شخصية حسب قلب اللهعينة
التوازن في الحياة
كلّ توازن في الحياة يتطلّب كثيرًا من الانتباه والتركيز تلافيًا للأذى والخسارة. فَجسم الإنسان الذي يتوازن آليًّا باستمرارِ عمل المُخيخ والأذن الداخليَّة، يبقى في حاجة إلى انتباه الإنسان لسلامة صحّته للمُحافظة على توازن جسمه... من ناحية أخرى، حتّى حياة الإنسان النفسيّة والروحيّة بحاجة أيضًا إلى توازن، ليبقى في سلامٍ مع الربّ والقريب. وكذلك التعامل بين الناس بحاجة إلى توازن، تلافيًا للتعدِّيات والحروب...
فالتوازن في الحياة ضروريّ للحماية من الأذى في جميع المجالات المادّيَّة والاجتماعيّة والروحيّة. والإنسان من دون توازن جسمه، يقع على الأرض. وراكب الدرّاجة، عليه أن يُحافظ على توازنه لئلّا يقع عنها ويتعرَّض للأذى. كذلك الطائرة، إذا فقدت توازُنها في الجوّ بسبب عطلٍ ما، يُمكِنُ أن تسقط على الأرض...
والتوازن في مختلف مجالات الحياة يجعلها متَّزنة، وهي تحتاج دومًا إلى القدرة على قيادة الذّات وإصلاحها، ليكون لها تأثير فاعل على الآخرين، وتُكوِّن شخصيَّة مُتَّزِنةً. من هنا، يُمكِن أن تكون لك "سلطة ما" (كونك مديرًا مثلًا) دون أن يكون لك تأثير في نفوس الناس، كما يُمكِن ألّا يكون لك مركز مهمّ، ويكون تأثيرك كبيرًا على الناس بسبب توازنك. إذًا، إن كنتَ تُريد النجاح في الحياة فأنتَ تحتاج إلى التوازن، لأنّه لا يُحقِّق في حياة المؤمن، نجاحًا وقتيًّا في الحياة فحسب، بل نجاحًا مستمرًّا يدوم طويلًا.
وفي حديثنا اليوم نلفت إلى عشرة جوانب للتوازن، تُساعد على بناء شخصيّة مُتَّزِنة تقود نحو زيادة الأُلفة، وخير المجتمع، والسلام مع الله والناس:
1. وازِنْ بين العمل والراحة.
هل كان المسيح يستريح، ويطلب من تلاميذه أن يستريحوا؟ نعم، في مرقس 6 : 31 "قال لهم: تعالَوا أنتم منفردين إلى موضعٍ خلاء واستريحوا قليلًا".
أ. وقت الراحة ضروريّ للجسم والعقل. وعليك أن تُنظّم وقتك أيام العمل، لكي تستريح قليلًا، وتُبْعِد عنك خطر إجهاد الجسم والعقل، وشبح خِسارة وظيفتك وحياتك.
ب. الحفاظ على الراحة إعلانُ إيمانٍ بأنّ الله قادر أن يعمل من دوننا. فهو قبطان السفينة.
ج. في اليوم الذي تستريح فيه، جِدْ شيئًا تقوم به غير العمل، كالاهتمام بالحديقة، أو بتحضير طعامٍ لِصديق، أو إصلاح أمر ما في البيت، أو قضاء وقتٍ في الطبيعة...
د. قد نلوم أحدَنا إذا كسر واحدة من الوصايا العشر (لا تقتل، لا...، لا...)؛ ولكنّنا، نُهمِل الوصيّة "اذكُرْ يومَ السبت لِتُقدِّسه". نعم، بعد حدث القيامة وحلول الروح القدس، أصبح نهارُ الأحد أوّل يومٍ من الأسبوع، أي يوم القيامة والعبادة الجماعِيَّة والراحة. لذا علينا ألّا نُهمل وقت للراحة، لئلّا نقع في هذا الخطأ.
2. وازِنْ بين العائلة والعمل.
