سفر صموئيلعينة
نزاهة داود (1 صموئيل 22: 1-23: 29).
إنَّ أوَّلَ جزءٍ هو الواقعةُ الشهيرةُ لـداودَ في عينِ جديٍ في 23: 29-24: 22. بعدَ أنْ رحلَ شاولُ لكي يحاربَ الفلسطينيِّينَ، تحرَّكَ داودُ شرقًا إلى مكانٍ معروفٍ بعينِ جديٍ. لكنْ عندمَا انتهتْ معركةُ شاولَ، ذهبَ وراءَ داودَ من جديدٍ. على الطريقِ، توقَّفَ شاولُ لقضاءِ حاجتهِ في مغارةٍ. وفي إحسانِ الرَّبِّ، كانَ داودُ مختبئًا في نفسِ هَذهِ المغارةِ. كانَ يُمكنُ لداودَ أنْ يقتلَ شاولَ بسهولةٍ، لكنْ بدلاً منْ ذلكَ، قطعَ فقَط طرفَ جبَّةِ شاولَ. ولكي يسلِّطَ الضوءَ على مدى حساسيَّةِ ضميرِ داودَ للخطيَّةِ، أشارَ كاتبُنَا إلى أنَّ داودَ شعرَ بتأنيبِ الضميرِ تجاهَ حتَّى هَذاَ الفعلِ البسيطِ ضدَّ مسيحِ الرَّبِّ. لذَا، في الصباحِ التاليِ، دعَا داودُ شاولَ من على بُعْدٍ. وأوضحَ لشاولَ أنَّهُ أبقى على حياتهِ، وأنَّهُ كانَ في إمكانهِ أنْ يؤذيَهُ. ثمَّ، في لحظةٍ قصيرةٍ منَ الصراحةِ الملحوظةِ، قالَ شاولُ لداودَ في 24: 17 "أنتَ أبَرُّ مِنِّي، لأنَّكَ جازَيتَني خَيرًا وأنا جازَيتُكَ شَرًّا". وفي 24: 20 اعترفَ شاولُ بنفسهِ: "والآنَ فإنِّي عَلِمتُ أنَّكَ تكونُ مَلِكًا وتَثبُتُ بيَدِكَ مَملكَةُ إسرائيلَ".
في الجزءِ الثانيِ، يصفُ كاتبُنَا ما حدثَ بينَ داودَ وأبيجايلَ في بريَّةِ فارانَ في 25: 1-44. لا يُذكَرُ شاولُ في هَذاَ الجزءِ، لكنْ كاتبُنَا بدأَ بملحوظةِ أنَّ صموئيلَ ماتَ وأنَّ كلَّ إسرائيلَ حزنَ عليِهِ. وأغلب الظنِّ أنَّهُ ذكرَ هَذاَ لكي يشيرَ إلى أنَّ كلاًّ منْ داودَ وشاولَ كانَا حاضرَينِ في دفنِ صموئيلَ بمقتضى هدنةٍ مؤقَّتةٍ. هَذَا الأمرُ في حدِّ ذاتهِ يكشفُ كيفَ أنَّ عداوةَ شاولَ كانتْ قد خمدتْ. لكنْ داودُ لم يجازفْ وهربَ فورًا من وجهِ شاولَ إلى المناطقِ الصحراويَّةِ في جنوبِ يَهوذَا، إلى بريَّةِ فارانَ. هُناكَ، أكَّدتْ أفعالُ داودَ براءتَهُ مجدَّدًا.
