مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

التلاميذ عند شاطئ طبريّة(يوحنّا21: 2-3)

~النص البيبلي~

2وكانَ ذلِكَ حينَ ا‏جتمَعَ سِمعانُ بُطرُسُ، وتوما المُلَقَّبُ بالتَوأمِ، ونَثَنائِيلُ الذي مِنْ قانا الجليلِ، وا‏بنا زَبَدي، وتِلميذانِ آخَرانِ مِنْ تلاميذِ يَسوعَ3فقالَ لهُم سِمعانُ بُطرُسُ: “أنا ذاهِبٌ لِلصَّيدِ”.فقالوا لَه: “ونَحنُ نَذهَبُ معَك”َ.فخَرَجوا وركِبوا القارِبَ، ولكِنَّهُم في تِلكَ الليلَةِ ما أمسَكوا شيئًا مِنَ السَّمَكِ.

~شرح النص~

يتحدّث هذا النص عن مشروع صيد سمك في بحيرة طبريّة، بمبادرة من بطرس وبرفقة بعض التلاميذ.وهنا سؤالٌ جوهريّ:متى جرى هذا الصيد؟ هل في بداية حياة يسوع العلنيّة كما يشير لوقا(لوقا5: 1–11)، أم بعد القيامة والظهورات التي جرت في أورشليم(يوحنّا21: 1–14)؟ من الأرجح أنّهما حدثان مستقلاّن.لقد أخّر لوقا دعوة التلاميذ الأوّلين(لوقا5: 11)إلى ما بعد سماعهم تعاليم يسوع(لوقا5: 3)، ومشاهدتهم عجائبه(لوقا4: 31–5: 10)؛ من خلال التعليم والعجائب، برهن يسوع لبطرس ولرفاقه رسالتَه الحقّة وجَدارتَه لذلك تركوا كلّ شيء وتبعوه.إذًا عند لوقا، كان هدف الصيد العجائبيّ التأكّد من علامات الدّاعي واتّباعه.أمّا عند يوحنّا، فسنرى أنّ الهدف من الصيد بعد القيامة هو كنسيّ وتبشيريّ.

يتحدّث هذا النص عن سبعة تلاميذ، وقارب، وصيدٍ غير موفَّق.إنّ رمز الكنيسة الأساسيّ في الإنجيل هو الرسل في القارب.أمّا العدد7في الإطار الجغرافيّ، الجليل، المطلّ على الوثنيّين، فيرمز إلى كافّة التلاميذ الذين دعاهم يسوع إلى تبشير العالم بإنجيله.نعرف من السبعة خمسة تلاميذ، وقد يكون الإثنان غير المسمَّيان، من الإثني عشر أو من جماعة التلاميذ الآخرين(يوحنّا6: 66).نثنائيل هو من قانا الجليل، ومنذ القرن التاسع قيل إنّه برتلماوس الذي يُسمَّى دائمًا مع فيلبّس(متى10: 3؛ يوحنّا1: 45).أمّا كاتب الإنجيل فهو بينهم من خلال تسمية“ابني زبدي”المعروفَين من الأناجيل الأخرى بيعقوب ويوحنّا.

لقد عاد هؤلاء التلاميذ السبعة إلى عملهم المعتاد كصيّادي سمك، بعد كلّ ما جرى مع يسوع، كما أنّ شيئًا لم يتغيّر في حياتهم.لكن، من الواضح أنّ شخصيّة بطرس بارزة بين رفاقه، فهو قائدهم، يقترح الصيد والجميع يوافق.وكان ذلك ليلاً لأنّ الصيد عادةً لا يكون في النهار.يحبّ الإنجيليّ يوحنّا المقاربة ظلمة–نور(3: 2؛13: 30)؛ ففي الليل الاخفاق والفشل، ومع نور الصباح يجيء الملء والوفرة والبركة.

~تأمل في النص~

منذ لقاء يسوع الأوّل مع بطرس، دعاه“كيفا”أي الصخرة(1: 42)؛ إنّه أساس تجمُّع الكنيسة، واقتراحه للصيد يُقبَل بطواعية.بالرغم من إخفاق الصيد في المرّة الأولى، إلاّ أنّ الصيد المنتظَر يتخطّى سمكات البحيرة ليصل إلى كافّة شعوب الأرض.هذا الدور الشموليّ يلعبه أيضًا التلاميذ، الذين، في اختبارهم الفريد عند البحيرة، يُكملون خبرة الذين كانوا في أورشليم(20: 19).

~الفكرة الرئيسة~

بعد القيامة،عاد بطرس ورفاقه إلى الصيد عند البحيرة،انتظارًا منهم لدعوة أشمل وأوسع.

~صلاة~

إملأ شباكي من فيض حبّك يا رب، فلا أريد بعد الآن إلاّ أن أشهد لقيامتك وغفرانك.آمين.

~قرار اليوم~