أ. هل اشتغل المسيح واعتنى بعائلته؟ لا يتكلَّم الكتاب كثيرًا عن هذا الموضوع. لكن هناك بعض الإشارات، مثلًا في متى 13: 55 يُسأل عن يسوع عندما جاء إلى وطنه "أليس هذا ابن النجّار؟"؛ وفي مرقس 6: 3 "أليس هذا هو النجّار ابن مريم؟". في وقت من الأوقات كان يُعرف بأنّه النجّار "الذي يعمل في حِرفَة نجر الخشب وصُنعِه". وعند أقدام الصليب، أعطى المسيح اهتمامًا خاصًّا بأمّه، وقال ليوحنا: "هي ذي أمّك"، فأخذها التلميذ إلى خاصَّته.
ب. المسيح لم يتزوج ولم يكن لديه أولاد. ولكنّه من خلال الكتاب المقدّس، يُعلّمنا كيف يجب أن يُعامل الزوج زوجته، ويُحدِّثنا عن أهمّيَّة العائلة. فالعائلة مشروع إلهيّ، والوقت الذي نقضيه مع العائلة وقت مقدَّس. ومَن لا يهتمّ بعائلته، يخسرها ويعيش بِنَدَمٍ مرير عندما يكبُر ويُصبِح على فراش الموت.
ج. عندما تكون في البيت، كُنْ حاضرًا جسديًّا وفكريًّا وعقليًّا ونفسيًّا. أعطِ اهتمامًا وتركيزًا لِزوجتك وأولادك وعائلتك، لا للتلفون. ونصيحتي ألّا تُبقي الهاتف بِقربك. وعندما تكون في العمل، لا تهتمَّ بأمور شخصيَّة، بل اعمَلْ بِأَمانَة، وَاسْعَ لأن تكون متفَوِّقًا في عملك.
3. وازِنْ بين الاعتناء بالآخر والاعتناء بالذات
يقول بعضهم: "أنا صلِبْتُ مع المسيح، لذا عليّ أن أُهْمِل نفسي وأحتقرها" ؛ فيما البعض الآخر يقول: "جسمي وَزْنَة من الله!" فيُزيِّنه ويَعتني بِجماله، ويقضي وقته في الرياضة وتأمُّل جسمه، ويُجري عمليّة تجميل من هنا وأُخرى من هناك، ثمّ عملية أُخرى لتصحيح العملية الأولى... نعم مطلوب أن نعتنِيَ بأجسامنا وذواتنا، ولكن شرط الاهتمام بالآخرين أيضًا، وإلّا أصبحنا في مجال عبادة الذّات.
وفي المناسبة، نقول للَّذي يعتني كثيرًا بِجسده: "للربّ إلهك تسجُدْ، وإيّاه وحده تعبُدْ"، أمّا العالم فَسَيَزول، فتَعلَّمْ إذًا أن تقول: "نعم"، عندما يطلب الناس منك خدمةً. وللَّذي يذوب في خدمة الآخر نقول: "اعتنِ بِهيكلِ الروح القدس" ولكن تَعلَّمْ أن تقول أحيانًا "كلّا"، فإنّك لن تُنقِذ العالم وحدك، والفلك لا يدور حولك فقط، فأنت عضو في جسد المسيح... أَصْغِ إلى صوت الله، وصوت الذين يُحبّونك فعلًا. ولا تعمل فوق طاقتك. لأنّ الله لا يطلب منك عملًا يفوق الوقت الذي أعطاك إيّاه.
4. وازِنْ بين الاختلاء بالله والانخراط بالخدمة.
أ. عليك أن تعرف أهمية الاختلاء بالله لِمعرفة ذاتك، وتَلْمِس الخطر في عدم قضاء وقتٍ معه. كان المسيح يختلي بنفسه. يصعد إلى الجبل ويُصلّي. فهل تكون أنت أقدس، أو أقوى، أو أحكَم، أو أطهر منه؟ حاشا! لذا، إن توقَّفْنا عن سماع مشورة الربّ، نُشْبه سيارةً نفد الوقود منها، فلا يعود مُحرِّكُها يعمل.
ب. في المُقابِل، بعض الأشخاص المهووسون بالاختلاء بالله، يُشبِهون سيارة متوقِّفة، وخزّانها ممتلئ بالوقود، ومع ذلك يُضيفون لها الوقود، فيَفيض خزّانها على الأرض وهي متوقِّفة! فماذا ينفع هؤلاء الأشخاص المصابون بـ"تُخْمة" الاختلاء وهم منعزلون عن العالم، في حين أنّ الناس في حاجة إليهم؟
5. وازِنْ بين حلّ المشاكل والغرق فيها.
