مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة

تَفرَحُ قُلوبُ السَّائرينَ إلى جبَلِ الرّبِّ(إشعيا30: 27-33)

~النص البيبلي~

27ها ا‏سمُ الرّبِّ قادِمٌ مِنْ بعيدٍ.غضَبُهُ مُتَّقِدٌ وهَولُهُ شديدٌ.شَفتاهُ مُمتَلِئتانِ غَيظًا، ولِسانُهُ كنارٍ آكِلَةٍ.28لُهاثُهُ كسَيلٍ عارِمٍ يَعلو إلى العُنُقِ.يُغربِلُ الأُمَمَ بغِربالِ الهَلاكِ، ويضَعُ لِجامًا في أشداقِ الشُّعوبِ.29أمَّا أنتُم فيكونُ لكُم غِناءٌ كما في ليلَةِ عيدٍ‌، حينَ تَفرَحُ قُلوبُ السَّائرينَ إلى جبَلِ الرّبِّ، إلى صَخرةِ إِسرائيلَ، على صوتِ المِزمارِ.30سيُسمِعُ الرّبُّ جلالَ صوتِهِ ويُري كيفَ تَهوي ذِراعُهُ لِلضَّربِ في هيَجانِ غضَبِهِ ولَهيبِ نارِهِ الآكِلَةِ، في الرَّعدِ والمَطَرِ وحِجارةِ البرَدِ.31فمِنْ صوتِ الرّبِّ تَرتَعِبُ أشُّورُ، وبقَضيبِ الرّبِّ تُضرَبُ ضَربًا.32وعلى وَقعِ ضَرَباتِهِ الثَّقيلَةِ تتَعالى أنغامُ الدُّفوفِ والرَّبابِ.هوَ الرّبُّ الّذي يُحارِبُ أشُّورَ.33فمَذبَحُ الإلهِ ميلوخَ مُهيَّأٌ مِنْ قبلُ ليكونَ حُفرَةً عميقَةً واسِعةً مِلؤُها قَشٌّ وحطَبٌ كثيرٌ، ونَفخَةُ الرّبِّ كسَيلٍ مِنَ الكِبريتِ تُشعِلُ فيها النَّارَ.

~شرح النص~

ها الرب قادم، وغضبه متقد على أشور التي تعالت وتعاظمت في العجرفة والتكبر وفعل الشر وسفك الدماء.ها الرب قادم لخلاص شعبه.هذا“الظهور”الإلهي يجلب لأشور الرعب، أما لشعب الله فيجلب الأخبار السارة والفرح.يتكلم النص عن احتفال ديني:الفصح؟ عيد القطاف؟ يسيرون إلى جبل الرب بفرح وغناء بمصاحبة الآلات الموسيقية؛ إنه احتفال خلاصي يرعب العدو.شعب الرب يحارب العدو بالعبادة والهتاف للرب.يا لها من حرب!ليت الحروب كلها تكون مثل هذه الحرب.إن تدمير العدو ليس غاية في حد ذاته، ولكنه دائمًا أساس ومصدر لوضع جديد.يذكّر المشهد بنشيد النصر بعد الخروج من مصر وعبور البحر الأحمر(خروج15).

~تأمل في النص~

محبة الله لشعبه تنبئ بالمحبة الإلهية لجميع الشعوب.وهي أيضًا نبوءة الخلاص التي من أجلها يدمر الله في حياتنا الشر والموت ليجعل الحياة الجديدة تنهض من جديد في كل شخص.

العدو هنا هو أشور، لكن يمكننا أن نرى فيه رمزًا لكل عدو للإنسان، وكل عقبة أمام تحقيق إنسانيته الكاملة:الشر الذي يسودنا بأشكال عديدة، العداء المتبادل بيننا، العنف ضد الأطفال والنساء، الظلم الاجتماعي...نحن نؤمن إيمانًا راسخًا بأن كل شيء سيتحول أو الشر سيُلغى بفضل عمل الرب، أي بنعمة قيامة المسيح، وأيضًا لنا نحن دور بالوقوف إلى جانبه كجنود.لهذا، وكما تشير الآية29، دعوا نشيد الشكر، والامتنان ينساب من داخلنا، ويمتلئ قلبنا فرحًا وابتهاجًا فيما نحن صاعدون جبل الرب باتجاه اورشليم.

~الفكرة الرئيسة~

إشعيا ينبئ بتدمير الشر والانتصار على الموت.إنها نبوءة الخلاص وقيامة الرب يسوع.

~صلاة~

“مَنْ مِثلُكَ يا ربُّ في الآلهةِ؟ مَنْ مِثلُكَ يا جليلَ القداسةِ؟...الرّبُّ عِزَّتي وتسبيحي.جاءَ فخلَّصَني” (خروج15: 2،11).

~قرار اليوم~