شخصية حسب قلب اللهعينة

شخصية حسب قلب الله

يوم 1 من إجمالي 6

معنى الاستقامة وبناء الثقة!

"لا يكفي أن نَبني كنيستنا، بل علينا أن نُغيِّر مدينتنا أيضًا".

التغيير هو مشروع عمل من بين مشاريع كثيرةيمكننا أن نقوم بها، ولكنّ المشروع الأهمّ هو"بناء" شخص، قد يكون أنا، أنتَ أو أنتِ. والذين يُغيّرون العالم هم أشخاص، أمّا المشاريع فتتبع. الكلُّ اليوم لديه مشاريع يقوم بها (حلّ لمشكلة الكهرباء والماء، والبنية التحتيّة، والإنترنت، والتلوّث، والزبالة...)، لكنّ مشروعنا في كنيسة القيامة هو الإنسان، هو "أنت". لأنّ من يبني الإنسان يستطيع التغيير وبناء الوطن. ولِكي تَبْني وطنك عليك أن تكون ناجحًا، ولكي تكون ناجحًا (في تجارتك، في وظيفتك، في تعليمك...) تحتاج إلى شخصيّة مُستقيمة مُتكاملة. وسنتأمل بخصائصها وميزاتها لأنّها عمليَّة جدًّا، وإذا اعتمدناها نتفوَّق وننجح في كلّ ما نقوم به.

أتوجَّه في حديثي إلى كلّ مَن يَرغب في مشاركتنا مشروع "البناء والتغيير" هذا (التلميذ، والمعلّم، والأب والابن، البنت والأمّ، المواطن العادي، وذاك الذي يُسمّي نفسه "زعيمًا"، للكبير وللصغير...)، وخصوصًا إلى أولئك الذين يطمحون أن يُحدِثوا تغييرًا إيجابِيًّا في العالم. أمّا الهدف من هذه الأحاديث فهو النجاح في تغيير العالم من حولنا. وأنا كُلّي ثقة أنّ هذه الأحاديث عن "الاستقامة"، ستغيّر حياة كلٍّ منّا أوّلًا، إن اسْتَمعنا بتمعّن، وسعينا إلى حفظ ما نسمعه وعَيْشه بكلّ أمانة وإخلاص مع مَن هم حولنا. ولنُصَـلِّ.

ثلاثة أمور تجعل الإنسان مُتَفوِّقًا وناجحًا: 1. مهارات للقيام بأمر ما (والمهارة تتطلَّب المعرفة والخبرة: فمثلًا لشراء كومبيوتر، نعود إلى مهندس كمبيوتر، لتحديد نوعه حسب حاجتنا للعمل فيه...)؛ 2. مهارات في بناء علاقات اجتماعيّة جيّدة (معرفة كيفيَّة التكلُّم مع الناس، وإقناعهم، والدخول في شراكات لإنجاح عمل جميع الأطراف)؛ 3. شخصيَّة مُستقيمة ومُصَمِّمَة على العمل (في بعض الأحيان تجتمع المهارات والمعرفة لدى الشخص، دون أن يكون لديه حُسْن التعاطي مع الناس، فينجح في تحقيق بعض الأمور، لكنّ شخصيّته تُدمِّر كلّ ما نجح في تحقيقه). فأهمّ ما يحتاج إليه الإنسان في حياته، هو الاستقامة لكي يُحقِّق النجاح ويترك وراءه أثرًا بنَّاءً.

