قانون إيمان الرسلعينة
اليوم 39: الجامعة (الكنيسة المنظورة)
عندما نجمع فهمنا للجامعيّة مع فهمنا للكنيسة المنظورة، يمكننا تعريف الكنيسة الجامعة المنظورة كما يلي: شركة عالمية واحدة لكل الناس الذين هم في عهد مع الله وتحت قيادة المسيح. من الواضح أن هذه الشركة هي من الروح وليست من الإدارة الكنسية. فلا وجود لطائفة واحدة تمتد إدارتها إلى كل الكنائس المسيحية. بل تقوم وحدة الكنيسة المنظورة على حقيقةِ أن كل كنيسة هي في عهد مع نفس الإله، وتحت القيادة العهدية للمسيح ذاته.
تتبعت الكنيسة المنظورة جامعيّتها تاريخياً بعدة طرق. فقد تم تتبعها في بعض التقاليد، من خلال الإدارة الكنسية. حيث تمتد الكنيسة بينما تضاعف نفسها، ويُرسَم كل خادم جديد وتوضع الأيدي عليه من قِبَلِ الخُدّام السابقين. لكن شدّد البروتستانت بصورة عامة على أن وحدة الكنيسة بأكملها تقوم على إيماننا بالمسيح وعمل الروح، وليس على تسلسل الخدّام والكهنة المرسومين. لهذا السبب، يمكن أن تنشأ الكنائس الجديدة حيثما توجد وحدة الروح، وحيثما يجتمع أولئك الذين هم في عهد مع الله باسم المسيح. ويصرّ البروتستانت على أن الكنيسة المنظورة جامعة، لأنها موجودة في كل مكان يكون فيه الناس في عهد مع الله، تحت قيادة المسيح، في وحدة الروح.
إن إحدى أكثر المشاكل شيوعاً والتي يواجهها العديد من المسيحيين اليوم، هي معرفة الكنائس التي يجب أن يتبنّوها كجزء من كنيسة المسيح الجامعة أو الشاملة. حيث يوجد في معظم أنحاء العالم، أصناف كثيرة من الكنائس التي تدّعي أنها مسيحية، وغالباً ما يتخذ المسيحيين ذوو النية الحسنة فيها أحد الموقفين المتطرفَين. فإما أن يفتحوا أذرعهم ويضموا أية كنيسة تدّعي أنها مسيحية، أو يستثنوا الجميع ما عدا رعيتهم أو طائفتهم المحددة بدقة.
يمكن أن نجد أحد الحلول المساعدة لهذه العقبة في علامات الكنيسة التقليدية الثلاث. وقد صاغ هذه العلامات جون نَكص في اسكتلندا في القرن السابع عشر، لكنها مثّلت طريقة تفكير الكثير من الكنائس البروتستانتية في عصره. وتساعد العلامات المسيحيين بشكل خاص على التمييز بين الكنائس الحقيقية للكنيسة الجامعة المنظورة وبين الكنائس الدجّالة.
1. لا توجد كنيسة أو طائفة تدّعي بأن لها وحدها حق مُلكية، تفسير، تطبيق، أو إعلان كلمة الله. وتدّعي بعض الكنائس والطوائف بأن لها الحق الحصري في تفسير الأسفار المقدّسة وتعليمها. ويدّعي بعضها بأنها تمتلك استنارة خاصة تجعل فهمها للكتاب المقدس أصح من الآخرين. لكن لا تُظهِر أية كنيسة أي من العلامات بشكل كامل، بما في ذلك الكرازة بالكلمة. فقد أعطى الله الكتاب المقدّس للكنيسة المنظورة بأكملها. وأعطاها روحه القدوس ليساعدها على فهم الكتاب المقدّس (1 تيموثاوس 3: 15، عبرانيين 4: 11–13، 6: 4-6). بالإضافة إلى ذلك، تشجّع الأسفار المقدّسة كل الكنيسة المنظورة على قراءة، فَهم، وتعلّم كلمة الله (متى 28: 20، 1 تيموثاوس 4: 17، 2 تيموثاوس 2: 15؛ 3: 14–17).
2. الممارسة الصحيحة لسرَّي المعمودية وعشاء الرب. حيث ينتمي هذان السرّان إلى الكنيسة المنظورة كلها، وليس لطائفة واحدة أو أخرى. إن ممارسة الأسرار بطريقة تتفق مع الأسفار المقدّسة امتياز ومسؤولية لكل رعية ضمن الكنيسة المنظورة. ونرى هذا في وصية الإرسالية العظمى بالمعمودية في متى 28: 19، وفي تعليم بولس عن المعمودية في 1 كورنثوس 1: 13–17. ونراه أيضاً في تأسيس يسوع لعشاء الرب في لوقا 22: 15–20، حيث أشار الرب إلى أن العشاء مُعَدٌّ لكل الملكوت، أي لكل من هم تحت قيادة عهده. وتشكل فقرات كهذه، السبب لاعتراف معظم الكنائس البروتستانتية وإقرارها بأسرار الكنائس والطوائف الأخرى.
3. العلامة التقليدية للكنيسة الجامعة المنظورة، هي تأديب الكنيسة الرسمي، مثل العزل الكنسي. لا يستمتع أي مسيحي بممارسة تأديب الكنيسة الرسمي، لا سيما العزل الكنسي. وغالباً ما قاد هذا الكنائس لتتجنب استخدام التأديب الرسمي. وبالطبع، إن للصبر تبريراً كتابياً أيضاً. كما نرى في مَثل القمح والزوان في متى 13: 24–30، ورغم ذلك، إن للتأديب مكانه. حيث توجد أوقات تكون فيها خطية الشخص مزعجةٌ لدرجةِ وجوب التعامل معها من خلال التأديب – خاصةً عندما تهدّد الكنيسة وسمعتها. إن القصد من التأديب في هذه الحالات، حماية الكنيسة ودفع الآثم إلى التوبة. ويمكن إيجاد الأسس الكتابية للتأديب الرسمي في فقرات مثل متى 16: 19؛ و18: 18، يوحنا 20: 23، وتيطس 3: 10. ونرى ممارستها في فقرات مثل 1 كورنثوس 5: 1-13. ولأن الكنيسة المنظورة بأكملها تخص المسيح وتمثّله على الأرض، مهمٌ أن يحمي كل جزء من الكنيسة المنظورة شعب المسيح ويدافع عن كرامته من خلال الممارسة الملائمة للتأديب الكنسي.
الكلمة
عن هذه الخطة
هناك العديد من الطوائف، والانقسامات، والخلافات اللاهوتية في الكنيسة المعاصرة. ولكن على الرغم من أنواع الانقسامات هذه، فهناك جوهر مشترك للإيمان يُقرّه كل المسيحيين الأمناء على مر التاريخ. وإلى ما يقرب من ألفي عام، تم تلخيص جوهر الإيمان هذا في قانون إيمان الرسل. تشرح هذه الخطة تاريخ واستخدام قانون إيمان الرسل، كذلك تفاصيل وأهمية كل مادة من مواد الإيمان للكنيسة المعاصرة.
More
نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org/