شخصية حسب قلب اللهعينة

شخصية حسب قلب الله

يوم 6 من إجمالي 6

ما هي أهمّ خطّة لإيصال رسالة الحبّ والفداء والسلام؟

خطّة بولس ١ كورنثوس ٩: ١٦-٢٣.

16 "لأَنَّهُ إِنْ كُنْتُ أُبَشِّرُ فَلَيْسَ لِي فَخْرٌ، إِذِ الضَّرُورَةُ مَوْضُوعَةٌ عَلَيَّ فَوَيْلٌ لِي إِنْ كُنْتُ لاَ أُبَشِّر"ُ.

17 "فَإِنَّهُ إِنْ كُنْتُ أَفْعَلُ هذَا طَوْعًا فَلِي أَجْرٌ وَلكِنْ إِنْ كَانَ كَرْهًا فَقَدِ اسْتُؤْمِنْتُ عَلَى وَكَالَةٍ".

(18) "فَمَا هُوَ أَجْرِي؟ إِذْ وَأَنَا أُبَشِّرُ أَجْعَلُ إِنْجِيلَ الْمَسِيحِ بِلاَ نَفَقَةٍ حَتَّى لَمْ أَسْتَعْمِلْ سُلْطَانِي فِي الإِنْجِيلِ".

19 "فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرًّا مِنَ الْجَمِيعِ، اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ".

20 "فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ. وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ".

21 "وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ ­ مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ ِللهِ، بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ ­ لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ".

22 "صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ. صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ، لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَال قَوْمًا".

23 "وَهذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ، لأَكُونَ شَرِيكًا فِيهِ".

من خلال هذا النصّ نسأل: لماذا اختار بولس أن يكون عبدًا؟ لماذا هو مستعدّ لأن يعيش تحت الناموس؟ لماذا يقول إنّه مستعدّ لأن يكون كلّ شيء للكلّ؟ ونجد الجواب في العدد 19 لأربح الأكثرين، وفي العدد 20 لأربح اليهود، وأيضًا في العدد 20 لأربح الذين تحت الناموس، وفي العدد 21, لأربح الذين بلا ناموس، وفي العدد 22 لأربح الضعفاء، وفي العدد 22 أيضًا صرتُ للكلِّ كلّ شيء لأخلّص على كلّ حالٍ قومًا.

بولس مُستعدّ أن يفعل كلّ هذا من أجل أن يربح الناس للمسيح، للحياة، أي من أجل أن يخلّص الناس من دينونة الله. فالله يكره الخطيئة ويغضب عندما يرى الإنسان يدمّر نفسه، لأنّه خلقه للحياة وليس للموت. يقول بولس: "لأنّ غضب الله مُعلَن من السماء على فجور الناس وإثمهم". الله يحبّنا ولكنّه يغضب للخطيئة التي فينا، بسبب قدرتها على إهلاكنا.

يريد الله أن يخلّصنا، فماذا فعل؟

(١) فبيّن الله محبّته لنا لأنّه ونحن بعض خُطاة مات المسيح من أجلنا. (روم 5: 8-9). فالتحرّر من قيد الخطيئة يكون باختبار حبّه والعيش في هذا الحبّ.

(٢) وأمّا الآن إذ أُعتِقتم من الخطيئة، والمقصود أن نتحرّر من الداخل لأنّ الشريعة لا تقدر على تحرير الإنسان من خطيئته. إلّا أنّ المسيح يستطيع ذلك، لأنّ حبّه يسلب قلوبنا، ولأنّ نور العشق الذي يشعّ منه يَلمع في عيوننا فلا نرى سواه، ولأنّ نهر الوِدّ الإلهيّ يتدفّق علينا ويروي عطشنا إلى الأبد. وصرتم عبيدًا لله، فلكم ثمرُكم للقداسة والنهاية حياة (رومية ٦: ٢٢).وكلّ هذا هبة من الله.