يُشَبَّه الإنسان بالـ "زورق الذي يُبحِر في الماء"، ويتركُ خلفه أثرًا، هو كناية عن موجةٍ بيضاء على اليمين وأخرى على اليسار. وهكذا، لدى عبور كلِّ واحد منّا في هذه الحياة يترك وراءه أثرًا: تُمثِّل الموجة الأولى منه الإنجازات التي يُحقِّقها (الرّسام يترك رسمًا، البنّاء يترك بناءً، والمؤلِّف يترك كتابًا...)، وتُمثِّل الموجة الثانية الأثر الذي تتركه أعماله وعلاقته بالناس الذين يًخالطهم (البعض يمرّ ويُحقِّق إنجازات كثيرة، ولكن يترك رِفاقًا وموظَّفين ينزفون خلفه، يُنجِّح مشروعًا، ولكنّه يُدمِّر أفرادًا. فيما البعض الآخر يترك أثرًا إيجابيًّا في الناس الذين حوله، فيُقدِّر الناس عمله ويحترِمون شخصيَّته ويتشجَّعون بِمَثَلهِ ودَعْمِه لهم). وإذا تأمَّلنا بالربّ يسوع المسيح، نجد أنّه أنجز الكثير بِمَثَلِه وكلامِه: فهو لم يكتب كتابًا، لكنَّه ترك لنا كلامه محفوظًا في أهمّ كتاب في هذا العالم؛ لم يلتقِ به سائل أو مريض أو محتاج أو مُتَذاكٍ إلّا استجاب سؤله أو شفاه من سُقْمه أو أعطاه حاجته، أو أشبع حشريّته. غيَّر مجرى حياة صيّادي السمك والعشّارين فأصبحوا رسلًا وتلاميذ يتبعونه ويُبَشِّرون به في كلّ أصقاع الأرض. كان أعظم معلِّم عرفه التاريخ، أطلق ملكوت المحبّة والسلام والغفران، حقَّق الفداء بموته، انتشرت المسيحيَّة في كلّ العالم، فاستحقّ بِمروره على الأرض أن يُبْدَأَ بِتأريخ جديد! وأنتَ يا أخي القارئ، كيف تصف هاتين الموجتين في حياتك؟

فَلْنَنْتَبِهْ إذًا، للأثر الذي نتركه خلفنا، أثناء عبورنا في هذه الحياة، ليكون صحيحًا ومستقيمًا.

ما هي الاستقامة؟

الاستقامة كلمة جذَّابة تشمل السلوك والأخلاق: وهي مِن حيث السلوك، تتطلَّب اِلْتِزَام طَرِيق الصَّواب في التعامل والصدق مع الذين نعيش معهم. فالاستقامة مثلًا، لا تقبل الرشوة، ولا تلجأ إلى مُحاباة الوجوه، لا تتكلَّم على الناس بالسوء ولا تعتمد الغشّ لِيظهر صاحبها في موقف مشرِّف؛ وبالمُوازاة، يُحافِظ الصدق دومًا على سموّ الأخلاق، ولا يتناقض في مواقفه ويتسامى فوق الشرّ والحقد. وهي تُوازي في معناها النزاهة والتفاني في التصرّف والعلاقة بالآخر ولأجله. وبقدر ما يحمل الشخص من هذه الصفات، ويكون "كاملًا ومُنَزَّهًا" عن العيب والنقص، يكون فاعلًا ومؤَثِّرًا في المجتمع، ويستطيع التغيير والبناء.

والاستقامة صفة يَنْشدها العديد من الناس، فكلُّ واحد يُريد أن يكون مستقيمًا ومتكاملًا وناجحًا في كلّ ما يفعله. وكل واحد يُريد أن يعيش ما يقول ويُنفِّذ ما يَعِد به، ويُساعد الآخرين على النجاح. ولكن كيف أكون مستقيمًا؟

يتركَّز حديثنا اليوم على الثـقة، لأنّها ميزة الشخص المستقيم والناجح، الذي يثق به الآخرون (إن لم يَثِقْ بك الناس، فلن تنجح في حياتك، ومعنى ذلك أنّ هناك مشكلةُ قلّة استقامة). وإذا أردْتَ أن تبني الثقة بينك وبين الآخرين، عليك أن:

1. أن تتقبَّل الآخر كما هو، أي أن تكون "من الناس، ومع الناس ومُلِمًّا بوجع الناس" فتَقْبَل الآخر في حياته وتفكيره ومعاناته وتصرُّفاته وصداقاته، لِتصلَ إلى ما يَكْمُنُ في داخله، وذلك بِالتعاطف والتواصل بين الطرفين، فيسهل عندئذ التأثير في حياته وتصرّفاته. طبعًا، عليك أن تَثِق بالناس الذين يسمعون لك ويفهمونك، ويتعاطفون معك، ولكن ليس المقصود أن تتماشى وتوافقَ على كلّ ما يقولون، وخصوصًا إذا كان يتناقض مع ما تسعى إليه، وترغب أن تأخذهم إلى مكان أفضل، بل عليك أن "تلتقي بهم" حيث هم أوّلًا، ومن ثمّ تدخل إلى عالمهم وتُصغِي إليهم وتُساعِدهم.

