مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample
كسر الخبز مع التلاميذ(يوحنّا21: 13)
~النص البيبلي~
13ودَنا يَسوعُ، فأخَذَ الخُبزَ وناوَلَهُم، وكذلِكَ ناوَلَهُم مِنَ السَّمَكِ.
~شرح النص~
وصل الآن نصُّ ترائي يسوع على بحيرة طبريّة إلى لحظة هامّة وأساسيّة في الشركة بين يسوع وتلاميذه.فبعد أن تحدّث النص بطريقة رمزيّة عن الكنيسة ووحدتها، وعن شموليّة الخلاص الذي تبشّر به، تأتي الآن الصبغة الإفخارستيّة، بفضل الأفعال“أخذ وناول”.إنّ المسيح القائم يدعو تلاميذه للاشتراك في وليمته.
لقد وردت كلمات هذه الآية(21: 13)بالطريقة نفسها عند إطعام خمسة آلاف رجل من سمكتين وأرغفة شعير خمسة: “أخذ يسوع الأرغفة، وشكر، ثمّ وزّع على المتّكئين، وكذلك فعل بالسمكتين” (6: 11).بالرغم من غياب الأفعال“شكر وبارك وكسر”إلاّ أنّ المعنى الإفخارستيّ واضح، فيوحنّا يتمنّع عن ذكر“كسر”جسد الربّ لأنّ يسوع هو الحمل الفصحيّ الذي“لا يُكسر له عظم” (19: 36).إنّ فعل“أخذ”يوحي بتقدمة القرابين في الافخارستيّا؛ وفعلَي شكر وبارك – اللذين يغيبان في نص يوحنّا21– يرمزان إلى جميع صلوات الشكر والبركة في العشاء الفصحيّ؛ والفعل“ناول”يرمز إلى مناولة جسد الربّ والشركة الكاملة معه.
من خلال الإفخارستيّا، يُدخل يسوع تلاميذه، ومن خلالهم الكنيسة جمعاء، في ساعة مجده.إنّ موضوعَي الساعة والمجد في إنجيل يوحنّا مرتبطان بموت يسوع وقيامته.في خروج الدمّ والماء من جنبه المطعون(19: 37)نفهم العلاقة الوثيقة بين تضحية المسيح، والافخارستيّا والكنيسة.عندما ناول يسوع الخبز إلى تلاميذه(21: 13)، كان يناولهم جسده الذي أُريق على الصليب وبُعِثَ منتصرًا في القيامة.إنّ الافخارستيّا المتجذّرة في المسيح المصلوب المائت والقائم هي أساس الكنيسة، إذ هو الذي“أحبّنا أولاً” (1يوحنّا4: 19)؛ وبدورها الكنيسة مدعوّة إلى الالتئام والشركة محتفلةً بالشكر الدائم بفِعْل“الافخارستيّا”لعمل الله الخلاصيّ.
~تأمل في النص~
بعد تعب الصيد في الليل والصباح، راحةٌ للتلاميذ في الإفخارستيّا مع يسوع القائم.إنّ راحة المؤمن الحقيقيّة تكتمل بالاحتفال بالافخارستيّا، يوم الربّ، في نهاية التعب اليوميّ والأسبوعيّ، وصولاً إلى الراحة الحقيقيّة مع المسيح الذي يدعونا لإضفاء طابع الكمال لراحتنا من خلال هكذا احتفال.لقد وجّه يسوع إلينا دعوة ملحّة لنتناوله: “إن لم تأكلوا جسد ابن الانسان وتشربوا دمه فلن تكون فيكم الحياة” (يوحنّا6: 53).فالإفخارستيّا هي قلب حياة الكنيسة وقمّتها؛ بها يُشرك المسيح كنيسته في ذبيحة الحمد والشكر التي قُرّبت لأبيه مرّة واحدة على الصليب.بهذه الذبيحة يفيض المسيح نِعَم الخلاص على جسده، أي الكنيسة.
~الفكرة الرئيسة~
بعد الصيد العجيب من جميع الشعوب،تلتئم الكنيسة لرفع الشكر إلى المسيح القائم،أساس وحدتها وحياتها.
~صلاة~
ساعدني، يا رب، أن أتّحد دومًا بك؛ فجسدك يغذّي حياتي ويشدّني في رباط المحبة.آمين.
~قرار اليوم~
Scripture
About this Plan
هدف الكتاب أن يساعد القارىء على التغذي بكلمة الله. يحتوي الكتاب على تأملات بيبلية يومية. يلزم كل تأمل حوالي الربع ساعة. يحتوي كل تأمل على مقطع من الكتاب المقدس، وشرح للنص، ثم تأمل في النص، وفكرة رئيسة، وصلاة، ومساحة فارغة لكي تملأها بقرارك اليومي بعد التأمل. توقف عند كل فقرة بحسب الترتيب الموضوعة فيه، ودون اختصار أي منها.
More