أسفار موسى الخمسةعينة

أسفار موسى الخمسة

يوم 24 من إجمالي 32

اليوم 24: الاعتبارات الأوليّة (هوية كاتب سفر الخروج ومناسبة الكتابة)

1) هوية الكاتب:

نؤمن كأتباع للمسيح على نحوٍ صحيح، بأنّ سِفر الخروج كُتب بوحي من الروح القدس، وأنّه كلمة الله. ويذكّرنا هذا الإيمان أنّنا لسنا أمام كتاب عادي. فسِفر الخروج هو نص مقدّس أعطاه الله لشعبه. إذاً لهذا السفر، بطريقة أو بأخرى، سلطان عليك وعليّ كأتباعٍ للمسيح اليوم. ولكن في الوقت نفسه، يجب ألّا يغيب عن أذهاننا أنّ الله أعطى هذا السِفر إلى شعبٍ قد عاش قبلنا بآلاف السنين. لذا من المهمّ الـتأكد من أن تطبيقاتنا المعاصرة تنسجم مع قصد السِفر حين كُتب في البداية. 

تُعدُّ مسألةُ هُويّةِ كاتبِ سِفر الخروجِ جُزءاً من جدالٍ طويلٍ ومعقّدٍ حولَ كاتبِ الأسفارِ الخمسةِ ككلّ. إنّ قُراءةً سريعةً لسِفر الخروجِ تَكشِفُ لنا أنه كان لموسى مساهمةٌ عظيمةٌ على الأقلّ فيما يختص بمُحتوى هذا السِفر. حيث يَكشِفُ لنا سِفر الخروجِ مراراً أنّ اللهَ أعلنَ بشكلٍ مباشرٍ عن الكثيرِ ممّا جاءَ فيه لموسى على جبلِ سِيناء. ويشمَلُ ذلك الوصايا العشر، كتابُ العهد، والتعليماتُ المتعلّقةُ بصُنعِ خيمةِ الاجتماعِ لإسرائيل. رغم انتشارِ الآراءُ النقديّةُ، فإنّ الافتراضاتِ المُسبقةِ التاريخيّةِ واللاهوتيّةِ التي تقف خلفها هي تَخمينيّةٌ وغيرُ موثوقٍ بها إلى حدٍّ كبيرٍ. كذلك، من وجهةِ النظرِ الإنجيليّةِ، من الضروري أن نَتْبَعَ الشهاداتِ الموثوقِ بها الموجودةِ في الكتاب المقدس. فكتّابُ العهدِ القديمِ والمسيحِ ورسلهُ والأنبياءِ أجمعوا كلُّهم على تأييدِ الرأي القائلِ بأنّ موسى هو كاتبُ كلِّ الأسفارِ الخمسةِ بما في ذلك سِفر الخروج. وقد حدّدَ الإنجيليّون بشكلٍ صحيح هذا الاعتقادُ بأن موسى هو الكاتبُ عندما أشاروا إلى موسى بالكاتب "الرئيسيّ"، "الحقيقيّ" أو "الأساسيّ" لسِفرِ الخروج. ويعني هذا أنّه من المُستبعَد أن يكون موسى قد جلسَ بكلِّ بساطةٍ وكتبَ سِفر الخروج بكاملهِ بيده. لكنّ كان موسى شاهداً موثوقاً بهِ لكلِّ حَدَثٍ وَرَدَ في السِفر، باستثناءِ ربّما تلكَ الأحداثِ التي تدورُ حولَ ولادتِهِ وطفولتهِ الباكرة. ويُرجَّحُ أنّه اتَّبَعَ عادةُ القادةَ المحلّيين في زمنهِ واستخدم كتبةً أو نُسّاخاً ليَكتبوا تحتَ إشرافه. وأيّاً كانت الطريقةُ التي تمّت فيها الكتابة، يمكننا أن نكونَ واثقين أنّ سِفرَ الخروجِ كُتبَ بوحيٍ من الروحِ القدس في وقتٍ ما في أيّام موسى.

2) مناسبة الكتابة: 

كتبَ موسى سِفرَ الخروجِ، بصورةٍ عامّة، في وقتٍ ما بينَ دعوتهِ في العلّيقةِ المشتعلةِ، في الخروج 3: 1-4: 31، وموتهِ في عَرَبَاتِ موآب في التثنية 34: 1-12. لكن تُمكِّنُنا بعض الأدلة من تحديدِ زمنِ الكتابةِ بشكلٍ أدقّ. فيكشِفُ لنا شاهدانِ على الأقلِّ في الخروج أنّ هذا السِفرَ قد أُكمِلَ بالفعلِ عندما كان شعب إسرائيل مُخيِّماً على حدودِ أرضِ الموعدِ (خروج 16: 35). ونجدُ تلميحاً مشابِهاً إلى زمنِ الكتابةِ النهائيةِ في (الخروج 40: 38)، وهو العددُ الأخيرُ في السِفرِ. لاحظ أنّ هذا المقطعَ يُشيرُ إلى حضورِ اللهِ المجيدِ على خيمةِ الاجتماعِ "فِي جَمِيعِ رِحْلاتِهِمْ". وتُبيِّنُ هذه الملاحظةُ التاريخيّةُ بوضوحٍ أنّ موسى أكملَ كتابةَ سِفرِ الخروجِ نحوَ نهايةِ حياته. فقد كتبَ بعدَ انتهاءِ سنواتِ التيَهان الأربعين ووصولِ بني إسرائيلَ إلى عَرَباتِ موآب.

يوم 23يوم 25

عن هذه الخطة

أسفار موسى الخمسة

تدعى أول خمسة أسفار في العهد القديم عادة أسفار موسى الخمسة. وهي تروي  قصة شعب اسرائيل من الخلقية إلى الاعداد لامتلاك أرض الموعد. ولكن هل أسفار  موسى الخمسة هي مجرد سرد تاريخي لشعب الله المختار؟ أم هي شيء أكثر من  ذلك؟ نتعرّف في خطة القراءات هذه على الأسفار من التكوين إلى التثنية، من خلال  البحث في سبب كتابتها، ما قصدته لقرّائها الأصليين، والطريقة التي يجب بها  أن نتجاوب معها اليوم. نقوم بتلخيص البنية، والمحتوى، والمعنى الأصلي، والتطبيق المعاصر للأسفار من التكوين إلى التثنية. كما نشرح  كيف كان لقرّاء موسى الأصليين أن يفهموا الروايات القصصية الواردة في أول  خمسة أسفار في الكتاب المقدس، وماذا تعني هذه القصص للمؤمنين المعاصرين.

More

نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع:  http://arabic.thirdmill.org​​​​​​​