يرغب الجميع إجمالًا أن يكونوا مع الشعب، وبِمتناول الجميع لِأجل الشعب، ويشعرون بِمعاناته، يُحِسّون معه ويسمعونه. فعندما تُعانق مشاعر وأحاسيس الآخرين تربح ثقتهم، وتَكْسَب قلوبهم وثقتهم. يُمكِنك أن تُجْبِر شخصًا على فِعْل شيء إذا كنتَ مسؤولًا عنه أو رئيسه، ولكن إنِ اكتسبْتَ ثقته وقلبه قبلًا، يقوم بأمور أعظم ممّا تتوقَّعه منه بكثير! فمثلًا، قبْل أن تقول لابنك المراهق: "لا أريدك أن تلعب مع أولئك الأولاد"، يُمكِنُك أن تجلس معه وتسأله عمّا يجذِبُه إلى أولئك الأولاد؟ وعلامَ يحصل منهم ولا يناله حيث تُريده أن يكون؟ وهكذا تقدر أن تكون مُؤَثِّرًا ومُساعِدًا، وتبني الثقة بينك وبين الآخرين، على مثال بولس الرسول إذ يقول في (رومية 12: 15-16): "فرحًا مع الفرحين وبكاءً مع الباكين. مهتمّين بعضكم لبعضٍ اهتمامًا واحدًا". ويقول أيضًا في (1كور 9: 20-23): "صرتُ للذين تحت الناموس كأني تحت الناموس (علمًا أنه ليس تحت الناموس) لأربح الذين تحت الناموس؛ وللذين بلا ناموس كأنّي بلا ناموس، مع أنّي لست بلا ناموس الله بل تحت ناموس المسيح، لأربح الذين بلا ناموس، وصرتُ للضعفاء كضعيف...".

ليس ذلك التصرّف مُحاباةً للوجوه أو مجرّد "تظاهر" بشيء ليس حقيقيًّا، بل هو استثمار عاطفي وإرادي لِمشاعر السّامعين لاقتناعهم بأنّ ما تدعو إليه هو الأفضل والحقيقة، ولأنّ ذلك أسلوب مُساعِد لِيَثِق بك الآخر، فَتُعطيه كرامة أفضل وقيمة أكبر، وتصلَ إلى قلبه وتَسْتَميله إلى طريق أفضل. كلُّ واحد منّا معرَّضٌ أحيانًا للوقوع في هذا الخطأ. لأنّنا نُسرِع إلى تقديم الحلّ قبل الإصغاء للآخر. وفي هذا المجال يقول سفر الأمثال: "من يُجيب عن أمرٍ قبل أن يسمعه، فله حماقة وعار" (أمثال 18: 13).

2. أن تُحسِن معاملة الآخر: فالثقة مرتبطة بالخدمة والمعاملة. والإنسان يَثِق بِمَن يخدِمه وليس بمن يخدم ذاته. وهكذا نرى الكثيرين يسعَون وراء من يخدمهم، ويعمل على تحسين أوضاعهم بنزاهة وتجرّد بعيدًا عن مصلحته الخاصّة. وكم مرّةً سمعنا أُناسًا يُطالبون نائبًا أو موظَّفًا كبيرًا يعمل في الشأن العامّ "أن يعمل على إيجاد وظيفة لهم، أو تنفيذ مشروع حيويّ، أو حتّى تأمين خدمة خاصّة لِعائلة أو لِفرد، أو أن يعمل شيئًا لِهذا الشعب كمثل إقرار قانون ضمان الشيخوخة...". فالاستقامة إذًا ضروريَّة جدًّا لِكسب ثقة الناس. ولا يكفي أن يُنَفِّذ الإنسان ما هو مطلوب منه فقط، بل عليه أن يكون جاهِزًا لتأدية أيّ خدمة بقدر ما أعطاه الله من قدرات ووزنات. فلا يتغاضى عن إتمام كلّ ما هو مطلوب منه ؛ ولا يقول: فلان لم يخدِمْني، فلماذا أخدمه. هذا الأمر يُشبه رجلًا يَدّعي الثقة التّامّة بينه وبين زوجته ويقول: "أنا لطيف مع زوجتي ما دامَتْ هي لطيفة معي". ولكنّ الثقة هنا تبقى مشروطة أو شبه معدومة، لأنّ الزوجة تعيش في خوف دائم من أن تُخطئ مرّةً، فلن يبقى لطيفًا معها!

