شخصية حسب قلب اللهعينة

شخصية حسب قلب الله

يوم 4 من إجمالي 6

ضرورة الاختلاء بالله

في أحاديثنا عن صفات الشخصيّة المُتكامِلَة والمنسجمة، تكلَّمنا سابقًا عن معنى وضرورة الاستقامة وبناء الثقة، وعن ضرورة القراءة الصحيحة للواقع، ثمّ تكلَّمنا مؤخَّرًا عن الإنتاج: من ثمارهم تعرفونهم. كلّ شجرة صالحة تُثْمِر ثمرًا صالحًا، وكلّ شجرة رديئة تُثْمِر ثمرًا رديئًا. ونُتابع اليوم هذا الموضوع، فنتكلَّم عن صفة ضروريَّة جدًّا لِتكوين الشخصيّة مُتكامِلَة، وهي الاختلاء بالنفس مع الله.

معلومٌ أن لا أحد يُصبِح مستقيمًا أو ناجحًا، أو بارعًا، أو معلِّمًا متفوِّقًا، أو أبًا متميِّزًا، أو عازفًا موسقيًّا من الطراز الأول عن طريق الصدفة. فإذا كان على كلّ واحد أن يعمل جهده لبناء شخصيّته، عليه أن يَعِيَ ذاته أوّلًا ويكتشف مكامنها ويسبر أغوارها، ليستطيع التحكُّم بها، فيُنظِّمها ويُسيطر عليها. ولكي ينجح إنسانيًّا وروحيًّا في مهمَّته هذه، عليه أن يجلس مع ذاته أمام الله.

يقول كاتب المزمور 119 العدد 59: "تفكَّرْتُ في طُرقي، ورَدَدْتُ قدميّ إلى شهاداتك". وفي مراثي ارميا (3: 40) يقول: "لنفحص طُرقَنا ونمتَحنْها ونرجع إلى الرب". وداود يقول: "اختبِرْني يا الله واعرِفْ قلبي. امتحِنّي واعرِفْ أفكاري. وانظر إن كان فيّ طريقٌ باطلٌ، واهْدِني طريقًا أبديًّا" (مز 139: 23-24). (يعي الإنسان ذاته أوّلًا، لِيُصحِّح مسارَه بِنورِ وهَدْي الربّ). وإعادة تشكيل الذات تتطلَّب معرفة الذات، ومعرفة الذات تحتاج إلى النور الإلهي. إذًا أهمّ عمل يقوم به الإنسان هو إعادة النظر في حياته (إعادة تشكيل ذاته) أمام الله، ليُصلِح اعوجاجها، فتكون بلا عيب أمام الله والناس، ويستطيع التأثير في العالم. لأن لا شيء يُغيِّر العالم مثل حياةٍ مُستقيمة. قال المسيح: "أنتم نور العالم"، "أنتم ملح الأرض". يُرَدِّد: "أنتم...، أنتم..."، أي علينا تغيير ليس ما يظهر من حياتنا، بل ما نحن عليه ونعيشه فعلًا لا قولًا.

لماذا الاختلاء بالذات أمام الله ضرورة من أجل تحقيق الاستقامة؟

1. لأن الإنسان خاطئ ومُعرَّض دومًا للسقوط:

"ليس بارٌ ولا واحدٌ. ليس من يفهم. ليس من يطلب الله. الجميع زاغوا وفسَدوا معًا.ليس من يعمل صلاحًا ولا واحد". قد لا توافق معي أيها الإنسان على ما هو مكتوب؟ ولكنّنا نظنّ أحيانًا أنّه يكفي أن يصرخ الإنسان الخاطئ إلى الله ويستنجد به، ليكون كلّ شيء بعد ذلك على ما يرام! لكنّ ذلك غير صحيح، لأنّنا كما نحتاج إلى القوت اليومي ليعيش جسدنا، كذلك نحتاج إلى القوت السماوي كلّ يوم لتحيا به أنفسنا. ونحن في حاجة إلى الله باستمرار لكي لا نسقط في التجارب. قال المسيح: "اسهروا وصلّوا لكي لا تَقَعوا في تجربة" (متى 26: 41). وقال أيضًا: "لا يَدَع رجلك تَزِلّ". ومع ذلك، من دونه نَزِلّ كلّ لحظةٍ وكلّ ساعةٍ وكلّ يومٍ. حتّى ولو كنتَ مؤمِنًا منذ سنين عديدة، وحتّى لو كنتَ قائدًا عظيمًا، فأنتَ، من دون الاختلاء به، معرَّضٌ للزلل والانحراف عن الصواب وتدمير كلّ ما بنَيْتَه. كلٌّ منّا بحاجة إلى نور المسيح لِيُضيء باستمرار ظُلمات القلب، ويشفينا.

