قانون إيمان الرسلعينة

قانون إيمان الرسل

يوم 35 من إجمالي 51

اليوم 35: التفويض (المضامين)

عندما ندرك أن يسوع عيّن كنيسة العهد الجديد كإصلاح وتطور لإسرائيل العهد القديم، فإن أحد المضامين الهامة هو وجود استمرارية أساسية بين إسرائيل في العهد القديم والكنيسة المسيحية في العهد الجديد. ويجب أن نتوقع، عملياً، من جماعة شعب الله في العهد الجديد أن تعكس جذور العهد القديم. وبالطبع، إن بعض الأمور مختلفة، ويهتم العهد الجديد بالإشارة لتلك التغييرات، لكنه يعلّم أيضاً أن الكنيسة تشبه إسرائيل إلى حد بعيد. يوجد الكثير من نقاط الاستمرارية بحيث يصعب علينا ذكرها جميعاً.

1) الهدف: 

غالباً ما يلخّص اللاهوتيون تاريخ العالم في ثلاث مراحل: الخليقة، السقوط والفداء. فقد خلق الله، في مرحلة الخليقة الموصوفة في تكوين 1-2، العالم، النباتات، الحيوانات، والبشر. وأقام جنة عدن في جزء خاص من العالم. وكانت مسؤولية البشر وفقاً لتفويض الله، أن يملئوا الأرض ويُخضِعوها، ويجعلوها مثل جنة عدن، مكاناً مناسباً لحضور الله القدوس. وتمرّدت البشرية على الله في مرحلة السقوط في تكوين 3 وطُرِدَت من جنة عدن. وفسدت الخليقة بأكملها بسقوط البشرية في الخطيّة. وقد شرح بولس هذا في رومية 8: 20-22. ويصنع بقية التاريخ مرحلة الفداء، التي يعمل فيها الله ليعيد البشرية إلى حالة الكمال، ومن خلال البشرية يعيد الخليقة إلى حالتها الأصلية. وستكون المرحلة النهائية لفترة الفداء، السماء الجديدة والأرض الجديدة التي نقرأ عنها في إشعياء 65: 17؛ و66: 22، 2 بطرس 3: 13، ورؤيا 21: 1. وقد كان فداء البشرية والخليقة دائماً هدف الله لكنيسته في كلا العهدَين.

2) المؤمنين وغير المؤمنين: 

أن كنيسة الله لم تكن كاملة أبداً في العهدين القديم والجديد. حيث كان بعض الإسرائيليين في العهد القديم، أوفياء لله ونالوا بركاته. لكن تمرّد العديد من الآخرين على الله في عدم إيمان، وسقطوا تحت اللعنات الإلهية. ونجد هذا في كل العهد القديم، لكن ربما كان أكثر وضوحاً في ملخصات بركات ولعنات عهد الله، في لاويين 26 وتثنية: 27-30. وينطبق الأمر ذاته على جماعة أتباع يسوع، أي كنيسة العهد الجديد. حيث يوجد مؤمنين وغير المؤمنين في كنائسنا. كان يهوذا، مثلاً، غير أمين بين الرسل. ونقرأ عن هذا في يوحنا 6: 70-71، ونراه أيضاً في خيانته للمسيح. وتتضح الطبيعة المختَلَطة للكنيسة في الرسائل إلى الكنائس في رؤيا 2-3.

ويتوقع هذان الفصلان، من سفر الرؤيا، من المؤمنين الحقيقيين في الكنيسة أن يغلبوا. لكنهما يحذّران أيضاً أن الذين لا يغلبون، يبرهنوا أن قلوبهم غير مخلصة. كما أن جزءاً كبيراً من رسالة يوحنا الأولى، مخصّصٌ للتمييز بين المؤمنين الحقيقيين والمؤمنين المزيفين في الكنيسة، وفوق هذا، تحذّر عدة فقرات أخرى من المعلمين الكَذَبة في الكنيسة، أو تشجع من يعلنوا إيمانهم على الثبات إلى النهاية ليبرهنوا على صحة إيمانهم.