هناك ثلاثة أنواع من الناس: (1) هناك المذعور، الذي يعيش وكأنّ جميع الناس أشرار يبحثون عنه، وينظر إلى كلّ شخص يلتقيه على أنَّه شرير، أو هو يتظاهر بأنّه لطيف، لكنّه لن يتأخّر لِينقضَّ عليه ليؤذيَه. ونحن نُشفِق على هؤلاء، لأنّهم يحتاجون إلى علاج، وهم لا يثقون بأحد. (2) وهناك أشخاص يبحثون عمَّن يثقون به، فَيُعطون بِقدر ما يأخذون، وطالما لم يُخطِئ الآخر إليهم فهو ممتاز ويثقون به، أمّا إذا صدرَتْ منه هفوة صغيرة صرخوا: "فاول"! ويفقدون الثقة به. ونتيجة لذلك يلجأون إلى الطلاق والانفصال، ويستمرّ الخلاف دون مصالحة. إنّما في الواقع، عليك إذا أخطأ الآخر تجاهك، ألّا تتحول مباشرة ضدَّه، بل عليك أن تساعده ليشعر أنّ محبّتك تجاهه ثابتة، حتّى لو كانتْ محبّته تجاهك ضعيفة. وتذكَّر أنّ المسيح عندما أنكرَه بطرس، لم يًبادِلْه بالمثل، بل بادر إليه وعالجه بمحبَّة وسأله ثلاث مرّات: أَتُحبُّني؟. (3) أمّا النوع الثالث فهو الذي يَثِق بك، دون أن يتوقَّع بالمُقابِل منك شيئًا. ذلك لأنّه مستقيم، ويُريد دومًا الأفضل للآخرين بغض النظر عن كيفية تصرّفهم. وإذا أسأتَ التصرّف إليه، يكون بقربك دون أن يتغاضى عن أخطائك، أو ربَّما يَبتعِد عنك لِفترةٍ، لكن ليس بهدف ردّ المِثْل، بل بهدف المُعالجة المُحِبَّة وابتغاءً لخيرك. وهذا مفتاح النجاح في الحياة.

فَلِكي تبني الثقة إذًا، يجب أن تعامل الآخرين بلطف وعدل وتجرُّد، "فلا تتهرَّب من خدمتهم، لِتَهتمّ كثيرًا بذاتك في حضورهم، ولا تُحاول أن تَحمي نفسك..."، ليكونوا متأكِّدين عندما تُعاملهم في المُقابِل بِحزمٍ، أنّك تفعل ذلك محبَّة بهم وابتغاءً لخيرهم، وأنّك تريد لهم دائمًا الأفضل. وما أقوله ليس نظريًّا، فإنّي أعرف أشخاصًا يتحلَّون بهذه الصفات ويتصرَّفون بموجبها.

يقول يسوع: "كلّ ما تُريدون أن يفعل الناس بكم، افعلوا هكذا أنتم أيضًا بهم".

3. ألّا تحجب جوانب الضعف الذي فيك عن الآخر. عليك أن تَدَع الآخر يعرف أنّك أنتَ أيضًا معرَّض للضعف. فالثقة مرتبطة بِالسلطة، ولا أحد يثق بشخص ضعيف. كان للمسيح سلطة عظيمة، لكّنه كان وديعًا، ولم يكن ضعيفًا. والوديع لديه أيضًا سلطة، ولكنّه يستخدمها في إزاء الآخرين. ولذلك يشعر الأولاد بالأمان مع آباء وأمّهات أقوياء. ويشعر التلميذ بالأمان مع أستاذ واسع العلم. علمُك هو قوّة، وخِبْرتك هي أيضًا قوّة، وأداؤك الفعّال هو سلطة. لستُ أتكلم هنا عن شخصٍ مُتسلِّط، بل عن صاحب مهارة وجدارة.