تقول ورث بارتن، في كتابها "تعزيز روح القيادة":

"يصعب عليّ المبالغة إن قلت، إنّ القائد الذي لا يدعو الله دائمًا إلى فحصه، وقيادته، يُصبِح قائدًا خطرًا جدًّا. لا نبالغ إن قُلنا إنّ القائد يغدو متعطِّشًا وجائعًا لإشباع حاجاته، إن لم يجد الوقت لِيَد الله المُحِبَّة والشافية لكي تلمسه وتلمِس هزيمته (انكساره) بطريقة تَستعيد صحَّتَه وتوازنَه. إنّ رِحلة معرفة الذات تأخذنا إلى ما وراء الذات الزائفة لنعيش ونَقودَ الآخرين من خلال الذات الصادقة، وهو أمر صعب، لكنَّه يستحِقّ كلَّ عناء. فاكتشاف حقيقة الذات يُساعِدنا أن نتحرَّر لِنَقودَ بوساطة حياةٍ أصدق، حياةٍ مجبولة بدوافع أصدق، كائنةٍ في كياننا، وضعها الله فينا قبل خَلْق العالم".

(الموقع، ١٢٥٣Ruth Haley Barton, Strengthening the Soul of Your Leadership,).

كلَّما أمضينا وقتًا في حَلِّ مشاكل الناس، والإصغاء إلى همومهم، زادَ تأثُّرنا بهم وانزلاقنا نحو التعلّق بِهمومهم. في حين تتطلَّب الاستقامة في الحياة خلوةً مع الله، لأنّه كما تكون هذه الأرض في ظلمة من دون نور الشمس، هكذا تكون النفس غارقة في الظلمة من دون نور يسوع، نور العالم. والخلوة هي فرصة لكي يخترق النورُ الإلهيّ الكيانَ البشريّ ويشفِيَه.

2. لأنّ المشكلة تبدأ عادةً في الداخل:

يقول المسيح: "لأنّه من الداخِلِ، من قُلوبِ الناس، تَخرُجُ الأفكارُ الشّريرةُ زِنىً، فِسقٌ، قَتلٌ، سَرِقَةٌ، طمعٌ، خُبث، مَكْرٌ، عَهارَةٌ، عَيْنٌ شِرّيرةٌ، تَجْديفٌ، كِبْرِياءٌ، جَهْلٌ. جَميعُ هَذِهِ الشُّرورِ تَخْرجُ من الداخِلِ وتُنَجِّسُ الإنسانَ (مرقس 7: 21-23).

يتطلَّب النجاح أن نعترف أوّلًا أنّ المشكلة تبدأ عادةً فيّ، وتتمَحْوَر حول ذاتي؛ المشكلة ليست هناك، بل فيّ، في كبريائي وجروحي التي أحمِلُها وليست في الآخر. ولكي أربح أيَّ معركة، عليّ أن أنتصر أوّلًا على ذاتي وليس على الآخر، فأكون دومًا رابحًا. ولكي أقودَ الآخرين، عليّ أن أتعلَّم كيف أقود نفسي أوّلًا.

وفي ذلك تُضيف بارتون: "فقط أولئك الذين اخْتَبَروا تحريرَ الله على هذا المستوى، هم قادرون على قيادة الآخرين في الحرِّيَّة. إن من له الشجاعة أن يمتطِيَ الوحوشَ الساكنةَ فيه، المكوَّنَة من الغضبِ والجَشَعِ والغَيْرَة والأنانِيَّة والخوف والعنف، ويَغْلِبَها، يكون الأصدق في قيادة الناس بِشكل فعّال. فقط أولئك الذين واجَهوا الجانبَ المُظلم في حياتهم، يمكن الوثوق بهم لِقِيادة الآخرين في اتِّجاه النور".