اعترف بولس أيضاً بهذه الحقيقة في 2 كورنثوس 13: 5، وشجّع الناس على التفكير بها. أراد بولس أن يدرك الجميع أن أموراً مثل عضوية الكنيسة، المعمودية، وإعلانُ إيمانٍ موثوقٍ به، ليست علامات أكيدة للإيمان الخلاصي بيسوع المسيح. حيث يمكن للأشخاص الذين لم يقبلوا المسيح بالإيمان فعلاً، أن يفعلوا هذه الأمور أيضاً. وهكذا، شجّع بولس الناس في الكنيسة ليجرّبوا أنفسهم، حتى يتأكدوا أنهم يثقون بالمسيح للخلاص فعلاً.

3) الالتزامات: 

تم إعطاء شعب الله في كلا العهدين مسؤولية محبة الله، نشر ملكوته في كل أنحاء العالم، وتمجيده. أما بالنسبة لمحبة الله، فقد علّم تثنية 6: 5-6 كنيسة العهد القديم أن تحب الله، وتطيع شريعته من كل القلب. وبنفس الطريقة، دُعيت كنيسة العهد الجديد لتحب الله وتطيع ناموسه. وكما علّم يسوع في متى 22: 37، إن المحبة الصادقة نحو الله هي أعظم وصية في الناموس. وكما علّم يوحنا في 1 يوحنا 5: 3، إن المحبة الصادقة نحو الله تُنتِج طاعة صادقة لوصاياه.

لاحظ أنه كان على شعب الله في كلا العهدين القديم والجديد، أن ينشروا ملكوت الله. وقد عرفت كنيسة العهد القديم ذلك في تكوين 17: 4-5، حيث وعد الله إبراهيم بأنه سيكون أباً لأمم كثيرة. وكما علّم بولس في رومية 4: 13، عرفت كنيسة العهد القديم أن هذا الوعد ألزمها بنشر ملكوت الله في كل العالم بالإيمان. وبنفس الطريقة، ما تزال كنيسة العهد الجديد تعمل على تنفيذ هذه الخطة عن طريق إيصال الإنجيل إلى كل أمة. كما أمر يسوع كنيسته في متى 28: 19.

إن الواجب الثالث الذي تشترك فيه إسرائيل العهد القديم وكنيسة العهد الجديد هو تمجيد الله. أما بالنسبة لكنيسة العهد القديم، فإننا نجد هذا في مزمور 86: 12، مزمور 115: 18، وكذلك في وصف العهد الجديد لعالم العهد القديم، مثل أعمال الرسل 17: 24-28. كما يمكن أن نستنتجه ضمناً من خلال حقيقةِ أننا مخلوقين على صورة الله، كما يعلّم تكوين 1: 27. كانت الصور في عالم العهد القديم، تماثيل الملوك التي تذكّر الشعب بأن يحبوا الملوك، يطيعوهم ويمجدوهم. وبما أنهم صور لله، تم تصميم البشر ليمجدوه. 

وبنفس الطريقة، يجب أن تمجّد كنيسة العهد الجديد الله أيضاً (1 كورنثوس 10: 31، 1 بطرس 4: 11، رؤيا 4: 11).

يوم 34يوم 36

عن هذه الخطة

قانون إيمان الرسل

هناك العديد من الطوائف، والانقسامات، والخلافات اللاهوتية في الكنيسة  المعاصرة. ولكن على الرغم من أنواع الانقسامات هذه، فهناك جوهر مشترك  للإيمان يُقرّه كل المسيحيين الأمناء على مر التاريخ. وإلى ما يقرب من ألفي  عام، تم تلخيص جوهر الإيمان هذا في قانون إيمان الرسل. تشرح هذه الخطة  تاريخ واستخدام قانون إيمان الرسل، كذلك تفاصيل وأهمية كل مادة من مواد  الإيمان للكنيسة المعاصرة.

More

نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع:  http://arabic.thirdmill.org/​​​​​​​