قانون إيمان الرسلعينة

قانون إيمان الرسل

يوم 41 من إجمالي 51

اليوم 41: الشركة (الكنيسة المنظورة)

إن كلمة شركة هي (كينونيا) κοινωνία في النسخ اليونانية القديمة لقانون إيمان الرسل. وتَستخدم الأسفار المقدّسة هذه الكلمة عادة للإشارة إلى الشركة الموجودة بين أعضاء الكنيسة وخاصةً من خلال اتحادهم بالله (أعمال الرسل 2: 42، 2 كورنثوس 13: 14، 1 يوحنا 1: 3). ويستخدم العهد الجديد κοινωνία أيضاً للإشارة إلى المشاركة غالباً في المواد الممتِلكات والمال (رومية 15: 16، 2 كورنثوس 9: 13، عبرانيين 13: 16). وهي مُستَخدَمة أيضاً لوصف المشاركة بالإنجيل، ليس في التبشير بالدرجة الأولى بل بطريقة متبادلة ضمن الكنيسة كما في فليبي 1: 5 وفليمون الآية 6.

وتماشياً مع هذه الأفكار، تشير كلمة شركة في قانون الإيمان، عادةً، إلى الشركة بين أعضاء الكنيسة؛ إلى المشاركة في الأشياء التي نمتلكها معاً. وضمناً إلى اعتمادنا المتبادل على الذين يشتركون معنا.

الكنيسة المنظورة: رغم وجود عدة جوانب للشركة الموجودة في الكنيسة المنظورة، سنركّز على ثلاثة أمور فقط: أولاً، وسائط النعمة، ثانياً، المواهب الروحية؛ وثالثاً الممتلكات المادية.

1) وسائط النعمة: وسائط النعمة هي الأدوات أو الآليات التي يستخدمها الله عادة ليطبِّق النعمة على شعبه. يستخدم الله العديد من الوسائط ليطبّق النعمة علينا، مثل المحنة والمعاناة، الإيمان، المحبة، والشركة نفسها. لكن ركّز اللاهوتيون، من الناحية التقليدية، على ثلاث وسائط خاصة للنعمة: كلمة الله، سِرَّي المعمودية وعشاء الرب، والصلاة. وتنتمي كل وسائط النعمة الثلاث، إلى الكنيسة المنظورة ككل، بما في ذلك المؤمنين وغير المؤمنين. تتحدث الأسفار المقدّسة عن فوائد وسائط النعمة مثلاً في رومية 10: 14، 1 كورنثوس 10: 17، و1 بطرس 3: 12 و21.

ورغم أن فوائد الفداء هي للمخلّصين فقط، أي للكنيسة غير المنظورة، فإن الفرائض نفسها هي للكنيسة المنظورة بأكملها. وتَذَكّر، أن الكنيسة غير المنظورة هي غير منظورة تماماً، ولا نعرف من فيها. حيث أنها لا تعقد اجتماعات عبادة خاصة بها. وليس لها خدّام وإدارة كنسية خاصة بها. فهذه الأمور تَخُص الكنيسة المنظورة. وبنفس الطريقة، إن كل وسائط النعمة التي نمتلكها – كِرازتنا، معموديتنا، ممارستنا لعشاء الرب، وصلواتنا – يمكن أن تُرى من قبل الآخرين. فهي أمور منظورة، وتتشارك بها الكنيسة المنظورة مع الآخرين، ولهذا فهي جزء من الشركة في الكنيسة المنظورة.

