مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة

إِبتَغَوا مَشورةً غَيرَ مَشورة الرّبّ(إشعيا30: 1-7)

~النص البيبلي~

30وقالَ الرّبُّ: “ويلٌ لِلمُتَمرِّدينَ عليَّ مِنْ بَني يَهوذا!إِبتَغَوا مَشورةً غَيرَ مَشورتي وعَقَدوا حِلْفًا مُخالِفًا لمَشيئَتي، فزَادوا خطيئةً على خطيئةٍ.‌2إِنطَلَقوا نازِلينَ إلى مِصْرَ وما سألوا رأيي، ليَتَحصَّنوا بحِصنِ فِرعونَ ويَحتَموا بظِلِّ مِصْرَ.3لكنَّ حِصنَ فِرعونَ يكونُ لهُم خِزْيًا، والاحتِماءُ بظِلِّ مِصْرَ عارًا.4ذهَبَ قادَتُهُم إلى صوعَنَ، ووصَلَ رُسُلهُم إلى حانيسَ‌5يحمِلونَ الهَدايا إلى شعبٍ لا يُفيدُهُم في شيءٍ ولا عونَ مِنهُ ولا مَنفَعةَ، وإنَّما مِنهُ الخِزيُ والهَوانُ.6يحمِلونَها مِنْ كُنوزِهِم وأموالِهِم على بهائِمَ ويتَّجِهونَ نحوَ الجَنوبِ‌في أرضِ الشِّدَّةِ والضِّيقِ، واللَّبؤَةُ والأسدُ المُزَمجِرُ، والأفعى والثُّعبانُ الطَّيَّارُ، يَحمِلونَها على ظُهورِ الحميرِ والجِمالِ إلى شعبٍ لا يَنفَعُهُم في شيءٍ،7إلى مِصْرَ الّتي مِنَ العبَثِ والباطِلِ الاستِعانَةُ بِها.فلِذلِكَ دَعَوتُها التِّمساحَ‌، الخائِرَ”.

~شرح النص~

نحن في السنوات705–701ق.م.والقوة الأشورية أصبحت تهدّد أكثر فأكثر.حقيقة النص ان ملك يهوذا أرسل وفدًا إلى مصر محمّلًا بالهدايا لكي يتحالف مع ملكها واضعًا أمله في هذا التحالف.لكن في الحقيقة، هذا التحالف لم يفدهم بشيء ولا كان عونًا لهم.فالربّ يندّد بطلب هذه المعونة من سواه.ألم يكن من الأفضل، أن يلجأ ملك يهوذا إلى الرب ويطلب حمايته؟

~تأمل في النص~

عندما نطلب لأنفسنا ضمانات غير الثقة بالرب، يوبخنا الرب، فإنه يفترض في أفكاره ومشاعره كل الخير وكل الحب المطلوب، ويدرك المؤمن“الموبَّخ”أن عمله متناقض تمامًا مع عهد الحب!وما يحزن الرب أن شعبه تركه غريبًا!سيكون من العار أن يحتمي الشعب بالعدو.وسيكونون هم أنفسهم، أي قادة الشعب، مَن سيصابون بخيبة أمل من اختيار ترك الرب ليرتبطوا بأولئك الذين لن يجلبوا لهم المساعدة ولا الفائدة(الآية4–5).لا يرضي الرب أن يتخلى عنه شعبه، وخيانة العهد تؤلمه أكثر.هل هؤلاء“البنون المتمردون”يدعوننا للتفكير؟ في الواقع، على الرغم من إرادتنا الطيبة، نجد صعوبة في أن نكون مخلصين لإنسانيتنا ولكوننا أبناء الله، فنحن نخطّط بدونه، يقول الرب، نعيش حياتنا باستقلالية عنه معتقدين أننا مكتفين بذواتنا ونستطيع أن ندبّر أمورنا وحدنا.في المقابل، يا له من اقتراح رائع يحتويه هذا اللوم:أن نعيش حياتنا اليومية وننظمها معه، ونضعه فوق كل شيء.مثل الابن الذي يتجادل مع والده حول ما يجب القيام به.

~الفكرة الرئيسة~

يحذّرنا الرب من التخطيط لحياتنا بعيدًا عن مشورته ومشيئته ويدعونا بالتالي لكي نجعله يحتل مركز كياننا وقلبنا.

~صلاة~

سدْ على قلبي، يا ملكي، ليس لي سواك معينًا.يا يسوع إني أثق بك.

~قرار اليوم~