رسائل بولس في السجن: بولس وأهل كولوسيعينة
اليوم 01: الكنيسة في كولوسي 2: 1
كانت مدينة كولوسي تقع في إقليم آسية الروماني، في منطقة تُدعى فيريجية. وتمتد هذه المدينة من وادي ليكوس، إلى الشرق قليلاً من مدينة لاودكية، وهي أكبر مساحةً ومعروفةً على نطاقٍ أوسع. كانت كولوسي صغيرةً نسبياً. وبالمقاييس الاقتصادية والسياسية لتلك الأيام، فقد كانت بالتأكيد أقل المدن أهميةً لتتلقّى أيّاً من رسائل بولس القانونية. في الواقع، لمْ يقمْ بولس بزيارة الكنيسة في كولوسي أبداً، ولكن مع ذلك كان مهتمّاً إلى أبعد الحدود بهم. لنقرأ ما يقوله في كولوسي 2: 1:
فَإِنِّي أُرِيدُ أَنْ تَعْلَمُوا أَيُّ جِهَادٍ لِي لأَجْلِكُمْ، وَلأَجْلِ الَّذِينَ فِي لاَوُدِكِيَّةَ، وَجَمِيعِ الَّذِينَ لَمْ يَرَوْا وَجْهِي فِي الْجَسَدِ. (كولوسي 2: 1)
أثناء رحلته التبشيرية الثانية والثالثة، مرَّ بولس في فريجية، ولكن لسببٍ ما، لم يقمْ بزيارة كنيسة كولوسي. من المحتمل أنه زار كولوسي قبل إنشاء الكنيسة هناك. أو ربما أنه زار المدينة ولم تسنح له الفرصة بزيارة الكنيسة. ومن المحتمل أيضاً أنه لم يزرْ مدينة كولوسي أبداً. ومهما يكنْ الأمر، فإن بولس لم يكن يعرف معظم هؤلاء المؤمنين شخصياً.
وعلى الرغم من ذلك، فباستطاعتنا معرفة بعض الأمور حول علاقة بولس بأهل كولوسي، من التفاصيل التي وردت في رسالته إليهم، كما من رسالته إلى فليمون، الذي كان يقيم في كولوسي. فمثلاً، نقرأ أنَّ بولس كانت له علاقة غير مباشرة مع أهل كولوسي عَبر ممثلين، مثل أصدقائه الكولوسيين، أبفراس، فليمون وأنسيمس، وحامل رسالته تيخيكس.
ثانياً، مع أنَّ بولس وأهل كولوسي لم يلتقوا وجهاً لوجه، إلاَّ أنهم كانوا يتبادلون الرسائل مع بعضهم البعض. مثال ذلك، فـقد أحضر أبفراس لبولس تقريراً عن أهل كولوسي. وأرسل بولس رسالة واحدة على الأقل، إلى الكنيسة في كولوسي، أي الرسالة الواردة في العهد الجديد إلى أهل كولوسي.
ثالثاً، كانت خدمة بولس وأهل كولوسي متبادلة. على سبيل المثال، إلى جانب صراعه في السجن لأجلهم، صلّى بولس لأجل أهل كولوسي على وجه التحديد. كما كتب في كولوسي 1: 9:
مِنْ أَجْلِ ذلِكَ نَحْنُ أَيْضًا، مُنْذُ يَوْمَ سَمِعْنَا، لَمْ نَزَلْ مُصَلِّينَ وَطَالِبِينَ لأَجْلِكُمْ أَنْ تَمْتَلِئُوا مِنْ مَعْرِفَةِ مَشِيئَتِهِ، فِي كُلِّ حِكْمَةٍ وَفَهْمٍ رُوحِيٍّ. (كولوسي 1: 9)
صلّى بولس بانتظام لأجل أهل كولوسي، ملتمساً لهم البركات التي عرف أنها ستكون الأكثر فائدةً لهم.
رابعاً، أهل كولوسي بدورهم خدموا بولس. نعرف من رسائل بولس إلى أهل كولوسي وإلى فليمون، إنَّ أبفراس وأنسيمس وهما من أهل كولوسي، زارا بولس في السجن. وبما أنَّ كنيسة كولوسي قد أرسلت مبعوثين إلى بولس، فمن المنطقي أن نستـنتج أنهم صلّوا لأجله أيضاً.
باختصار، على الرغم من أنَّ بولس لم يلتقِ شخصياً بمعظم المؤمنين من أهل كولوسي، فقد كانوا يتبادلون المودّة والألفة، ممَّا جعل علاقتهم راسخة وصحيحة.
الكلمة
عن هذه الخطة
دراسة استجابة بولس للتعاليم الهرطوقية التي أدخلت تكريم كائنات روحية قليلة الشأن إلى العبادة المسيحية.
More
:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org