(الموقع 382 Ruth Haley Barton, Strengthening the Soul of Your Leadership,).

والخبر السارّ أن الله أنقذنا من سلطان الظلمة بِيسوع المسيح، ونقلنا إلى ملكوت محبَّته، الذي لنا الفداء وغفرانَ الخطايا بدمه. لقد هزم المسيح على الصليب كلّ هذه الوحوش، وجرّد الرياسات والسلاطين، ظافِرًا بِهِمْ جهارًا.

3. لأنّنا غالبًا لا نعي الظلمةَ الموجودةَ فينا:

يقول إرميا (17: 9) : "القلبُ أَخْدَعُ مِنْ كُلِّ شيءٍ، وهو نَجيسُ مَنْ يَعْرِفُهُ؟". وقد عَبَّرَ داود عمّا في قلبه عندما قال: "لِأنّي عارِفٌ بِمَعاصِيَّ، وخطيّتي أمامي، دائِمًا. هأنذا بالإثْمِ صُوِّرْتُ، وبِالخطيَّةِ حبِلَتْ بي أُمي" (51: 3 ، 5).

يخدعُنا الشيطان أحيانًا ليس فقط بِإغرائنا فنُخْطِئ، بل يُغَذّي فينا الكبرياء أيضًا، لدرجة أنّنا لا نعترف بخطيئتنا، فنَعْمَى عن أفعالنا، ونُحارِبَ الآخر الذي يَتصرَّف مثلنا دون أن نَدْري.

يقول جون ويلش في كتابه "الحُجاج الروحيّون: وتيريزا الأفيلّيّة":

"تلك الأشياء البشعة التي فينا، والتي لا يُمكِن أن نَقْبَلَها، نُلْقيها على الآخرين. فإن كنتُ لا أعترفُ بِوجودِ ظِلّي المُعتِم والمظلم بِجانِبي، سوف أَجِدُ، ومِنْ دون وَعْيِ، شخصًا آخرَ يَحمِلُ ظِلّي هذا. فعندما أُسقِطُ ظِلّيَ البَشِع على الآخرين، لا أعود أحتاج إلى أن أَشْعُرَ بالاستياء من نفسي. ظلامي هو الآن خارجًا في الآخر، وهكذا أستطيع أن أُقاتِلَه هناك في الآخر، بدلًا من أن أُحارِبَه في نفسي، وهي الساحة الحقيقيَّة".

وكلّما أقضي وقتًا مع ذاتي، تزداد قناعتي بِمعطوبِيَّة الإنسان ومحدوديَّتِه، ومخاوفه، وضعفِه، وحاجةِ الإنسانِ الغارِقِ في الخطيئة لِمَنْ يأتي من خارج ويُخَلِّصُه. كلما صرفْتُ وقتًا مع نفسي، تفهَّمْتُ أكثر أنّ الآخر معطوب مثلي، وتمسَّكْتُ أكثر بنعمة الله، وتضاعفَ غرامي بِيسوع".

(John Welch, Spiritual Pilgrims: Carl Jung and Teresa of Avila, p. 121).

وللقادة أقول: ارجوكُمْ أن تُنَمّوا شخصيّاتكم، وتتفَحَّصوا أنفُسكُم بِشكلٍ مستمِرِّ. لكي لا تُدَمِّروا نفوسكم وكلّ مَنْ حَوْلَكُم.

وفي كتاب اسمه: "التَّغَلُّبُ على الجانِبِ المُظْلِمِ في القِيادَةِ"، يقول غاري مانتوش وساميل ريما:

