مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة

مخاطر الترف(إشعيا32: 9-20)

~النص البيبلي~

9إنهَضْنَ يا مُترَفاتُ وا‏سمَعنَ صوتي!وا‏نتَبِهْنَ يا مُطمَئِنَّاتُ إلى قولي.10بَعدَ سنَةٍ مِنَ اليومِ ترتَعِدْنَ، لأنَّ القِطافَ يمضي ولا جَنْيَ.11إضْطَرِبْنَ أيَّتُها المُترَفاتُ، ويا أيَّتُها المُطمَئِنَّاتُ ارتَعِدْنَ إخلَعْنَ ثيابَكُنَّ وتَعَرَّينَ وا‏لبَسْنَ المُسوحَ‌على أوساطِكُنَّ.12أُلطُمْنَ على الأثداءِ وتَحَسَّرنَ على الحُقولِ الجميلةِ والكُرومِ المُثمِرةِ13وعلى التُّربةِ في أرضِ شعبـي، حيثُ يطلعُ الشَّوكُ والعُلَّيقُ، وعلى بُيوتِ الفَرَحِ كُلِّها في المدينةِ الّتي في عيدٍ.14القصرُ يَهجُرُهُ ساكِنوهُ، والمدينةُ الصَّاخِبةُ تُخلى. ...15لكنَّ الرُّوحَ تَفيضُ مِنَ العَلاءِ، فتَصيرُ البرِّيَّةُ جَنائنَ والجَنائِنُ تُعَدُّ غابًا16فيَسكُنُ العَدلُ في البرِّيَّةِ ويُقيمُ الحَقُّ في الجنائِنِ،17ومعَ العَدلِ يجيءُ السَّلامُ، ومعَ الحَقِّ دوامُ الرَّاحةِ والأمْنِ.18ويحِلُّ شعبي في مُقامِ السَّلامِ، وحَيثُ الطُّمَأنينَةُ والرَّاحةُ والهَناءُ...

~شرح النص~

إشعيا يتوجه هنا إلى النساء.السياق التاريخي هو القرن الثامن ق.م.عندما ساد الرفاه الاقتصادي مملكة إسرائيل(السامرة)، وبرزت طبقة من الأغنياء ازدادوا غنى بظلمهم الفقراء، فازداد هؤلاء فقرًا.وظهر الغنى الفاحش على النساء.نعتهنّ النبي هوشع بأبشع النعوت(هوشع4: 1).لقد غالين النساء بالبذخ، وها النبي ينبئهن بانقلاب الأوضاع:انتقال من الجمال إلى البشاعة، من الضفائر إلى القرع.والنساء صورة عن المجتمع.فالمجتمع ساده الفساد والظلم، وها النبي ينتقد هذا بألفاظ لاذعة وينبئ بعقاب وخيم، يطال البشر والطبيعة:الجنة تصبح قفرًا والقفر يصبح جنة...

~تأمل في النص~

تشكل المرأة أكثر من نصف المجتمع، ولا نخطئ إذا قلنا إنها النصف الأقوى.هي تمثل الانسانية.تكلم إشعيا عن النساء المترفات والمطمئنّات اللواتي يعشن في البذخ ولا يبالين بشيء.وينذرهن بانقلاب الأوضاع إذا كنّ لا يغيّرن طرقهن.

الإنذار بالكارثة يتبعه إعلان ملكوت العدل والسلام.إنها ثمار الرب! “الرُّوح يفيضُ مِنَ العَلاءِ”، روح الله.إنها أرض جديدة وسماء جديدة وخليقة جديدة.البرية تغدو جنائن ويعم الازدهار والأمان.إنها دعوة ملحة لممارسة العدالة حيث الظلم ولأن نكون أدوات للأخوّة والسلام حيث البغض والحقد.

~الفكرة الرئيسة~

تحذير الرب ولو اتصف بالقسوة هو دليل محبة،والأخذ بالتحذير يقود إلى التوبة،فالسلام والازدهار.

~صلاة~

يا رب استعملني لسلامك، فأضع الحب حيث البغض، والمغفرة حيث الإساءة، والاتفاق حيث الخلاف، والحقيقة حيث الضلال، والايمان حيث الشك، والرجاء حيث اليأس، والنور حيث الظلمة، والفرح حيث الكآبة... (صلاة القديس فرنسيس الأسيزي).

~قرار اليوم~