أ. القائد الناجح لا يهرب من المشاكل، إنّما يسعى إلى حلِّها. لم يهرب المسيح من المشاكل حين دخل إلى الهيكل، بل سعى نحو مواجهتها لكي يُعلن مشيئة الربّ. كما أنّه لم ينزلق في حياته إلى صراعات أخرى لا قيمة لها، ولم يغرق في مشاكل الناس بين المدارس اليهودية، والأحزاب السياسية كإعطاء الجزية لقيصر أم لا؛ وإن كان يوحنا المعمدان من الله أم لا...
ب. إن لم تُحَلَّ المشاكل، تكبُر ويكبُر تأثيرها على حياتك، أمّا إذا حلَلْتَها فتزول. بعض الأشخاص يسعَون وراء المشاكل، لِتُعطِيَهم معنًى وجودِيًّا. فيُوجِدونها أينما وُجِدوا لكي ينشغلون في حلّها.
ج. اسأل نفسك، هل تقضي وقتًا في الثرثرة والكلام عن المشاكل ومحاولة حلِّها، أم أنَّك تهرب من كلّ المشاكل، مخافة مواجهتها، لأنّها تسبَّبتْ لك بالألم في الماضي؟
د. بين 70 و 80 في المئة من المشاكل تُحَلّ وحدها مع مرور الوقت. بينما جزء صغير منها يحتاج إلى تدخُّلِك. ومتى انْحَلَّتْ، تعلَّمْ منها، واقفِزْ فوقها ولا تَعُدْ إليها بعد.
6. وازِنْ بين العطاء والأخذ
للأَخْذِ علاقةٌ بالحاجة وبإدراك أنّ الإنسان لا يعيش وحده. فهو يأخذُ وقتًا، نصيحةً، مالًا، دروسًا، خبرةً... والله يضع له أشخاصًا في كلّ مرحلة ليستفيد منهم شيئًا؛ ومن جهة أخرى، لِلعطاء علاقة بالإيمان، فالعطاء أكثر غبطة من الأخذ. وعندما يُعطي المحتاج، يتلو بعطائه هذا فعل إيمان: أنّ الله قادر أنّ يَسُدُّ كلّ احتياجه. (في حين قد لا يشعر الغَنِيّ بذلك، لكن الله يُبارِك أيضًا). "من يرحم يُعطي/الفقير يُقرِض الربّ، وعن معروفه يُجازيه". (أمْ 19: 17).
أعطانا المسيح حنانًا وحبًّا ووقتًا وعِلْمًا ومعرفةً وقوّةً وسلطانًا وشفاءً، وأعطانا حياته، ولم يأخُذْ منّا شيئًا (بل أخذ طبيعتنا البشريّة، رغم أنّه لا يحتاج إليها، وذلك ليرفعنا إليه بِتواضعه، فنصير إخوة له). وكانت لديه بيوت مفضَّلة يمكث فيها (رأيناه في بيت سمعان، وبين مريم ومرثا...)، وفي لوقا 8: 3 "يتكلَّم عن نساءٍ كثيرات كُنّ يَخْدِمْنَه من أموالهِنّ".
وأنت ماذا تعطي؟ تعطي وقتًا، أو مالًا، أو خبرة، أو علمًا، أو معرفة؟ لكن، هل تُعطي ذلك بِتوازن؟ إن كنتَ تُعطي دومًا ولا تأخذ شيئًا، فإنّك تجِفّ؟ إن شربْت من كوب الماء ولم تزوِّدْه بعد الشرب بالماء، تُروي عطشك ويفرغ الكوب! وإذا كنت تأخذ لك الوقت، وتحتفِظ بالمال والخبرة والمعرفة، فإنّك لن تستفيد منها، إن لم يستفِدْ منها الآخر. وتُضيّع كلّ هذه الأمور عليك، وينطبق عليك قول الإنجيل: "هذه التي أعدَدْتَها لِمَن تكون؟" كذلك "مَنْ يكنز لنفسه ولا يستغني بالله" (لوقا 12: 20-21). إن كنتَ مُتْخَمًا بالغنى والمعرفة و...، فمِنَ الحكمة أن تعيشها وتختبرها في مشاركتها مع الناس.