فنسمعُ عن امرأةٍ جميلةٍ وذكيَّةٍ تُدعى أبيجايلَ وعن زوجِهَا القاسيِ الشرِّيرِ نابالَ، ومعنى اسمهِ "أحمقَ". بعد أنْ عاملَ رجالُ داودَ رعاةَ نابالَ جيِّدًا ووفَّروا لهُمْ الحمايةَ في البريَّةِ، طلبَ داودُ من نابالَ هديةً لغذاءِ رجالهِ. لكنْ عندمَا رفضَ نابالُ بحماقةٍ طلبَ داودُ وأهانَ رسلَهُ، جهَّزَ داودُ رجالَهُ لمهاجمةِ بيتِ نابالَ. تدخَّلتْ أبيجايلُ نيابةً عن زوجِهَا، بتقديمِ هديةٍ لداودَ وبالتوسُّلِ إليِهِ من أجلِ أنْ يصفحَ عن زوجِهَا. كمَا اعترفتْ أيضًا باتِّضاعٍ بصلاحِ داودَ. وحمدَ داودُ الرَّبَّ لأنَّهُ منعَهُ منَ الأخذِ بالثأرِ. وبعدَ ما يقربُ من عشرةِ أيَّامٍ، الرَّبُّ بنفسهِ ضربَ نابالَ وأماتَهُ. عندمَا تلقَّى داودُ خبرَ موتِ نابالَ، أجابَ في العددِ 39، "مُبارَكٌ الرَّبُّ الّذي ... أمسَكَ عَبدَهُ عن الشَّرِّ". وبعدَ ذلكَ بوقتٍ قصيرٍ، باركَ الرَّبُّ داودَ أكثرَ وأكثرَ عندمَا أصبحتْ أبيجايلُ زوجتَهُ.
ثمَّ ينتقلُ كاتبُنَا إلى داودَ في بريَّةِ زيفَ للمرَّةِ الثانيةِ في 26: 1-25. عادَ شاولُ لمطاردةِ داودَ مجدَّدًا. لكنْ داودَ ظلَّ بريئًا من فعلِ الشرِّ. في ليلةٍ، دخلَ داودُ إلى معسكرِ شاولَ ووجدَ شاولَ نائمًا ورمحهُ بالقربِ منْ رأسهِ. مثلمَا فعلَ سابقًا، رفضَ داودُ إيذاءَ شاولَ، لكنَّهُ أخذَ رمحَ شاولَ وكوزَ الماءِ الخاصَّ بهِ. في اليومِ التاليِ، باركَ الرَّبُّ داودَ من أجلِ ضبطِ نفسهِ. عندمَا تحدَّثَ داودُ وشاولُ من بعيدٍ، اعترفَ شاولُ ببراءةِ داودَ ونطقَ ببركةٍ على داودَ في العددِ 25 قائلاً: "مُبارَكٌ أنتَ يا ابني داوُدَ، فإنَّكَ تفعَلُ وتَقدِرُ".
يتناولُ الجزءُ الأخيرُ من خمودِ عداوةِ شاولَ وجودَ داودَ في فلسطينَ في 1 صَموئيلَ 27: 1-12. هربَ داودُ مرَّةً أخرَى منْ شاولَ، وهَذهِ المرَّةُ إلى أرضِ الفلسطينيِّينَ.
إنَّ قرارَ الرَّبِّ بمباركةِ داودَ واضحٌ لأنَّنَا، بعدَ أنْ نعرفَ أنَّ داودَ هربَ إلى مدينةِ جتَ، توقَّفَ شاولُ عنْ مطاردتهِ. وباركَ الرَّبُّ داودَ بطرقٍ أخرَى أيضًا. أعطى أخيشُ، ملكُ الفلسطينيِّينَ، داودَ مدينةَ صقلغَ لكي يعيشَ فيهَا. وعاشَ داودُ في صقلغَ لمدَّةِ سنةٍ وأربعةِ أشهرٍ وقادَ العديدَ منَ الهجماتِ الناجحةِ من هُناكَ. وهُنَا كانَ كاتبُنَا حريصًا جدًّا على أنْ يشيرَ إلى أنَّ داودَ لم يؤذِ أبدًا أيَّ شخصٍ منْ شعبِ الرَّبِّ. وبدلاً من ذلكَ، كانَ يساعدُ الفلسطينيِّينَ فقَط على مهاجمةِ أعداءِ شعبِ الرَّبِّ. إلاَّ إنَّ أخيشَ وثقَ بداودَ، معتقدًا أنَّ الإسرائيليِّينَ كرهَوهُ وأنَّ داودَ لم يكنْ لديِهِ خيارٌ آخرَ سوى البقاءِ وفيًّا له لبقيَّةِ حياتهِ.
عن هذه الخطة
تمثل خطة القراءة هذه مقدمة لسفر صموئيل (الأول والثاني)، وتشمل خلفية وظروف وأسباب كتابة هذا السفر، وكيف ينطبق على المؤمنين (أو المسيحيين) اليوم.
More
نود أن نشكر Third Millennium Ministries على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة: http://arabic.thirdmill.org/ |