(٣) لأنّ أجرة الخطيئة هي موت أمّا هبة الله فحياة أبديّة في المسيح يسوع. والرسول بولس يريد أن يربح الجميع للمسيح فماذا فعل؟

يقول في العدد ١٩: 19 فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرًّا مِنَ الْجَمِيعِ، اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ.

والمقصود بهذا الكلام أنّ الحرّ من الناس يعيش حرّيّته في عبوديّة جميلة يختارها، وهي ليسوع المسيح وحده. وهو الذي يحرّر عبد حبّه، فيصير خادمًا له، لأنّ التمرّد لا يكون إلّا على السَّجّان.

نحن لم يخطِفْنا أحد، استُعبدنا ليسوع المسيح، لأنّه دفع ثمن خطايانا، لما اشترانا بدمه، وأطلق سراحنا، فقلنا له: نتبعك.

من القصص التي تُروَى عن Abraham Lincoln، أنّه في أحد الأيّام ذهب إلى سوق لتجارة العبيد، ليُشاهد كيف كان الناس يشترون ويبيعون. رأى امرأة مهمّشة، حزينة، تشعر بغضب ومرارة في قلبها، فلمّا أتى دورها، ابتدأ التجّار يُسعّرونها، 100$، 200$ فأبدى استعداده لدفع أكثر ثمن، وحصل عليها. اقترب منها وقال لها: أنت حرّة، نظرَت إليه وقالت: يا سيّد حرّة من ماذا؟ قال لها: أنت حرّة، اذهبي حيثما تشائين، وافعلي كلّ ما تريدين، أنت حرّة. نظرت إليه وقالت: يا سيّدي أرغب في أن أتبعَك. فعندما نذوق الحرّيّة والفرح والسلام التي يعطيها المسيح، لا نعود نريد سوى أن نتبعه.

19 فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرًّا مِنَ الْجَمِيعِ، اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ.

فالحرّ ليس موظّفًا عند أحد، على الرغم من أنّه ذو حاجات مادّية، وقد يلجأ إلى الكنيسة لطلب المساعدة، فمَن يغرس كرمًا لا يأكل من ثماره؟ والذي يزرع الروحيّات، يقول بولس، أفعظيم إن حصد الجسدّيات؟

إنّ عبارة 19 فَإِنِّي إِذْ كُنْتُ حُرًّا مِنَ الْجَمِيعِ، اسْتَعْبَدْتُ نَفْسِي لِلْجَمِيعِ لأَرْبَحَ الأَكْثَرِينَ، تعكس ما في داخل بولس من غنى وحرّيّة. فإذا لم نكن أغنياء من الداخل، لا نستطيع أن نكون أحرارًا من الجميع، ولا نستطيع أن نختار الحياة في خدمة الجميع.

(١) كلّما كانت الأنا من الداخل مستعبِدة وسائدة علينا، ونحن عبيد لها، لا نستطيع الحرّيّة، بل نكون مستَعبَدين لأنفسنا، وتجرّنا الأنا، إلى أن نُخدَم من الناس، ونسود عليهم، لا أن نَخدم.

(٢) كلّما كانت الشهوة من الداخل تستعبدنا نعجز عن أن نكون أحرارًا في محبّتنا لأحد، لأنّ الشهوة من الداخل، تستعبدنا من الخارج ولا نعود خدّامًا لهذا الحبّ الإلهي الذي يجعل الأرض بعض سماء.

(٣) كلّما عشنا مقيَّدين من الداخل نقارن أنفسنا بالآخرين، نكون عبيدًا، ليس لنا أن نشجّع غيرنا ونقدّرهبكلمات المدح والتعبير عن الامتنان، ولكن مع حرّيّة الداخل، نتحرّر من الخارج، فنسعى إلى مساعدة الآخرين في سبيل تقدّمهم نحو الأفضل.