7. وازِنْ بين الخدمة والقيادة
أ. كان المسيح يُدرِك هذا التوازن. فشفى المرضى، طهَّر البُرص، فتح أعين العميان، أرشدَ إلى طريق الملكوت، حرَّر البشر من الشياطين، وأشبع الجموع. وبالإضافة إلى ذلك أرسل التلاميذ إلى العمل والخدمة، أوصاهم بما عليهم أن يفعلوا.
ب. يُريد البعض أن يستأثِروا بالقيادة وحدهم (أنا أقود هذا المشروع، وإلّا لن أنخرط فيه؛ أو إن لم أرأس الاجتماع لن أخدم، ولن أساعد...). والبعض يُريدون الخدمة فقط، ويهربون من تحمّل المسؤوليّة. أَليسَ من الأنسب أن تُعلِّم أحدًا غيرك لكي يُساعِدك ويُصبح أهلًا للعمل مثلك؟
ج. إن لم تُبادر إلى الاستعانة بغيرك، ستبقى محدودًا. إن كنتَ مثلًا أحد المسؤولين في مدرسة. ولديك مائة صندوق كتب تريد أن تنقلها إلى المستودع. هل تستدعي الطلّاب لينقلوها، وتجلس أنت تتفرّج عليهم؟ أم إنّك تحمل كلّ هذه الصناديق بذاتك، وتُصاب بوعكة صحّيَّة؟ أو إنّك تدعو الطلّاب لِيُساعِدوك في حمل الصناديق، ثم تُعلِّمهم كيف يرفعون الصندوق، ويسيرون على مهل لكي لا يؤذوا أنفسهم؟ فأيٌّ من هذه الحلول تختار؟
8. وازِنْ بين قضاء وقت مع أتباع المسيح ومع غيرهم
تعامل المسيح في حياته على الأرض بين عدّة أنواع من الناس: * المتديّنون، والفريسيّون، والكتبة وغيرهم، ولم يُعطِهم كبير اهتمام كبير. * التلاميذ، المساكين بالروح، الحزانى، الوُدَعاء، العِطاش إلى الِبرّ، الرُحماء، الأنقياء القلب الذين آمنوا بالمسيح. * المرضى، العشّارون والخطأة، والذين يعيشون في الظلمة بعيدين عن الله، الزُّناة، السُّرّاق، الأشرار، الخدام المنشغلون بالخدمة...
الكنيسة عندما تنمو تهتمّ بكافّة جوانب الحياة، وبالاستمرارية، ولكنّها غالبًا ما تنسى الخطاة. طبعًا، تصنيف الناس أمر لا نُحبِّه. إنّما يجب أن يكون لنا نشاط خارج الكنيسة لإيصال البَرَكة إلى العالم، في العمل، في مركز الرياضة، أو النزهات أو غيرها من النشاطات...
9. وازِنْ بين تطوير المواهب وتشكيل الشخصية
جميل أن تتمتَّع بمواهب كثيرة، لكن صعب أن تكون شخصيَّتك مريضة! وأن كنتَ تتمتّع بشخصيَّة جميلة، وليس عندك مواهب! فكيف تُفيد الخليقة؟ في رومية يتكلَّم عن المواهب الروحية، ولكنّه يختم بعبارة: "ولكن جِدّوا للمواهِبِ الحُسنى، وأنا أيضًا أُريكم طريقًا أفضل". فما هي هذه الطريق؟ إنّها طريق المحبّة، التي من خلالها، وبمساعدة المواهب والمهارات تتشكَّل الشخصية. لذا،
أ. عليك أن تُطوِّر مواهبك، بتعلُّم مهارات جديدة تطمح إليها (قيادة السيارة، تعلُّم الغناء وحسن أداء الصوت...) وأن تُوازِن بين المواهب والمهارات من جهة، وبين المواهب الروحيّة وثمر الروح من جهة أُخرى.
ب. عليك أن تُشكِّل شخصيتك باعتماد العادات الجيّدة: كإلقاء التحيّة على من أُصادفهم؛ تقبيل زوجتي وأولادي عندما أدخل إلى البيت؛ أُحسِنُ معاملة زملائي في العمل وجيراني في السكن؛ آخذُ بِعين الاعتبار كلّ انتقاد يُوَجَّه إليّ، وأسأل عن دوافعه لعلها صحيحة؛ أقبل الآخر كما هو؛ أحاول ألّا أُسيئ إلى أحد، وألّا أحقد على أحد. كلّ هذه وكثيرٌ مثلها تُساعدك على اكتساب شخصيّة متوازنة وبنّاءة، تُفيدك شخصيًّا وتُفيد مَن هم حولك، عملًا بالآية: "لا تَغْرُبِ الشمسُ على غَيْظكم".
