رسائل بولس في السجن: بولس وأهل أفسسعينة
اليوم 02: القراء الثانويين في كولوسي 4: 16
نمت عدة كنائس في القرن الأول في وادي لايكوس. نعرف مثلاً أنه كانت توجد كنائس في مدينتي كولوسي ولاودكية، وهناك اعتقاد قوي يدفعنا إلى الإشارة إلى أنه كانت توجد كنيسة أيضاً في هيرابوليس. ومع أنَّ هذه الكنائس غير مذكورة في رسالة بولس إلى أهل أفسس، فإن هناك سبباً جيداً يدعونا للاعتقاد أنَّ بولس كان يفكر بها عندما كتب رسالته.
سوف نتطرق إلى نوعين من الأدلة التي تشير إلى أنَّ المؤمنين في كنائس وادي لايكوس كانوا القرّاء الثانويين لرسالة بولس. أولاً، الأدلة التي تشير إلى أنَّ بولس كتب لقرّاء غير معروفين، وثانياً ملائمة وصلة هذه الرسالة بكنائس وادي لايكوس. دعونا نلقي نظرة على بعض التفاصيل التي تشير إلى أنَّ قرّاء بولس لم يكونوا معروفين لديه. لنقرأ أولاً كلمات بولس في رسالة أفسس 1: 15:
لِذلِكَ أَنَا أَيْضًا إِذْ قَدْ سَمِعْتُ بِإِيمَانِكُمْ بِالرَّبِّ يَسُوعَ، وَمَحَبَّتِكُمْ نَحْوَ جَمِيعِ الْقِدِّيسِينَ. (أفسس 1: 15)
من الواضح أنَّ عدداً لا بأس به من قرّاء بولس كانوا قد آمنوا بدون أن يراهم بولس شخصياً. إنَّ كلمات بولس في رسالة أفسس 3: 2-3 تشير إلى الشيء ذاته:
إِنْ كُنْتُمْ قَدْ سَمِعْتُمْ بِتَدْبِيرِ نِعْمَةِ اللهِ الْمُعْطَاةِ لِي لأَجْلِكُمْ. أَنَّهُ بِإِعْلاَنٍ عَرَّفَنِي بِالسِّرِّ. كَمَا سَبَقْتُ فَكَتَبْتُ بِالإِيجَازِ. (أفسس 3: 2-3)
أشار بولس في جميع رسائله القانونية المعتمدة الأخرى إلى أنه كان يعرف قرّاءه معرفة شخصية وذلك من خلال كتاباته.
بعدما رأينا أنَّ من بين قرّاء بولس مؤمنين في كنائس غير معروفة لديه، أصبحنا مستعدين لنفحص الأدلة التي تشير إلى أنه كتب إلى الكنائس في وادي لايكوس، بما فيها الكنائس في كولوسي، ولاودكية، وهيرابوليس.
إحدى الصلات التي تربط الرسالة بوادي لايكوس نجدها في صديق بولس تيخيكس. بموجب أفسس 6: 21-22، وكولوسي 4: 7-8، سَلَّم تيخيكس رسالتين على الأقل من بولس: واحدة إلى كنيسة أفسس وأخرى إلى الكنيسة في كولوسي. وهناك احتمال كبير في أنه سلّمهما أثناء الرحلة نفسها. وكتب بولس أيضاً رسالة في الوقت نفسه إلى الكنيسة في لاودكية مع أنَّ هذه الرسالة لم تكنْ موجودة في ذلك الوقت.
ذكر بولس رسالته إلى اللاودكيين في كولوسي 4: 16 عندما كتب الكلمات التالية:
وَمَتَى قُرِئَتْ عِنْدَكُمْ هذِهِ الرِّسَالَةُ فَاجْعَلُوهَا تُقْرَأُ أَيْضًا فِي كَنِيسَةِ الّلاَوُدِكِيِّينَ، وَالَّتِي مِنْ لاَوُدِكِيَّةَ تَقْرَأُونَهَا أَنْتُمْ أَيْضًا. (كولوسي 4: 16)
من المنطقي أن نفترض أن تيخيكس سلَّم أيضاً الرسالة التي كتبها بولس إلى كنيسة لاودكية. كانت تلك أفضل الطرق لضمان أنَّ الكنيستين ستقرآن كلتا الرسالتين، ومن المنطقي أيضاً أن نفكر أنه حمل أيضاً نسخاً من رسالة أفسس إليهم ليقرأوها أيضاً.
الكلمة
عن هذه الخطة
البحث في كيفية تصميم بولس لرسالته إلى أهل أفسس كي يعلّم المسيحيين كيف يبنوا ملكوت الله وينموا فيه.
More
:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org