مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

تعرّف التلاميذ إلى يسوع(يوحنّا21: 8-12)

~النص البيبلي~

8وجاءَ التلاميذُ الآخَرونَ بالقارِبِ، يَجُرُّونَ الشَّبكَةَ بِما فيها مِنَ السَّمَكِ وكانوا لا يَبعُدونَ إلاَّ مئتَي ذِراعٍ عَنِ البَرِّ.9فلمَّا نَزَلوا إلى البَرِّ رأَوا جَمرًا علَيهِ سمَكّ، وخُبزًا.10فقالَ لهُم يَسوعُ: “هاتوا مِنَ السَّمَكِ الذي أمسكْتُموهُ الآنَ”.11فصَعِدَ سِمعانُ بُطرُسُ إلى القارِبِ وجذَبَ الشَبكةَ إلى البَرِّ وكانَت ا‏متَلأت بِمئَةٍ وثلاثٍ وخَمسينَ سَمكَةً كَبـيرةً، مِنْ دونِ أنْ تتَمزَّقَ معَ هذا العَدَدِ الكثيرِ.12فقالَ لهُم يَسوعُ: “تعالَوا كُلُوا!”وما جَرُؤَ أحَدٌ مِنَ التلاميذِ أنْ يسألَهُ مَنْ أنتَ، لأنَّهُم عَرَفوا أنَّهُ الرَّبُّ.

~شرح النص~

يتحدّث هذا النص عن الكنيسة ووحدتها وعن شموليّة الخلاص الذي تبشّر به.فرمز الكنيسة الأساسيّ في الإنجيل هو الرسل في السفينة.وعدم تمزّق الشبكة، تمامًا كقميص يسوع غير المخيط(19: 24)، دليلٌ على وحدتها وتماسكها، عكس ما جرى في لوقا5: 6حيث لا مشكلة في تمزّق الشباك.أمّا العدد153،(3×3)×(7+10)أي العدد الإلهيّ مع الشموليّة والكمال، فيرمز إلى أنّ الكنيسة مدعوّة لضمّ جميع الشعوب ولمنحهم ملء النعمة والخلاص؛ وقد شرح القديس إيرونيموس هذا العدد قائلاً إنّ علماء الطبيعة الأقدمين كانوا يجعلون السمك153صنفًا، وبذلك يقع على عاتق الشبكة أن تجمع جميع الأُسر البشريّة في الكنيسة الواحدة.

إنّ فعاليّة العمل الرسوليّ تتعلّق بكلمة يسوع:من دونها، الصيد غيرُ مُجْدٍ.فهو“السمكة”الـمُرسلة من الآب – حسب أحد الرموز في الكنيسة الأولى – وقد هيّأت التلاميذ ليذهبوا ويأتوا بالصيد الوفير؛ هذا لأنّ كلمة سمكة، يونانيًّا، هي“ikthous”، وكلّ حرفٍ هو بداية كلمة يونانيّة، فحروف كلمة سمكة هي مختصر اعلان الإيمان الأساسيّ“يسوع المسيح ابن الله المخلّص”.

لم يجرؤ أحد من التلاميذ أن يسأل يسوع مَن أنت، فقد أعلن لهم التلميذُ الحبيب أنّه الربّ(آية7)، وقد عرفوه من خلال آية السمك والخبز التي كانوا قد اختبروها معه قبلاً أثناء حياته العلنيّة(يوحنّا6).إنّ يسوع القائم هو نفسه يسوع التاريخيّ مع تبدّل جذريّ لطبيعة جسده.

~تأمل في النص~

عندما قُبض على يسوع ليلة آلامه، كان البرد شديدًا، فأوقد الخدمُ والحرس“جمرًا” (يوحنّا18: 18)وأخذوا يتدفّأون وكان بطرس معهم، وحينها أنكر بطرس يسوع.أمّا الآن، بعد القيامة، فيسوع قد أوقد“الجمر”ووضع عليه سمكًا وخبزًا.من أين أتى الربّ بالسمك على الجمر(آية9)هو الذي سألهم إن كان معهم شيءٌ يؤكل؟ إنّ السمك على الجمر يرمز إلى التلاميذ الذين أعدّهم يسوع، والسمك في الشبكة يرمز إلى المؤمنين الذين يصطادهم التلاميذ.دعوتهم:من صيّادي سمك إلى صيّادي بشر(4: 38؛13: 20؛17: 18؛20: 22).يُصطاد الإنسان بالكلمة الجميلة التي تلمس قلبه.هذه هي مهمّة المسيحيّين على مرّ الأجيال:إعلان حبّ الله للبشر.

~الفكرة الرئيسة~

بعد أن اصطاد يسوع التلاميذ بحبّه،أرسلهم ليصطادوا جميع البشر في شبكة المحبّة والإيمان.

~صلاة~

إنّ الصيدَ كثيرٌ والفعلةَ قليلون؛ ساعدني، يا ربّ، كي أُسهمَ في اصطياد قلوب الناس داخل شبكة ملكوتك.آمين.

~قرار اليوم~