مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة

الملك العادل(إشعيا32: 1-8)

~النص البيبلي~

32سيَأتي مَلِكٌ يملِكُ بالحَقِّ وحُكَّامٌ يَحكُمونَ بالعَدلِ،2ويكونُ كُلُّ واحدٍ كمَخبأٍ مِنَ الرِّيحِ وكسَدٍّ يقي مِنَ السَّيلِ، كسَواقي ماءٍ في أرضٍ قاحِلةٍ وكظِلِّ صَخرٍ عظيمٍ في قَفرٍ.3فلا تَنكسِفُ عُيونُ النَّاظِرينَ، وآذانُ السَّامِعينَ تُصغي.4قلوبُ المُتَسَرِّعينَ تَلزَمُ الرَّصانةَ، وألسِنَةُ المُتَلَعثِمينَ تَنطَلِقُ بفَصاحةٍ.5اللَّئيمُ لا يُدعَى كريمًا بَعدُ، ولا الماكِرُ يُقالُ لَه نبـيلٌ،6لأنَّ اللَّئيمَ يَنطِقُ باللُّؤْمِ، وقَلبُهُ يُفكِّرُ بالشَّرِّ.يُمارِسُ أعمالَ الكُفرِ.ويتكلَّمُ على الرّبِّ با‏فتِراءٍ.يبقى الجائِـعُ بدونِ طَعامٍ، ويُحرَمُ العَطشانُ مِنَ الشُّربِ.7والماكِرُ وسائِلُهُ خبـيثةٌ، يكيدُ المكايدَ لِلمَساكينِ ويتَّهِمُ البائسينَ بأقوالِ الزُّورِ8أمَّا الكريمُ فبالمَكارِمِ يُفكِّرُ، وعلى المكارِمِ تقومُ سيرَتُهُ.

~شرح النص~

تظهر، بشكل مفاجئ، صورة جديدة:صورة ملك يحكم بالحق.في سياق الخراب الذي ألمّ بالسامرة سنة722ق.م.، وحصار الأشوريين لأورشليم في نهاية القرن السابع ق.م.، وطلب حكام يهوذا المعونة من مصر، وتوبيخ النبي الموجه إليهم بسبب هذا العمل، يأتي كلام مملوء بالرجاء، مفاده أن الله سيرسل ملكًا صالحًا سيقيم العدالة ويعطي الازدهار.إنها صورة مسيحانية بامتياز، سيكررها أنبياء لاحقون، وستتحقق في مجيء المسيح.

الجميل هو أنه حول هذا الملك تتشكل مجموعة من“الحكام”، الذين يحكمون بالعدل(32: 1)والذين يشكّلون مأوى وملجأ وسدًّا يقي من السيل وظلًا(آية2).باختصار، ولد مجتمع جديد وعادل انطلاقًا من هذا الملك. “الماكِرُ لا يُقالُ لَه نبـيلٌ” (آية5)، كما يحدث للأسف غالبًا.

~تأمل في النص~

اليوم يبشرنا إشعيا ببشرى سارّة: “سيَأتي مَلِكٌ يملِكُ بالحَقِّ وحُكَّامٌ يَحكُمونَ بالعَدلِ”.هوذا ملكنا آتٍ!هو الملك يسوع المسيح ربّنا.لقد حدث تحوّل رائع، سيكون كل واحد(أولًا المسيح نفسه)مأوى وملجأ للآخر، وهذا التضامن، هذا الدعم المتبادل آية من الجمال؛ ليس هناك بَعد من العمي والصم تجاه كلمة الرب.قلوبنا المتأرجحة، كما في كثير من الأحيان، سوف تنفتح على حكمته...الشر والباطل، اللذان يكون الفقراء والمظلومون ضحاياهما، ينكشفان – حتى لو لم يتم استئصالهما... “الكريمُ بالمَكارِمِ يُفكِّرُ، وعلى المكارِمِ تقومُ سيرَتُهُ” (آية8)أي النفس المنفتحة على الحكمة والعطاء تفكّر في القيام بأعمال كريمة.

~الفكرة الرئيسة~

هوذا ملكنا آتٍ،يسوع المسيح ربّنا،الذي سيحكم بالعدل والحق.

~صلاة~

إلهي!أعطني ضميرًا حيًا لأختار حكام بلدي بحكمة.ذكّرني بدعم الحكّام بالصلاة من أجلهم.

أصلي كي يملك علينا ويسُدْ في قلوبنا ملكٌ واحد وإله واحد، هو أنت وحدك يا ربّي يسوع!

~قرار اليوم~