أمّا إذا كان أحدهم قويًّا لِدرجة يصعب فيها "اختراقه" (أي إنّه لا يعترف بأخطائه، ويعتبر ذاته دائمًا على حقّ)، فتلك مشكلة. لأنّك تشعر بِفارق كبير بينك وبينه، حتّى إنّك لا تعود قادرًا على أن تثق به لأنّه ليس مثلك إطلاقًا. كلّما أعترفُ أمامكم بشيء أشعر بأنّي أكسَبُ ثقتكم. وأتذكَّر قصَّةً أَخبرها مستر هولمز، الذي كان القسّ غسان خلف يطلب منه أن يعظ من وقتٍ إلى آخر، كيف أنّه مرّ يومًا في المصرف، وبعد لحظة دخلت فتاة لبنانية جميلة بلباسٍ غير محتشم، فلفتَتْ نظره، ولمّا كان طويل القامة، ولكي لا يستسلِم للتجربة، رفع نظره إلى فوق، فمرَّتِ التجربة بسلام وهدوء! وترك لنا درسًا: "كلّما ننظر إلى فوق ننجو!".

وبقيَتْ هذه القصّة معي إلى اليوم، لأنّي شعرت بأنّه يتكلَّم عن أمور أختبرها أنا، ولم يتعالَ، بل أقرّ بضعفه وأنّه تعرَّض للتجربة، لا بل أكثر من ذلك، دَلَّني (علَّمني) كيف انتصر عليها. والآن، عندما أمرُّ في تجربة كهذه، أتذكَّر القصّة و"أنظر إلى فوق". على صعيد آخر، عندما يعترض أحد أولادك قائلًا: "لا أريد أن أذهب إلى المدرسة، أنا أكره المدرسة!". يُمكِنك أن تُجيبه: "هيّا انْهَضْ وارتدِ ثيابك، أنا أنتظرك في السيّارة" (هذه "قوّة لا تُخْتَرَق"، لأنّه يشعر بأنّك قائد جبّار، وأنّ ما تقوله ليس حقيقيًّا، ولا يثق بك). أو أن تُجيبه: "حسنًا، اعمل ما تشاء" (فأنتَ بذلك قائد ضعيف! لا تستطيع أن تُقرِّر شيئًا، ولن يتبع ما تقوله). أو يُمكِنك أن تُجيبه: "أنا أيضًا في عمرك، شعرْتُ مرّات عديدة بأنّي أكره المدرسة، وأكره الذهاب إليها؛ وأحيانًا أشعر بأنّي لا أريد الذهاب إلى العمل أيضًا، ولكن، بسبب أنّي لم أستسلم للخمول والكسل، ها أنا اليوم ناجح في عملي!". يتشجّع الولد، لأنّك لم تحجب عنه ضعفك، بل يشعر أنّك تفهمه، وأنّك قائد قويّ، فيستمدُّ منك القوّة لكي يَتقدَّم إلى الأمام.

يقول يعقوب الرسول (5 : 16): "اعترفوا بعضكم لبعض بالزلّات. وصّلوا بعضكم لأجل بعض، لكي تُشفَوا".

في الختام، فَلْنَتذكَّرْ إذًا ثلاثة أمور: * تَقبَّلِ الآخر وعانق همومه؛ ** احسن إلى الجميع، بِغَضّ النظر عن طريقة تصرّفهم؛ *** اعترف بِأخطائك! فهذه هي الشخصية المستقيمة التي يثق بها الناس، فتنجح في كلّ ما تقوم به، وتكون سببًا لِنجاح الآخرين والبدء بالتغيير. وتُساعِد بذلك في تشكيل شخصيّة صادقة، مستقيمة، غير مجزَّأة، تكتسب ثقة الآخرين وتُحقِّق نجاحًا غير مسبوق، في حياتك وحياة الآخرين.

لِنُصَلِّ.

يوم 2

عن هذه الخطة

شخصية حسب قلب الله

التغيير هو مشروع عمل من بين مشاريع كثيرة يمكننا أن نقوم بها، ولكنّ المشروع الأهمّ هو"بناء" شخص. الذين يُغيّرون العالم هم أشخاص، أمّا المشاريع فتتبع. الكلُّ اليوم لديه مشاريع يقوم بها، لكنّ مشروعنا نحن هو الإنسان، هو "أنت". لكي تكون ناجحًا تحتاج إلى شخصيّة مُستقيمة مُتكاملة. وسنتأمل بخصائصها وميزاتها لأنّها عمليَّة جدًّا، وإذا اعتمدناها نتفوَّق وننجح في كلّ ما نقوم به.

More

نود أن نشكر Resurrection Church على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://www.rcbeirut.org/