مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثSample

تعرّف التلميذ الحبيب إلى يسوع وردّة فعل بطرس

(يوحنّا21: 7)

~النص البيبلي~

7فقالَ التِّلميذُ الذي كانَ يُحبُّهُ يَسوعُ لِبُطرُسَ: “هذا هوَ الرَّبُّ”فلمَّا سَمِعَ سِمعانُ بُطرُسُ قولَهُ هذا هوَ الرَّبُّ، لَبِسَ ثَوبَهُ لأنَّهُ كانَ عُريانًا، وألقى نَفسَه في الماءِ.

~شرح النص~

بالرغم من أنّ مريم المجدليّة هي الأولى التي التقت بالمسيح القائم، إلاّ أنّها ليست الأولى التي آمنت به.إنّ التّلميذ الآخَر الذي دخل القبر بعد بطرس هو الذي“رأى وآمن”أوّلاً(يوحنّا20: 7).وها هو الآن، الأوّل بين التلاميذ، يتعرّف إلى يسوع بعد كثرة السمك التي اصطادوها قائلاً: “هذا هو الربّ”.إنّ ملامح يسوع الانسان الخارجيّة تبدّلت بعد القيامة وأضحت غير ظاهرة في جسده الممجّد، إنّه الربّ القائم.فقط، نظرة الإيمان تستطيع حلّ لغز جسد يسوع الجديد.فكيف عرفه يوحنّا؟

لقد اختبر يوحنّا أنّ الطاعة لكلام الله تؤتي بنتيجة مثمرة في الحياة.فالمؤمن الحقيقيّ هو الذي يكتشف إرادة الله وبركته من خلال الطلبات“غير المنطقيّة”التي يطلبها.غالبًا ما تكون طلبات الله غير مطابقة لمنطق البشر:فقد طلب في عرس قانا بعد أن نفد الخمر أن تُملأ الأجاجين ماءً؛ وبعد أن مات لعازر بأربعة أيام طلب أن يُرفع الحجر عن قبره؛ وهنا بعد أن تعب التلاميذ كلّ الليل وما اصطادوا شيئًا طلَبَ إلقاء الشبكة من جديد.إن تعاليم يسوع قد لا تكون بعقلنا البشريّ منطقيّة، فقد طلب مثلاً مسامحة الأعداء، وغسْل أرجلِ بعضنا بعض، ومحبّة مَن يسيء إلينا…؛ فقط مَن يعيش هذه التعاليم“غير المنطقيّة”يكتشف فعاليّتها في حياته ويكون تلميذًا حقيقيًّا ليسوع.إنّ التلميذ الحبيب والحقيقيّ ليسوع هو مَن يعيش هذا التحدّي، ويكتشف في حياته وفي حياة الجماعة فعاليّة كلام يسوع.

قد يكون تفصيلاً لباسُ بطرس ثيابه لينزل في الماء، لـمـّا عرف أنّ الربّ على الشاطئ.عادةً، قد يفعل البشر عكس ذلك!لهذا الأمر عمقٌ روحيّ:لـمـّا رأى آدم أنّه عريان، اختبأ من وجه الرب(تكوين3: 10)، أمّا بطرس، فلـمـّا رأى أنّه عريان، هو الذي نكره ثلاث مرّات، أتى للقاء الربّ، ولم يتقوقع على ذاته، بل ائتزر بثيابه علامة لجهوزيّة الخدمة والرسالة.إنّها دعوة لعدم الخوف من الخطايا والاتّكال على رحمة الله.

~تأمل في النص~

تحتاج الجماعة المسيحيّة بعد القيامة إلى مقوّمات أساسيّة تجعلها قابلة للحياة والصمود.تحتاج أولاً إلى“المفسّر”– التلميذ الحبيب – الذي يتعرّف إلى القائم في الواقع الإيمانيّ ويستطيع أن يشهد له أمام أخوته وأخواته.وتحتاج إلى الراعي – بطرس– الذي يُسرع لملاقاة الربّ دائمًا في حياته، ويقود رفاقه في مسيرة حياتهم، ويحفظ المؤمنين في الوحدة.

~الفكرة الرئيسة~

بعد الطاعة لطلب الربّ“غير المنطقيّ”وإنجاز الصيد الصباحيّ بنجاح،تعرّف التلميذ الحبيب إلى المسيح القائم،وتجهّز المسؤول– الراعي لملاقاة الربّ ولمتابعة قيادته في الجماعة.

~صلاة~

أعطِ لقلبي، يا رب، عيونَ الإيمان، فتراك نورًا وسط الظلمة، ونجاحًا وسط الفشل.آمين.

~قرار اليوم~