أسفار موسى الخمسةعينة
![أسفار موسى الخمسة](/_next/image?url=https%3A%2F%2Fimageproxy.youversionapi.com%2Fhttps%3A%2F%2Fs3.amazonaws.com%2Fyvplans%2F12863%2F1280x720.jpg&w=3840&q=75)
اليوم 26: الاعتبارات الأوليّة (التطبيق المعاصر)
يمكن تطبيق سِفراً معقداً مثل سِفر الخروج على الحياة المعاصرة بطرق لا تُحصى. ونعلم ذلك لأنّ كلّ إنسان هو فريد ويمرّ بظروف مختلفة. نعلمُ، كأتباعٍ للمسيح، أنّ سِفرَ الخروجِ ينطبقُ علينا بسببِ كونهِ كلمةُ الله. لكن هناكَ اختلافاتٌ كبيرةٌ بيننا وبين القُراءِ الأصليين. ولهذا السبب، يجب أن نلتفتَ دائماً إلى العهدِ الجديدِ ليُرشِدَنا في تطبيقِنا المعاصِر، حيث يُقدِّمُ لنا العهدُ الجديدُ الإرشادَ بإشارتهِ أو تلميحهِ إلى سِفرِ الخروج حوالي 240 مرّةٍ. لكن يساعدنا 1 كورنثوس 10: 1-5، 11 بصورةٍ خاصةٍ، حيث تُقِرُّ هذه الأعداد معاً بوضوحٍ بأهميةِ سِفر الخروجِ بالنسبة لأتباعِ المسيح. فإنَ كلماتُ بولس هنا تُساعدُنا في فَهمِ أنّ سِفرَ الخروجِ لم يُكتَب فقط عن "ذلك العالم"، وليس إلى "عالمهم" فقط، إنّما كُتِبَ إلى عالمنا أيضاً. إن سِفرَ الخروجِ لم يُكتَب ليُرشِد القُراء الأصليين فقط، بل كان معدّاً "لنا" أيضاً، نحن أتباعُ المسيح. يصفُ الرسولُ عالمَ أتباعِ المسيح "نحن الَّذِينَ انْتَهَتْ إِلَيْنَا أَوَاخِرُ الدُّهُورِ". إن كلمةَ "أواخر" مترجمةٌ من الكلمةِ اليونانيّةِ "تيلوس" "τέλος" والتي غالباً ما تُتَرجَمُ إلى نهاية أو غاية، حيث يعيش المسيحيّون في زمنٍ بلغت فيه خطّةُ اللهِ للتاريخِ نهايتَها أو غايتَها في المسيح. وبمصطلحاتٍ لاهوتيةٍ عامةٍ، نعيشُ نحن الذين نتبعُ المسيحَ في "الأيام الأخيرة"، في الدهر "الأخير" من التاريخ.
حتى نفهمَ ما قصدهُ بولس، يجب أن نُدرِك أنّه عندما نختبرُ الإيمانَ الخلاصيّ في المسيح، نصبح جزءاً من رحلةٍ. وننضمُ فعلاً إلى "الأيامِ الأخيرةِ" من رحلةِ موسى وإسرائيل من العبوديّةِ والطُغيانِ في مصر إلى الحرّيّةِ والبركاتِ في الأرضِ التي وعد بها الله. ويُعلِّمُ العهدُ الجديدُ إجمالاً أنّ الدهرَ الأخيرَ، أو الأيّامَ الأخيرةَ في المسيحِ، ينكشفُ على ثلاثِ مراحلٍ رئيسيّةٍ. لذا، من وجهةِ النظرِ الكتابيّة بدأت هذه المرحلةُ الأخيرةُ من رحلةِ موسى وشعبِ إسرائيل بتأسيسِ المسيحِ لملكوتهِ خلالَ خدمتهِ الأرضيّة. وتتقدّمُ رحلةُ موسى وشعبُ إسرائيلَ إلى الأمامِ في سِفرِ الخروجِ في هذه الأيّامِ الأخيرةِ، إذ نعيشُ في اتحادٍ مع المسيحِ خلال استمراريةِ ملكوتهِ خلال تاريخِ الكنيسةِ. وأخيراً، كما سافرَ موسى وشعبُ إسرائيلَ من مصر إلى أرضِ الموعد، ستنتهي آخرُ أيّامِ رحلتِنا في المسيحِ مع اكتمالِ ملكوتهِ، عندما سندخلُ عند عودتهِ المجيدةِ، السماوات الجديدة والأرض الجديدة.