2) المواهب الروحية: 

من المهمِ أن نفهمَ أنه عندما نقولُ أن المواهبَ الروحيةَ تخصُّ الكنيسةَ المنظورةَ كلَها، فنحن لا نعني أن كلَ واحدٍ في الكنيسةِ المنظورةِ يسكنُ فيه الروحُ القدس. فالأمرُ ليس كذلك. وحدَهم المؤمنون يسكنُ فيهم الروح القدس. لكن مع ذلك، يستخدمُ الروحُ القدسُ كلَ المواهبِ الروحية من أجل بنيان الكنيسة المنظورة. بالنسبة للبعض، هذا يعني زيادةُ قداستِهم ونموُّهم نحو النضوج. بالنسبة لآخرين، هذا يعني اهتداؤهُم إلى الإيمان أولاً. لكن في كل الأحوال، كل شخصٍ في الكنيسة المنظورةِ يمكنُه أن يستفيدَ من المواهبِ الروحيةْ، لا بل أن يشاركَ فيها إلى حد ما. لذا، يمكننا أن نقول أن الكنيسةَ المنظورةَ بأجمعِها تشتركُ في المواهبِ الروحية.

يَظهر اشتراك الكنيسة المنظورة بأكملها في المواهب الروحية بعدة طرق. أولاً، إنها مُستخدَمة في اجتماعات العبادة العامة (1 كورنثوس 14: 13–26). ثانياً، أُعطيت المواهب لتبني الكنيسة بأكملها (1 كورنثوس 12: 4–7، أفسس 4: 3–13). ثالثاً، قال بولس بالتحديد أن الألسنة هي علامة حتى لغير المؤمنين داخل الكنيسة (1 كورنثوس 14: 21-22). ورابعاً، إن غير المؤمنين داخل الكنيسة مُدانون لفشلهم في الاستفادة من المواهب الروحية (عبرانيين 6: 4–6). توضح الأسفار المقدّسة بهذه الطرق، أن المؤمنين وغير المؤمنين على السواء يشتركون ويتقاسمون المواهب الروحية للكنيسة.

3) الممتلكات الماديّة: 

كان جزءاً من معنى الشركة أو κοινωνία في الكتاب المقدّس والكنيسة الأولى، أن المسيحيين تشاركوا في ممتلكاتهم المادية مع أشخاص آخرين محتاجين في الكنيسة المنظورة. وغالباً ما تم استخدام كلمة κοινωνία للإشارة إلى التبرعات للفقراء (رومية 15: 26، 2 كورنثوس 8: 4؛ 9: 13، عبرانيين 13: 16).

حتى عندما لا تُستَخدَم كلمة κοινωνία يمكن رؤية هذا الجانب للشركة في ممارسة المسيحيين الأولين. على سبيل المثال، باع الكثير من المسيحيين الأولين ممتلكاتهم وقدموا العائدات للكنيسة (أعمال الرسل 2: 44-45؛ 4: 34-35). وقام حتى بعض الأبطال المسيحيين في الكنيسة الأولى، ببيع أنفسهم عبيداً ليحرروا آخرين أو ليجمعوا المال لإطعام الفقراء.

كان الشعور بالشركة قوياً جداً في الكنيسة الأولى، وفضّل المؤمنون، الآخرين على أنفسهم، لدرجةِ أنهم لم يكونوا مستعدين للمشاركة بممتلكاتهم فقط، بل للتضحية بحريتهم أيضاً من أجل الآخرين (2 كورنثوس 8: 3–5).

يوم 40يوم 42

عن هذه الخطة

قانون إيمان الرسل

هناك العديد من الطوائف، والانقسامات، والخلافات اللاهوتية في الكنيسة  المعاصرة. ولكن على الرغم من أنواع الانقسامات هذه، فهناك جوهر مشترك  للإيمان يُقرّه كل المسيحيين الأمناء على مر التاريخ. وإلى ما يقرب من ألفي  عام، تم تلخيص جوهر الإيمان هذا في قانون إيمان الرسل. تشرح هذه الخطة  تاريخ واستخدام قانون إيمان الرسل، كذلك تفاصيل وأهمية كل مادة من مواد  الإيمان للكنيسة المعاصرة.

More

نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع:  http://arabic.thirdmill.org/​​​​​​​