رسائل بولس في السجن: بولس وأهل كولوسيعينة
اليوم 06: مشاكل كنيسة كولوسي (الجزء 4) – الرياسات والسلاطين – كولوسي 2: 15
كما كنَّا قد رأينا، شجع المعلمون الزائفون في كولوسي المؤمنين على عبادة الملائكة والكائنات الروحية. وكان ردُّ بولس على هذه الهرطقة بالتشديد على تفوُّق المسيح على أية قوة أو سلطة إن في السماء أو على الأرض. وكتب عن تفوُّق وسمو المسيح في كولوسي 1: 16:
فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشًا أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ. (كولوسي 1: 16)
يذكر بولس في هذه الآية العروش والسيادات والرياسات والسلاطين. العروش والسيادات تترجم أشكالاً من الكلمات اليونانية "thronos" و"kuriotēs". جميع هذه الكلمات كانت تشير إلى الملوك البشريين وسلاطين آخرين على الأرض، ولكنها قد تشير أيضاً إلى الكائنات الروحية. والرياسات والسلاطين بدورهم، ترجمة للكلمات اليونانية "archē" و"exousia"، وهي كلمات تشير عادةً إلى القوى الروحية، كالملائكة والشياطين.
كانت النظرة العامة للمعلمين الكذبة في كولوسي أنَّ السلطات الروحية، للملائكة والشياطين، كانت أعظم بكثير من السلطات الأرضية التي لنظرائهم البشر. وقد بالغ المعلمون الزائفون كثيراً في مزاعمهم عن قوة الملائكة والشياطين، إلى درجةٍ أنهم نسبوا إلى هؤلاء الحكَّام اللامنظورين، أعمالاً وقدرات لا أحد يملكها إلاَّ المسيح وحده.
أظهر بولس ضلالهم بتقديمه الحمد والتسبيح للمسيح، بصفته ربّ الخليقة كلها. عوضاً عن التمييز بين السلطات الأرضية والروحية، تعامل معهم بولس على أنهم واحد، مشيراً إلى أنَّ ما يجمع بين الروحاني والأرضي هو أكثر ممَّا يفرِّق بينهما. فكلاهما مخلوقان، وكلاهما أدنى مرتبةً من المسيح. لم يكن الفرق الحقيقي ما بيـن الروحاني والأرضي كما أصرَّ على ذلك وصوَّره المعلمون الزائفون، بل كان متعلقاً بالمسيح وهو فوق الجميع. مرة أخرى، كما قال بولس في كولوسي 1: 16:
فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ. (كولوسي 1: 16)
ذهب بولس إلى القول بأن القوات الروحية والمسيح هما في نزاعٍ مباشر. اعتقد المعلمون الزائفون أنَّ عبادة المسيح كانت متوافقة مع عبادة السلطات الروحية. ولكن بولس أشار إلى أنه بغضّ النظر عن كيفية تصوّر المعلمين الزائفين للكائنات الروحية التي كانوا يعبدون، فالحقيقة هي أنَّ الشياطين فقط هم الذين يسمحون لأنفسهم بأن يُعبَدوا، ولا دخل للملائكة بمثل هذه العبادة الوثنية. ولا يسمح المسيح بعبادة أعدائه. تكلَّم بولس عن هذه النقطة في كولوسي 2: 15، حيث كتب:
إِذْ جَرَّدَ الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ أَشْهَرَهُمْ جِهَارًا، ظَافِرًا بِهِمْ فِيهِ. (كولوسي 2: 15)
عبر صليب يسوع المسيح جرَّد الله القوى والسلطات الروحية من أسلحتها وانتصر عليها. بكلماتٍ أخرى، كانت هذه القوى والسلطات الروحية في حربٍ روحية مع الله. كانوا عصاة، وأرواحاً شرّيرة، وأعداء الله. لقد كانوا شياطين وليس ملائكة. ولكن من خلال يسوع المسيح، جرَّد الله هؤلاء الشياطين من قدرتهم على القتال وأذلَّهم وأوقع بهم الهزيمة. هؤلاء الشياطين المدحورون، والمقهورون، والعاجزون، كانوا القوى الروحية التي عبدها المعلمون الزائفون في كولوسي، وهم مَن أشار بولس إليهم على أنهم " الرِّيَاسَاتِ وَالسَّلاَطِينَ".
الكلمة
عن هذه الخطة
دراسة استجابة بولس للتعاليم الهرطوقية التي أدخلت تكريم كائنات روحية قليلة الشأن إلى العبادة المسيحية.
More
:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org