قانون إيمان الرسلعينة
اليوم 38: الجامعة (التعريف)
التعريف:
إن كلمة جامعة تعني شاملة أو تضم كل المسيحيين في كل الكنائس. إن كلمة "جامعة" هي ترجمة للكلمة اللاتينية catholicus، المُشتقَّة بدورها من حرف الجر اليوناني kata، والصفة holos التي تعني "كاملاً" أو "تاماً". وهي لا تشير إلى "الكنيسة الرومانية الكاثوليكية". إنما تصف الوحدة الموجودة بين كل الكنائس التي تتبع المسيح بأمانة. إن صيغة قانون إيمان الرسل الموجودة اليوم، تطورت من قوانين الإيمان العِمادية الأولى. ففي الوقت الذي كُتبت فيه قوانين الإيمان الأولى هذه، لم تجتمع الكنائس المسيحية المختلفة حول العالم تحت إدارةٍ كنسيةٍ شاملةٍ واحدة بعد. ولهذا، عندما يتحدث قانون إيمان الرسل عن جامعيّة الكنيسة، فهو لا يقصد منظمة تضم كل الكنائس المسيحية. بل يتحدث عن وحدة الروح القدس الموجودة بين كل الكنائس المسيحية الشرعية، بالرغم من اختلافاتنا التنظيمية. وكانت كلمة "جامعة" شاملة في هذه المرحلة من التاريخ. وكان القصد منها أن تنشر اسم "الكنيسة" إلى كل رعية مسيحية. كانت هذه الفكرة منسجمة مع تعليم بولس في 1 كورنثوس 1: 2.
كانت الكنائس المسيحية المختلفة في كورنثوس التي أشار إليها بولس هنا بالكنيسة في كورنثوس بشكل جماعي، جزءاً من كنيسة أكبر شملت جميع الذين دعوا باسم المسيح، بغض النظر عن المكان الذي عاشوا فيه.
في أعقاب الإصلاح الديني في القرن السادس عشر، اتخذت معظم الكنائس البروتستانتية منهجاً مختلفاً. فقد عادوا، خاصةً، إلى المعنى الأصلي لقانون الإيمان، وناشدوا المعنى الشامل السابق لكلمة جامعة. وأقرّت انسجاماً مع الكتاب المقدّس وقانون إيمان الرسل، الكنائس البروتستانتية، بوحدة الروح التي تشترك بها كل الكنائس المسيحية تحت قيادة المسيح. وأدركوا أنه يمكن الحِفاظ على هذه الوحدة حتى بدون التضامن في مجال الإدارة الكنسية، ودون فقدان الإسهامات الإيجابية التي قامت بها كل طائفة.
يعني إدراك جامعيّة الكنيسة في العالم المعاصر، الإقرار بشرعية كل كنيسة تحافظ على التعاليم التي أقر بها قانون إيمان الرسل. حيث يكون كل المسيحيين في كل الكنائس المُخلصة تحت قيادة المسيح العهدية، ويتبارك كل المؤمنين الحقيقيين بمواهب الروح القدس. ولهذا السبب، يجب أن نكون متلهفين للاستفادة من مواهب كل مسيحي حقيقي في كل كنيسة مُخلصة، ويجب أن نكون مستعدين حتى نخدم إلى جانبهم قدر المستطاع.
عن هذه الخطة
هناك العديد من الطوائف، والانقسامات، والخلافات اللاهوتية في الكنيسة المعاصرة. ولكن على الرغم من أنواع الانقسامات هذه، فهناك جوهر مشترك للإيمان يُقرّه كل المسيحيين الأمناء على مر التاريخ. وإلى ما يقرب من ألفي عام، تم تلخيص جوهر الإيمان هذا في قانون إيمان الرسل. تشرح هذه الخطة تاريخ واستخدام قانون إيمان الرسل، كذلك تفاصيل وأهمية كل مادة من مواد الإيمان للكنيسة المعاصرة.
More
نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org/