مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة

لنْ تَبكيَ بَعدَ اليومِ(إشعيا30: 19-26)

~النص البيبلي~

19يا شعبَ صِهيَونَ السَّاكِنَ في أُورُشليمَ، لنْ تَبكيَ بَعدَ اليومِ لأنَّ الرّبَّ يتَحنَّنُ علَيكَ عِندَ صوتِ صُراخِكَ ويَستَجيبُ عِندَما يَسمَعُكَ20فيُعطيكَ خبزًا في الضِّيقِ وماءً في الشِّدَّةِ‌، ويُرشِدُكَ ولا يتَوارى مِنْ بَعدُ، بل تراهُ عيناكَ أبدًا.21إذا مِلتَ يمينًا أو يسارًا تسمَعُ كَلامَ قائِلٍ مِنْ ورائِكَ: “هذا هوَ الطَّريقُ فا‏سلُكوا”.22وتأخُذُ تماثيلَكَ المَنحوتةَ الّتي مِنَ الفِضَّةِ وأنصابَكَ المَسبوكَةَ المُغشَّاةَ بالذَّهبِ وتَطرَحُها كشيءٍ قذِرٍ وتقولُ لها: “أُبعُدي عنِّي!”23ويسكُبُ الرّبُّ مطَرَهُ على زَرعِكَ الّذي تَزرَعُهُ في الأرضِ، فيكونُ الخُبزُ مِنْ غلَّةِ الأرضِ شهيًّا وافِرًا.وفي ذلِكَ اليومِ ترعى ماشيَتُكَ في مُروجٍ فَسيحةٍ،24والثِّيرانُ والحميرُ الّتي تَفلَحُ الأرضَ تأكُلُ عَلَفًا مُمَلَّحًا مُذَرًّى بالمِنسَفِ والمِذراةِ.25ويكونُ على كُلِّ جبَلٍ شامِـخٍ وكُلِّ رابيةٍ عاليةٍ سَواقٍ وجَداولُ مياهٍ يومَ المَذبَحةِ العظيمةِ، عندَما تسقُطُ الأبراجُ26ويصيرُ نورُ القمرِ كنورِ الشَّمسِ، ونورُ الشَّمسِ يصيرُ سبعةَ أضعافٍ، أي كنورِ سبعةِ أيّامٍ في يومٍ، حينَ يُضَمِّدُ الرّبُّ جُرحَ شعبِهِ ويشفي الرُّضوضَ الّتي أنزَلَها بهِ.

~شرح النص~

تؤكد الآية19بقوة كبيرة أن شعب صهيون يدخل في حالة من النعمة المطلقة والسلام مع ربه!لن تلغى من قصة هذا الشعب المتاعبُ والضيقُ لكن الله سيُدعى كما في آية19 “الربّ”وسيكون مرئيًا للناس أولاً، ربٌّ“حاضر”بكل ما للكلمة من معنى!فيعطيك الطعام في حينه، والماء حين تعطش، والنصائح عند اللزوم، ولا يتوارى عنك أبدًا حين تطلبه(آية20).وتصل إلهاماته إلى آذان الناس: “هذا هوَ الطَّريقُ فا‏سلُكوا” (آية21).الرب يمسك بيد شعبه!سيأمر الناس بتحرير أنفسهم من كل أشكال عبادة الأصنام، وسيمنحهم كل ازدهار الأرض وثمارها(آيات23–25).هذا الازدهار سيكون السلاح المنتصر ضد كل هجوم الأعداء عندما تسقط أبراجهم(آية25).

~تأمل في النص~

مرة جديدة هناك رسالة رائعة الجمال، كلمات نابعة من قلب الله الحنون: “لن تبكي بعد اليوم”!إذا فكرنا في لحظات المرارة والدموع الحقيقية التي عشناها، نشعر اليوم بالراحة والارتياح.وسبب التفاؤل الجديد هو حقيقة أنه إلهٌ“يتَحنَّنُ علَيكَ”ويعطي نعمة، عِندَ صوتِ صُراخِكَ يَستَجيـبُ، لا يختبئ، بل يظهر نفسه بكل حنان ورحمة.يُقال إنه يسير معنا، إنه ورائنا، مستعد أن يرينا الطريق، في حال تحتّم علينا الانزلاق،“أي عندما نميل يمينًا أو يسارًا”.الأصنام التي تضلنا نحملها في الداخل، ونعتبرها ثمينة ونتعلق بها؛ لهذا يطلب منا الرب أن نقول لها: “أُبعُدي عنِّي!”.ستكون النتائج رائعة، كما يصف النبي:أمطار وفيرة، نور مضاعف مشرق...الرب يشفي جرح شعبه...

~الفكرة الرئيسة~

وعدُ الله بالخلاص أمين.هو الـ”عمانوئيل”الله معنا.روحه القدوس لا يفارقنا.

~صلاة~

كم يليق بك الشكر والحمد يا الله، من أجل كل إحساناتك...الحياة كلها لا تكفي كي أقول لك:شكرًا.

~قرار اليوم~