(٤) كلّما كنّا من الداخل عبيدًا للمال، كنّا عبيدًا أمام جمال العطاء، وكلّما تَحَرّرنا من محبّة المال في الداخل، وصلنا إلى أن نكون خدّامًا للعطاء الإنسانيّ المجّانيّ.

إذًا، أن نكون خدّامًا للمحبّة، أي عبيدًا للجميع،يعني أنتأسرنا المحبّة في كلّ ما نقوم به، وحينئذٍ نُربح للمسيح!

فماذا فعل بولس لكي يربح الآخرين؟ كان حرًّا وعاش عبدًا باختياره، فربح الآلاف للمسيح.

هكذا فعل بولس بحرّيّته واختياره أن يكون عبدًا:

20 فَصِرْتُ لِلْيَهُودِ كَيَهُودِيٍّ لأَرْبَحَ الْيَهُودَ. وَلِلَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ كَأَنِّي تَحْتَ النَّامُوسِ لأَرْبَحَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ.

فَصِرْتُ، أي: صيّرت نفسي، جعلت نفسي كيهوديّ على مستوى التصرُّف. وليس عنده مشكلة أن يختن تيموثاوس من أجل اليهود. ليس لديه مشكلة أن يحفظ السبت، ويقوم بممارسات يهوديّة تقليديّة، كان قد تركها لمّا آمن بالمسيح، لهدفٍ واحد هو أن يربح أنسباءه في الجسد. فالذي يراقب من الخارج يرى بولس تحت الناموس كما اليهود أيضًا، ولكنّ الفرق أنّ اليهود يصنعون ذلك كواجب وفرض دينيّ، أمّا بولس فيقوم بذلك لأنّه يحبّ الذين تحت الناموس، ويريدهم أن يعرفوا المسيح. علمًا أنّ التشابه قائم في الظاهر إنّما الحقيقة هي أنّ الفرق من السماء إلى الأرض. هذه الممارسات لا تقرّبنا من الله، لكن تقرّبنا من بعضنا بعضًا، فما كان لديه مشكلة في أن يقوم بها.

21 وَلِلَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ كَأَنِّي بِلاَ نَامُوسٍ ­ مَعَ أَنِّي لَسْتُ بِلاَ نَامُوسٍ ِللهِ، بَلْ تَحْتَ نَامُوسٍ لِلْمَسِيحِ ­ لأَرْبَحَ الَّذِينَ بِلاَ نَامُوسٍ.

للّذين بلا شريعة أصبح بولس بلا شريعة ليربح الذين بلا شريعة، رغم أنّه دائمًا تحت شريعة المسيح. هو مستعدّ لأن يتخلّى عن كلّ شيء ليس هو الإنجيل، من أجل الإنجيل. ماذا يعني "تحت شريعة المسيح"؟ أي أن نكون للمسيح، في المسيح، مع المسيح، الذي يحدّد ما نفعل أو لا نفعل. هو يحدّد سلوكنا، وطريقنا، وطريقة عيشنا، وعلاقاتنا، أي أن نكون تحت شريعة المحبّة. فالحياة المسيحيّة هي حياة منضبطة تمام الانضباط لأنّها متوّجة بالمحبّة.

22 صِرْتُ لِلضُّعَفَاءِ كَضَعِيفٍ لأَرْبَحَ الضُّعَفَاءَ.

إنّ الذين عاندتهم ظروف الحياة، عاشوا مقيّدين بنظام ظالم، تحت رحمة الأقوياء، وأصحاب النفوذ، والسادة، وأصحاب الأملاك، أو الضعفاء الذين يَعثُرون في أمور صغيرة.

