مع الكتاب كلَّ يوم- تأملات يومية من الكتاب المقدس- الكتاب الثالثعينة

بِلَحظَةٍ يحصل التغيير(إشعيا29: 15-24)

~النص البيبلي~

15ويلٌ لِلَّذينَ يكتُمونَ عَنِ الرّبِّ مقاصِدَهُم.يعمَلونَ في الظَّلامِ وهُم يقولونَ: “منْ يرانا؟ ومنْ يعلَمُ بنا؟”16يُحرِّفونَ كُلَّ شيءٍ أيُحسَبُ الجابِلُ كالطِّينِ حتّى يقولَ المَصنوعُ لصانِعِهِ:ما صَنَعتَني، والمَجبولُ لجابِلِهِ:لا عَقلَ لَكَ؟‌17أبِلَحظَةٍ يتَحوَّلُ لبنانُ جنائِنَ، والجَنائِنُ تُعَدُّ غابًا؟‌18وفي ذلِكَ اليومِ يسمَعُ الصُّمُّ أقوالَ الكِتابِ، وتُبصِرُ عُيونُ العُمي بعدَ ا‏نغِلاقٍ على السَّوادِ والظَّلامِ.19ويزدادُ المَساكينُ فرَحًا بالرّبِّ ويبتهِجُ البُؤساءُ بقُدُّوسِ إِسرائيلَ،20لأنَّ الطُّغاةَ يَهلِكونَ والسَّاخِرينَ يَزولونَ ولا يَبقى أثَرٌ لِلمُواظِبينَ على الشَّرِّ.21أولئِكَ الّذينَ على كلِمَةٍ يَتَّهِمونَ الآخَرينَ بالخطيئةِ، ويَنصِبونَ شَرَكًا على بابِ القضاءِ لِمَنْ يَقضي بالعَدلِ، ويُحرِّفونَ دَعوى البَريءِ بأباطيلِهِم.22لذلِكَ قالَ الرّبُّ إلهُ بَيتِ يَعقوبَ‌الّذي ا‏فتَدى إبراهيمَ: “لن يخجَلَ يَعقوبُ بَعدَ الآنِ ولن يَصفَرَّ وجهُهُ23متى رأى أنَّ ذُرِّيَّتَهُ بَعدَ العمَلِ الّذي عَمِلَتْهُ يدايَ في وسَطِهِم يُقَدِّسونَ ا‏سمي مِثلَما قدَّسَهُ يَعقوبُ ويَرهَبونني أنا إلهُ إسرائيلَ24وأنَّ الضَّالِّينَ بالرُّوحِ يهتَدونَ إلى الفَهْمِ والمُتَذمِّرينَ يقبَلونَ التَّعليمَ”.

~شرح النص~

مهما حاول المعتدي الأشوري تبريرشره، فالرب بالمرصاد ليفدي مدينته أورشليم وسكانها.بعد الضيق والحصار، يحصل انقلاب، فيتبدل وجه المنطقة:أورشليم المحاصرة تنجو لأنها ذلت أمام الله وتابت عن طرقها الشريرة.أما لبنان، رمز الجمال والجبروت البشري، فيخرب(آية17).قد تكون هذه إشارة إلى ما حصل سنة677–676ق.م.، حين سحق أسرحدون الأشوري مدينة صيدا.إنها معجزة، فالصم في أورشليم سيسمعون بها، وتراها عيون العميان، و”يزداد المساكين فرحًا بالرب” (آية18–19).ستكون نهاية كل ظالم مخادع وكل من يعوّج القضاء، وسيبرر الرب الأبرياء(آية21).

~تأمل في النص~

في الآية16يستعرض إشعيا“تحريفًا”:الإناء الذي يقول عن الخزّاف إنه لا يفهم؛ أو المصنوع الذي يقول لصانعه:لم تصنعني!أليس هذا ما نفعله أحيانًا عندما نفكر في الله:لماذا يسمح بذلك؟ لماذا لا يتدخّل؟...لكن الله“بلحظة”ينجز خطته بطريقة رائعة ويعكس المصير:لبنان يتحوّل إلى جنائن والجنائن تُعَدّ غابة.يتاح للصم سماع كلمات الكتاب، وللعميان رؤية وجه الله الحقيقي، بدءًا من الصغار والأكثر فقرًا – يمكنهم أن يفرحوا بملكوت الآب.رأى كتّاب العهد الجديد صورة العصر المسيحاني في هذه الصورة.

الرب يحوّل الصخر إلى غدران والصوّان إلى عيون ماء(مزمور114: 8).طرقه غير متوقعة، يقلب كل المقاييس، من يختبر حبّه يتحوّل دائمًا“مِن...إلى”.عجيب أمره.من يسبر أفكاره؟

~الفكرة الرئيسة~

بلحظة يثمر الرب.وعندما تحصل التوبة والتواضع،يحصل التغيير إلى الأفضل.

~صلاة~

إلهي!اعطني نعمة أن أكون دومًا“مدهوشًا”بأعمالك العجيبة، وممتنًّا لك.لأنك تقول لي:إن كنت فاترًا سأتَقيَّؤُكَ مِنْ فَمي(رؤيا يوحنا3: 16).

~قرار اليوم~