قانون إيمان الرسلعينة
اليوم 36: المقدسة (التعريف)
تم استخدام الكثير من الكلمات في الكتاب المقدّس للإشارة لفكرة القداسة. حيث توصف الكنيسة في العهد الجديد مقدسة أو مكرَّسة. ويُدعى الأشخاص الذين هم جزء من الكنيسة قديسين، وتأتي هذه الكلمات الثلاث مقدسة، مكرّسة وقديسين من مجموعةِ نفسِ الكلمة في اللغة اليونانية. حيث تُتَرجِم مقدسة الصفة hagios ، مكرّسة هي من الفعل hagiazo الذي يعني يجعله مقدساً. وقديسين هي من الاسم hagios، ويعني الشخص المقدس. ونجد نفس المفاهيم في العهد القديم مُمَثّلَةً في كلمات عبرية مثل الصفة qadosh وتعني مقدّس؛ الفعل qadash يعني يجعله مقدساً، والاسم qodesh يعني الشخص المقدس.
عندما نتحدث عن القداسة، يفكر الكثير من المسيحيين بالقداسة عادةً كالأمر الذي يميّز الله عن خليقته. وكثيراً ما يُقال إن قداسة الله هي صفة كونه آخَرْ بالكامل، أو مختلفاً بالكامل عن خليقته. لكن ليست هذه الطريقة الوحيدة التي استُخدِمت فيها كلمة "قداسة" في الأسفار المقدّسة. حيث يشير الكتاب المقدّس أيضاً إلى المخلوقات والأشياء بصفتها مقدّسة، عندما تتمتع بصفات خاصة تعكس قداسة الله. ويقرّ قانون إيمان الرسل بهذا المعنى بأن الكنيسة مقدّسة.
التعريف:
إن مفهوم القداسة في الأسفار المقدّسة معقد. لكن يمكننا القول إنه عندما يشير الكتاب المقدّس إلى شخص أو شيء بأنه مقدّسٌ، فإن الفكرة الأساسية هي أنه: طاهر أخلاقياً وبمعنى قريب، يمكن أن تصف كلمة "مقدّس" أيضاً الأشخاص أو الأشياء المفروزين لخدمة خاصة لله. دعونا ننظر إلى جانبي هذا التعريف، بدءاً بكوننا طاهرين أخلاقياً. عندما نقول إن شخصاً أو شيئاً طاهر أخلاقياً، نعني أنه خال من الخطية والفساد.
إن القداسة متأصلة في شخص الله من جهة الطهارة الأخلاقية. حيث يصفه الكتاب المقدّس بأنه قدوسٌ (2 الملوك 19: 22، أمثال 9: 10، إشعياء 30: 11–15، 1 يوحنا 2: 20).
لأن الله قدوس تماماً، يكون أي شيء خاطئ يدخل محضره المباشر، خاضعاً لحكمه وغضبه (1 صموئيل 6: 20، 2 الملوك 24: 3، عبرانيين 12: 14). ورغم أن الله قد يمنع الدينونة لفترة ما، فإن حضوره المقدّس سيدمر في النهاية من لم تُحجَب خطيّتهم. وبالتالي، يجب أن يتقدس أي شخص أو أي شيء أولاً، قبل أن يدخل محضر الله (إشعياء 6: 3-7).
كما نرى في إشعياء 6، إن قداسة الله إحدى صفاته القابلة للنقل– أي صفة تميّزه بشكل تام وكامل، لكن يمكن أن تميّز أيضاً خليقته بطرق محدودة. وتقع الطبيعة القابلة للنقل للقداسة وراء العديد من الوصايا الكتابية للمؤمنين ليكونوا مقدسين (أفسس 1: 4، عبرانيين 12: 14، 1 بطرس 1: 15-16). يجب أن نسعى لنكون طاهرين أخلاقياً مثل الله. وبالطبع لا يمكننا أن ننجح بهذه المحاولة بقوتنا أبداً. لكنّ المسيح نفسه يمتلك طهارة أخلاقية كاملة. وعندما نكون فيه، يُحسَب بره لنا، ونُحسَب طاهرين كلياً، وأحراراً تماماً من الخطيّة والفساد.
إن الجانب الثاني لتعريفنا لكلمة مقدس، هي أنها تصف الأشخاص والأشياء المفروزين لخدمة خاصة لله. ووفقاً لهذا المعنى، يمكن أن تكون الأشياء مقدّسة حتى لو لم تكن طاهرة أخلاقياً (1 كورنثوس 7: 14).
الكلمة
عن هذه الخطة
هناك العديد من الطوائف، والانقسامات، والخلافات اللاهوتية في الكنيسة المعاصرة. ولكن على الرغم من أنواع الانقسامات هذه، فهناك جوهر مشترك للإيمان يُقرّه كل المسيحيين الأمناء على مر التاريخ. وإلى ما يقرب من ألفي عام، تم تلخيص جوهر الإيمان هذا في قانون إيمان الرسل. تشرح هذه الخطة تاريخ واستخدام قانون إيمان الرسل، كذلك تفاصيل وأهمية كل مادة من مواد الإيمان للكنيسة المعاصرة.
More
نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع: http://arabic.thirdmill.org/