وكما يُشيرُ 1 كورنثوس 10، يجب أن نُطبّقَ كلَّ موضوعٍ في الخروج على المسيحيّين المعاصرين في ضوءِ تأسيسِ، استمراريةِ، واكتمالِ الأيّامِ الاخيرة في المسيح. يمكننا أن نقومَ بهذه الروابط بعدةِ طرقٍ. على سبيلِ المثال، يُخبرُنا سِفر الخروج أنّ إسرائيلَ دخلت في عهدٍ مع اللهِ من خلال موسى على جبل سِيناء. وبطريقةٍ مماثلةٍ، يَدخلُ المسيحيّون في العهدِ الجديد من خلال المسيح. لكن بدأ العهدُ الجديد بالمجيءِ الأوّلِ للمسيح؛ وهو مستمرٌّ اليوم؛ وسيَكتملُ عند المجيءِ الثاني للمسيح.
كمثالٍ آخر، يُخبِرُنا سِفرُ الخروج عن حضورِ الله في خيمةِ الاجتماع في أيّام موسى. ويُعلّمُ العهدُ الجديد أنّ حضورَ اللهِ في المسيح ِأعظمُ من ذلك الحضور. حيث كان يسوعُ نفسُه حضورَ اللهِ الذي حلَّ بيننا في تأسيسِ ملكوته. واليومَ في استمراريةِ الملكوت، يَسكنُ الروحُ القدس في المؤمنين كأفرادٍ وفي الكنيسةِ كجسدٍ واحدٍ. وعند اكتمالِ التاريخ، سيَملأُ مجدُ اللهِ كلَّ شيءٍ إذ تصبحُ الخليقةُ الجديدةُ مَسكِنُ اللهِ المقدّسُ.
يكشفُ سِفرُ الخروجِ أيضاً انتصارَ اللهِ على أعدائهِ في زمنِ موسى. ويعلّمُ العهدُ الجديدُ أنّ المسيحَ غلبَ الخطيّةَ والموتَ. وقد بدأَ المسيحُ في مجيئهِ الأوّلِ المراحلَ الأخيرةَ لهذهِ الغلبةِ كالمحاربِ الجبارِ للهِ. وتَتْبَعُ الكنيسةُ المسيحَ اليومَ كجيشهِ لابسةً سلاحَ اللهِ الكاملِ في الحربِ الروحيّة. وعند عودتهِ في المجد، سيُتمِمُ المسيحُ حربَهُ الكونيّةُ العظيمةُ ضدَّ أعداءِ الله.
إضافة إلى ذلك، كان بنو إسرائيل في سِفر الخروج متّجهينَ إلى ميراثهم من اللهِ في أرضِ الموعد. وكانت هذه خطوتَهم الأولى في جعلِ مُلكِ اللهِ ينتشرُ في الأرض. ويعلّمُ العهدُ الجديدُ أنّ المسيحيّين يَنالونَ ميراثَهم في المسيح. وقد ضَمِنَ المسيحُ نفسُهُ ميراثَهُ في تأسيسهِ لملكوته. ونستمرّ، كمسيحيّين اليوم، بالتنعّمِ بعَربونِ ميراثِنا في الروح القدس. وعندما يعودُ المسيحُ ثانيةً، سيَرثُ-ونرثُ نحن معه-كلَّ شيءٍ.
الكلمة
عن هذه الخطة
![أسفار موسى الخمسة](/_next/image?url=https%3A%2F%2Fimageproxy.youversionapi.com%2Fhttps%3A%2F%2Fs3.amazonaws.com%2Fyvplans%2F12863%2F1280x720.jpg&w=3840&q=75)
تدعى أول خمسة أسفار في العهد القديم عادة أسفار موسى الخمسة. وهي تروي قصة شعب اسرائيل من الخلقية إلى الاعداد لامتلاك أرض الموعد. ولكن هل أسفار موسى الخمسة هي مجرد سرد تاريخي لشعب الله المختار؟ أم هي شيء أكثر من ذلك؟ نتعرّف في خطة القراءات هذه على الأسفار من التكوين إلى التثنية، من خلال البحث في سبب كتابتها، ما قصدته لقرّائها الأصليين، والطريقة التي يجب بها أن نتجاوب معها اليوم. نقوم بتلخيص البنية، والمحتوى، والمعنى الأصلي، والتطبيق المعاصر للأسفار من التكوين إلى التثنية. كما نشرح كيف كان لقرّاء موسى الأصليين أن يفهموا الروايات القصصية الواردة في أول خمسة أسفار في الكتاب المقدس، وماذا تعني هذه القصص للمؤمنين المعاصرين.
More
نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org