها في التكوين 50: 22-26 بقَسَمٍ طالبَ به يوسفُ إخوتهُ. نعلمُ ممّا دُوِّنَ في سِفر التكوين أنّ هذا القَسَمَ كان آخرَ تواصلٍ بين يوسفَ وإخوتهِ قبلَ موتهِ. وقد تعهّدَ إخوةُ يوسفَ بالنيابةِ عن أبنائِهم أنّه عندما يفتقدُ اللهُ إسرائيلَ ويُحرِّرَهم من مصر، سيستمروا في تكريمِ يوسفَ بأخذِ عظامهِ معهم إلى أرضِ الموعد ليدفنوها هناك.
الكلمة
عن هذه الخطة
تدعى أول خمسة أسفار في العهد القديم عادة أسفار موسى الخمسة. وهي تروي قصة شعب اسرائيل من الخلقية إلى الاعداد لامتلاك أرض الموعد. ولكن هل أسفار موسى الخمسة هي مجرد سرد تاريخي لشعب الله المختار؟ أم هي شيء أكثر من ذلك؟ نتعرّف في خطة القراءات هذه على الأسفار من التكوين إلى التثنية، من خلال البحث في سبب كتابتها، ما قصدته لقرّائها الأصليين، والطريقة التي يجب بها أن نتجاوب معها اليوم. نقوم بتلخيص البنية، والمحتوى، والمعنى الأصلي، والتطبيق المعاصر للأسفار من التكوين إلى التثنية. كما نشرح كيف كان لقرّاء موسى الأصليين أن يفهموا الروايات القصصية الواردة في أول خمسة أسفار في الكتاب المقدس، وماذا تعني هذه القصص للمؤمنين المعاصرين.
More
نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org