(مع الكتاب كل يوم - تأملات يوميّة من الكتاب المقدس (الكتاب الأولSample

شرح النص

يحدد الكاتب المُلهم السبط الذي أتى منه موسى: سبط لاوي، هو سبط خدام خيمة الاجتماع أو الهيكل. عند ولادته، أخفته أمه خوفًا على حياته. ثم قامت بخطوة تنم عن اتكال على الله. صنعت له "سلة "، ووضعته فيها، ووضعت السلة في النهر. "السلة " في العبري "ت ب ت "، وهي نفس الكلمة التي استعملت ل "سفينة" نوح (تك 6: 14). يبدو أن الكاتب المُلهَم قصد استخدام هذه المفردة ليوحي للقارئ بقصة الطوفان. فكما صنع نوح سفينة نجا بها من الطوفان، هكذا صنعت يوكابد (أم موسى) سفينة لخلاص ابنها من مياه النيل- الماء رمز الشر. وبالفعل، فقد نجا ابنها من الموت غرقًا، إذ وجدته ابنة فرعون، وحن قلبُها له، فتعهدت إحياءه مع علمها أنه أحد أبناء العبرانيين. وبفعل حكمة أخته ومواكبتها للأمور، رتبت العناية الإلهية أن يتغذى موسى من حليب أمه، وأن يتربى في حضنها ليغرف من حنانها. ولما كبر (عند فطامه في نهاية سنته الثانية)، أخذته ابنة فرعون وتبنته لنفسها وأعطته اسم "موسى" التي تعني: "المنتشل من الماء ."

تأمل في النص

كم هو جميل أن تعمل الأمهات، على مثال أم موسى، وسائل مجدية لخلاص أولادهن. مسؤولية الآباء والأمهات أن يعيشوا الفضائل المسيحية أمام أولادهم ليتعلموا المسيحَ بالمثال. لقد نالت أم موسى جزاء أمانتها بأن عاد ابنها إليها. على الوالدين أن يقوموا بالتضحيات الجسام لكي لا تنكسر سفينة العائلة بل تقود الأولاد إلى الشاطئ الأمين. فالإيمان السليم والعمل الصالح لا يذهبان هباء.

كان لأخت موسى دور في نجاته من الموت. عندما تعرض أخوها لخطر مياه النيل، واكبته وبقيت قريبة منه، ووضعت حكمتها وجهدها حتى أمّنت له النجاة. لم تتصرف كقايين الذي، لما سأله الله عن أخيه هابيل، أجاب: "أحارس أنا لأخي؟" (تك 4: 9)

ابنة فرعون، عدو الشعب، صارت وسيلة خلاص لموسى. هذا يذكرنا بقول جاء في سفر الأمثال:

"يَرضَى الرّبُّ عَنْ سُلوكِ الإنسانِ، فيَجعَلُ حتّى أعداءَهُ يُسالِمُونَه." (أم 16 : 7).

الفكرة الرئيسة

على الأهل أن يقوموا بواجب الاهتمام بأولادهم لحمايتهم من الشر، والله يقوم أيضًا بدوره ليحقق الهدف.

صلاة

إلهي! أعطني الوعي لأقوم بواجبي كاملًا تجاه من وكلتني عليهم في الحياة.

خذ قرارًا لهذا اليوم