وفي المُقابِل، أبتعِدُ عن العادات المسيئة: كالأكل بلا ضوابط؛ والتدخين المفرط؛ ومشاهدة أفلام بلا مغزى، أو غير بريئة؛ أو السهر الماجن، ومضيعة الوقت في أمور بذيئة، أو في كلام فارغ من المعنى وبعيد عن الأخلاق؛ أو قضاء وقت مع الأشخاص الخطأ... كلّ هذه وكثيرٌ مثلها لا تساعدك على بناء شخصيَّة متوازنة وبنّاءة، بل تترك أثرًا سيّئًا في مَن هم حولك، تقول الآية: "طوبى للرجل الذي لم يسلك في مشورة الأشرار..."
ج . اجعلْ في حياتك أشخاصًا يقولون لك الحقيقة بجُرأة. واسْمَعْ دومًا أقوال الناس الحكماء.
10. وازِنْ بين التكلّم والصمت.
هناك أُناس يتكلَّمون دون توقُّف؛ وأناس قلّما يتفوَّهون بكلمة! وغالبًا ما نُسرع في التكلُّم فَنُخطئ، وأحيانًا نسكتُ عن الحقّ، في الوقت الذي يجب أن نَتكلَّم فيه. فهلّا أقمنا التوازن في حياتنا؟
نسكت عن الحقّ في اجتماعاتنا، لكيلا نُحسَب على فلان؟ أو نتشاجر وتعلو أصواتنا، فلا نعود نُصغي إلى الآخر. فهل المهمّ أن أُدافع عن وجهة نظري أو أن أفرِضَها على الحضور بأيّ ثمن؟ الأحرى بك أن تسكتَ لِتَسمَع وجهة نظر الآخر. ولكن للأسف، إمّا أن يسكُتَ البعض احتقارًا، وإمّا يتكلَّمون باستهزاء. في هذا المجال، كان المسيح مُمَيِّزًا في تصرّفه، يُعلِّم بلا كلل ولا ملل، يُخاطِب البعيدين والقريبين، واستطاع بكلامه أن يُؤثِّر على الناس بشكل إيجابيّ جدًّا ويُغَيِّر حياة بعض السامعين إلى الأبد. ولكنّه عرفَ أحيانًا أن يصمت (أمام رئيس الكهنة كان صامتًا ولم يُجب بشيء؛ أمام الذين طلبوا رجم المرأة الزانية، راح يخطّ بإصبعه على الأرض). وفي الناصرة، لم يصنع معجزات بسبب عدم إيمان الناس به.
يقول يعقوب: "لِيكُنْ كلّ إنسان مسرِعًا في الاستماع، مُبْطِئًا في التكلُّم!" الشخصيَّة المستقيمة شخصيَّة متوازنة، فهل أنا مُتَسَرِّع في الكلام؟
في الختام، واجب على كلّ واحد أن يبني شخصيَّته، وبالشكل الأفضل، لِتتمّ إرادة المسيح لِنكون "ملح الأرض"، "نور العالم"، و"الخمير في العجين".
نُصَلّي.
الكلمة
عن هذه الخطة
التغيير هو مشروع عمل من بين مشاريع كثيرة يمكننا أن نقوم بها، ولكنّ المشروع الأهمّ هو"بناء" شخص. الذين يُغيّرون العالم هم أشخاص، أمّا المشاريع فتتبع. الكلُّ اليوم لديه مشاريع يقوم بها، لكنّ مشروعنا نحن هو الإنسان، هو "أنت". لكي تكون ناجحًا تحتاج إلى شخصيّة مُستقيمة مُتكاملة. وسنتأمل بخصائصها وميزاتها لأنّها عمليَّة جدًّا، وإذا اعتمدناها نتفوَّق وننجح في كلّ ما نقوم به.
More
نود أن نشكر Resurrection Church على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://www.rcbeirut.org/