قانون إيمان الرسلعينة

قانون إيمان الرسل

يوم 40 من إجمالي 51

اليوم 40: الجامعة (الكنيسة غير المنظورة)

عندما نجمع فهمنا للجامعيّة مع فهمنا للكنيسة غير المنظورة، يمكننا تعريف الكنيسة الجامعة غير المنظورة بأنها: كل الناس من كل العصور، الذين هم متّحدين بالمسيح للخلاص. وكما قلنا، إن الكنيسة غير المنظورة جزء من الكنيسة المنظورة، ولهذا يصح أيضاً أن نقول إن الجميع في الكنيسة غير المنظورة هم في عهد مع الله تحت قيادة المسيح. لكن حتى نميّز الكنيسة غير المنظورة، سيركّز تعريفنا فقط على كيفية اختلافها عن الكنيسة المنظورة. ورغم وجود عدة طرق لنتأمل في جامعيّة الكنيسة غير المنظورة، سنركّز على اثنتين منها فقط. أولاً، إن الكنيسة غير المنظورة شاملة بسبب وجود مخلّص واحد. ثانياً، إن الكنيسة غير المنظورة شاملة بسبب وجود ديانة حقيقية واحدة فقط، يمكن أن تقودنا إلى ذلك المخلّص.

1) المخلّص الواحد: 

تعلّم الأسفار المقدّسة بوضوح أن يسوع المسيح هو المخلص الوحيد للبشر. فهو الوحيد الذي يمتلك القدرة على تخليصنا، والوحيد الذي سيفعل ذلك (يوحنا 14: 6، أعمال الرسل 4: 12).

إن يسوع مخلّص المَشيَخيين، المعمدانيين، الإنجيليين، الميثودِست، اللوثريين، الروم الكاثوليك، الأرثوذكس الشرقيين، والطوائف الأخرى في الكنيسة المنظورة. ويوجد كنيسة غير منظورة واحدة، لأن كل من خَلُصَ، اتحد بالمسيح ذاته، المخلّص ذاته. إنه مصدر وحدتنا. ولأنه هو نفسه غير منقسم، هكذا نحن أيضاً.

2) الديانة الواحدة: 

مهمٌ أن ندرك أن المسيحية ليست في المقام الأول نظاماً خلاصياً، بل علاقة عهد مع الله. هذا يعني، وبعكس الديانات الأخرى، أن المسيحية ليست في الأساس منهجاً لننال الخلاص. بل علاقة بين الله وشعبه. نعم، إن الإيمان أساسي كوسيلة لتضعنا في علاقة صحيحة مع الله. لكن السؤال الكبير هو: ما هي هويتك عندما تقف أمام الله؟ هل أنت مواطن أمين في ملكوت الله؟ وعندما ينظر الله إليك، هل يرى شخصاً مستتراً في دم العهد مع المسيح؟ أم أنك مواطن في ملكوت أعدائه؟ هل أنت واقف أمام الله باستحقاقك، وبالتالي ستدفع عقاب خطيّتك؟

للأسف، إن أولئك الموجودين في الديانات الكاذبة هم أعضاء في ممالك العدو. فهم ليسوا جزءاً من شعب العهد مع الله، ولهذا لا ينتموا ولا يمكنهم الانتماء للمسيح. وحدها المسيحية قادرة على توصيلنا إلى المخلّص. ولهذا السبب تُنكر المسيحية الكتابية إمكانية خلاص الناس من خلال ديانات أخرى، حتى لو بدا أن لتلك الشعوب أو الديانات نيّات حسنة. إن حقيقة المسألة هي أن الخلاص نفسه هو بركة العهد مع الله (إرميا 31: 31-34، لوقا 1: 69-75، رومية 11: 27، عبرانيين 7: 22-25). قال يسوع، في الليلة التي أُسلم فيها، أن الدم المسفوك للتكفير عن خطايانا، سيكون عهداً (لوقا 22: 20). بعبارة أخرى، يأتي الخلاص بدم يسوع فقط من خلال عهده.

بما أن عهد الله قد قُطِع مع الكنيسة المنظورة، فإن الخلاص يأتي عادةً من خلالها. وهذا يحدث عندما يأتي الناس في الكنيسة المنظورة إلى الإيمان، أو عندما تربح الكنيسة المنظورة بالتبشير متحولين جدد. وبالطبع، يَخلُص بعض الناس أحياناً دون أن يكون لهم أي تفاعل مع الكنيسة. لكن عندما يحدث هذا، مهمٌ أن ندرك أن شيئاً غير عادي يحدث – شيئاً استثنائياً.

ولأن الكنيسةَ غير المنظورة جامعةٌ، فقط أولئك الأوفياءُ للعهد مع الله يُمكنهم أن يَخلصوا. ولا يوجد أملٌ بدخول أشخاص من ديانات أخرى السماءَ عن طريق أعمالهِم الصالحة، أو من خلال مقاييس دياناتهم. لذا علينا أن نبشّر. يجب أن نخبرَ الناسَ عن المخلصِ الوحيدِ، وندخلَهم إلى مجتمع العهد الوحيد، مملكةِ الله الأرضية. ونعَلّمُهم أن يُحبوا ويُطيعوا ربَها وملكَها. وشموليةُ الكنيسةِ غيرْ المنظورةِ هي تشجيعٌ كبير لنا جميعاً نحن المخلَّصين – فهي إعلان عن تماسكنا في المسيح. لكنها في الوقت ذاتِه إنذارٌ رهيبٌ لجميعِ الذين لم يأتوا إلى المسيح بعد.

يوم 39يوم 41

عن هذه الخطة

قانون إيمان الرسل

هناك العديد من الطوائف، والانقسامات، والخلافات اللاهوتية في الكنيسة  المعاصرة. ولكن على الرغم من أنواع الانقسامات هذه، فهناك جوهر مشترك  للإيمان يُقرّه كل المسيحيين الأمناء على مر التاريخ. وإلى ما يقرب من ألفي  عام، تم تلخيص جوهر الإيمان هذا في قانون إيمان الرسل. تشرح هذه الخطة  تاريخ واستخدام قانون إيمان الرسل، كذلك تفاصيل وأهمية كل مادة من مواد  الإيمان للكنيسة المعاصرة.

More

نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع:  http://arabic.thirdmill.org/​​​​​​​