فيلبي 3: 4 "مَعَ أَنَّ لِي أَنْ أَتَّكِلَ عَلَى الْجَسَدِ أَيْضًا. إِنْ ظَنَّ وَاحِدٌ آخَرُ أَنْ يَتَّكِلَ عَلَى الْجَسَدِ فَأَنَا بِالأَوْلَى". 5 "مِنْ جِهَةِ الْخِتَانِ مَخْتُونٌ فِي الْيَوْمِ الثَّامِنِ، مِنْ جِنْسِ إِسْرَائِيلَ، مِنْ سِبْطِ بِنْيَامِينَ، عِبْرَانِيٌّ مِنَ الْعِبْرَانِيِّينَ. مِنْ جِهَةِ النَّامُوسِ فَرِّيسِيٌّ". 6 "مِنْ جِهَةِ الْغَيْرَةِ مُضْطَهِدُ الْكَنِيسَةِ. مِنْ جِهَةِ الْبِرِّ الَّذِي فِي النَّامُوسِ بِلاَ لَوْمٍ". 7 "لكِنْ مَا كَانَ لِي رِبْحًا، فَهذَا قَدْ حَسِبْتُهُ مِنْ أَجْلِ الْمَسِيحِ خَسَارَةً". 8 "بَلْ إِنِّي أَحْسِبُ كُلَّ شَيْءٍ أَيْضًا خَسَارَةً مِنْ أَجْلِ فَضْلِ مَعْرِفَةِ الْمَسِيحِ يَسُوعَ رَبِّي، الَّذِي مِنْ أَجْلِهِ خَسِرْتُ كُلَّ الأَشْيَاءِ، وَأَنَا أَحْسِبُهَا نُفَايَةً لِكَيْ أَرْبَحَ الْمَسِيحَ".

9 "وَأُوجَدَ فِيهِ، وَلَيْسَ لِي بِرِّي الَّذِي مِنَ النَّامُوسِ، بَلِ الَّذِي بِإِيمَانِ الْمَسِيحِ، الْبِرُّ الَّذِي مِنَ اللهِ بِالإِيمَانِ".

صِرْتُ لِلْكُلِّ كُلَّ شَيْءٍ، لأُخَلِّصَ عَلَى كُلِّ حَال قَوْمًا. تعمَّدَ بولس أن يكون في صلب حياة الناس، وهو للغنيّ غنيّ، وللفقير فقير، وللفيلسوف متفلسف، وللبسيط راوٍ، وللبعيد عن ثقافته شبيه... تأقلم مع الكلّ، وتشبّه بالكلّ، لغرض واحد:

23 وَهذَا أَنَا أَفْعَلُهُ لأَجْلِ الإِنْجِيلِ، لأَكُونَ شَرِيكًا فِيهِ.

(أ) لأجل الإنجيل هو مستعدّ أن يفعل كلّ شيء ولكن غير مستعد أن يُساوم على الحقّ من أجل الوصول إلى الآخرين. لم يقل إنّه سيغيّر محتوى الإنجيل ولكن كلّ شيء آخر قابِل لأن يتغيّر.

(ب) ليكون شريكًا في طبيعة الإنجيل. يعيش ويمثّل طبيعة الخبر السارّ أنّ الله جاء وصار واحدًا منّا. وإن يساوم فلكي يتعايش مع كلّ الثقافات، كما المسيح، من أجل المسيح وخلاص الناس.

وخلاصة ما يريد بولس قولَه: أنا حرّ من الداخل، وخادم من الخارج، لأربح مَن استطعت للمسيح.

يوم 5

عن هذه الخطة

شخصية حسب قلب الله

التغيير هو مشروع عمل من بين مشاريع كثيرة يمكننا أن نقوم بها، ولكنّ المشروع الأهمّ هو"بناء" شخص. الذين يُغيّرون العالم هم أشخاص، أمّا المشاريع فتتبع. الكلُّ اليوم لديه مشاريع يقوم بها، لكنّ مشروعنا نحن هو الإنسان، هو "أنت". لكي تكون ناجحًا تحتاج إلى شخصيّة مُستقيمة مُتكاملة. وسنتأمل بخصائصها وميزاتها لأنّها عمليَّة جدًّا، وإذا اعتمدناها نتفوَّق وننجح في كلّ ما نقوم به.

More

نود أن نشكر Resurrection Church على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://www.rcbeirut.org/