"إنّ الجانبَ المظلِمَ في حياتنا هو في الواقع نتيجةٌ طبيعيَّةٌ للنُّمُوّ البشريّ. فالدوافعُ الداخليَّة، والخلل المستمِرّ غيرُ المفحوصِ في شخصيّاتنا، والذي يبقى مجهولًا لدينا إلى أن نَختَبِرَ انفجارًا عاطفيًّا مؤلِمًا [...]. في بعض الأحيان يبدو الجانب المظلم فينا وكأنَّه يقفز علينا فجأةً وبشكلٍ غير متوقَّع، ولكن في الواقع، تَسلَّل علينا هذا الجانب بِبُطء، وربّما كان ينمو فينا لسنينَ عديدةٍ، إلى اللَّحظة التي يَنفجر ويَخرج إلى العَيان. [.....] إنّ الشعورَ بعدم الأمان، والشعورَ بِالنقص، والحاجةَ التي كانت لدينا إلى الحصول على رضى الوالدين وتشجيعِهم الذي لم يَحدثْ في طفولتنا، يَقف خَلْفَ السببِ الذي يَدَعُ القادَةَ لِأن يَجتهدوا ويُصبِحوا ناجحينَ، وهذه الضعفات غالبًا ما تكون هي نفسُها التي تُسبِّب سقوطَهم وفشلَهم".

(Gary McIntosh and Samuel Rima’s, Overcoming the Dark Side of Leadership, p. 28)

لا شيء يُداوي جروحَ الماضي مثل يَدَي المصلوب، التي ثُقِبَتْ بِسبب جروحِك. "مُحْتَقَرٌ ومَخْذول من الناس، رجلُ أوجاعٍ ومُختَبِر الحزنَ، وكمُستر عنه وجوهنا، محتَقَر فلم نعتَدَّ به، لكنّ أحزاننا حمَلَها وأوجاعنا تَحَمَّلَها، ونحن حسِبْناه مُصابًا من الله مذلولًا وهو مجروح لأجل معاصينا، مسحوق لأجل آثامنا تأديب سلامنا عليه وبحبره شفينا. كلنا... والربُّ وضعَ عليه إثم جميعنا" (أشعياء 53: 3-6).

4. لأنك لا تستطيع أن تقود الناس إلى الاختلاء بالله، ما لم تَخْتلِ به أنتَ أَوّلًا:

رأى المسيح سمعان واندراوس يُلقيانِ الشبكة، فقال لهم: هلمّا ورائي فأجعلُكما صيّادَي الناس. تُرى، هل كانا يقدران أن يصطادا الناس لِلحياة، لو بَقِيا صيادَي سمك؟! طبعًا لا، لأنّهم لن يَقدروا أن يأخذوا لهم تلاميذ، ما لم يكونوا هم أوّلًا تلاميذ.

قبل أن يَعِظ بطرس الذين كانوا في بيت كرنيليوس، ويَنْسَكِب الروح ويَعْتمد الحاضرون (أعمال 10)، حَدَثَ لِبطرس أن صعد على السطح لِيُصلّي، ترآى له سماطٌ كبير عليه كلّ حيوانات الأرض، وإذا صوت يقول له: "قُمْ يا بطرس اِذْبَحْ وكُلْ" فأجابه بطرس: "حاشا يا ربّ، فإنّي لم آكل شيئًا نجسًا!"، فأجابه الصوت: "ما طهَّره الله لا تُنَجِّسه أنت". وتكرّر المشهد ثلاث مرّات. وإذا بالرجال الذين أوفدهم كرنيليوس بِباب الدار، ففهم بطرسُ دعوةَ الله ورغبته في خلاص الأمم. حينئذٍ دخل إلى بيت كرنيليوس... فتلكَ قاعدةٌ ذهبية إذًا: إنْ لم تتغيَّرْ أنتَ، لن تقدر أن تُغيِّرَ الآخرين. ولن تستطيع أخذ الناس إلى موضع لم تذهَبْ أنتَ إليه أوّلًا.

إخوتي في كنيسة المسيح، أيّها القادة المدراء، والموظّفون، الرعاة والمرشدون، وقادة المجموعات. لا تتوقَّعوا أن يتغيَّر الناس إن لم تتغيَّروا أنتم أولًا، ولا تتوقَّعوا أن يسلك الناس درب القداسة إن لم تسلكوا أنتم بقداسة، ولا تتوقَّعوا من الناس النضوج إن كنتم أنتم لم تنضَجوا. إنّكم لا تستطيعون أن تأخذوا شخصًا إلى أيّ مكان، ما لم تذهبوا أنتم إليه أولًا.

يقول السيّد هنري نُوِن في كتابه "الشافي المجروح": "إن الوهم الكبير هو الاعتقاد أنّه يُمكِن للقائد أن يُخرج شخصًا من الصحراء، ما لم يكن هو قبلًا هناك. وأفضل مرشد لأيّ رحلة، هو شخص سبق له أن زارَ المكان من قبل.

(Henri Nouwen, The Wounded Healer, p. 72.)

لا نستطيع أن نُروي عطش الناس إلى يسوع إن لم نَرْتَوِ نحن منه أوّلًا. وإن لم نَختلِ يوميًّا بيسوع، نَفقد تدريجيًّا القدرة على الإصغاء إلى صوت الله وما يريدُ منّا، وبالتالي الإصغاء إلى حاجات الناس. عندما تزرع الكنائس، يكون كلّ شيء على ما يرام، ويَعُمّ الفرح كلّ الناس، ولكن إذا لميُحافَظ على مبدأ الاختلاء بالربّ، يُستنزف الخادم بعد مرور عدَّة سنوات، ويفقِد فاعليّته تجاه الآخرين وتجاه نفسه. ومن دون الربّ لا نستطيع شيئًا. الحياة المسيحيّة والخدمة المسيحيّة تُشبهان مَنْ يذهب إلى الحرب، فَيُصاب ويتألَّم ويتعب نفسيًّا وجسديًّا.

ما من أحدٍ يمشي على الجمر ولا تَكْتَوي رجلاه! فيُصبِح في حاجة إلى مرهم الروح القدس ويَدَي السيِّد لِيَعْتَنيا بقدمَيه،والكارثة! إذ لم يُسمَحْ لِيَد المصلوب ومرهم الروح أن يُضمِّدا جراحه.

يُروى أنّ شابًا صنع سفينة صغيرة من خشب، وجعلَ لها سارِيَةً جميلةً، وجمعها بإتقان، ودهنها وزيَّنها. وفي أحد الأيام وضع السفينة في الماء وراح يتأمّلها فرحًا بما عمل، وإذا بِريح قويَّة تأخذ السفينة بعيدًا، فغابت عن ناظريه، وبقي زمنًا طويلًا يبحث عنها، لكن دون جدوى. وبينما هو يومًا في السوق، مرَّ بجانب متجر للتحف، ورأى سفينته خلف الواجهة الزجاجيّة. فصرخ فرحًا: "سفينتي، ها هي سفينتي!" ودخل مسرعًا وقال لصاحب المتجر: "أُريدُ سفينتي، أعطني سفينتي!" فسأله صاحب المتجر: "من أنت؟" فأجاب: "أنا صاحب هذه السفينة"، فقال له: "إن تدفع لي المال، تأخذها". فذهب وأحضر مالًا واشتراها. ولمّا خرج من المتجر قال لسفينته التي كُسِرَتْ سارِيَتها وخُلِّعَتْ أبوابها: "أنتِ عُدْتِ لي مرّتين، مرَّةً عندما صنعْتُكِ، وأُخرى عندما اشترَيْتُكِ".

وأنتَ، يقول لك الله الذي خَلَقَك وافتداك: "مرّةً خلقتُك وأُخرى اشتريتُكَ!"

فَيا "سفينةَ" يسوع، يسوعُ مُصمِّمُك وقبطانُك وبحرُك! عِشْ في بحره، وَالْقَ في حضنه الأمان والسلام والاستقامة والنجاج.

نُصَلِّ.

يوم 3يوم 5

عن هذه الخطة

شخصية حسب قلب الله

التغيير هو مشروع عمل من بين مشاريع كثيرة يمكننا أن نقوم بها، ولكنّ المشروع الأهمّ هو"بناء" شخص. الذين يُغيّرون العالم هم أشخاص، أمّا المشاريع فتتبع. الكلُّ اليوم لديه مشاريع يقوم بها، لكنّ مشروعنا نحن هو الإنسان، هو "أنت". لكي تكون ناجحًا تحتاج إلى شخصيّة مُستقيمة مُتكاملة. وسنتأمل بخصائصها وميزاتها لأنّها عمليَّة جدًّا، وإذا اعتمدناها نتفوَّق وننجح في كلّ ما نقوم به.

More

نود أن نشكر Resurrection Church على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: https://www.rcbeirut.org/