رسائل بولس في السجن: بولس وأهل كولوسيعينة
اليوم 05: مشاكل كنيسة كولوسي (الجزء 3) – الملائكة – كولوسي 2: 18
كان تزلّف كنيسة كولوسي لعبادة القوَّات الروحية واضحاً بطرقٍ ثلاث على الأقل. أولاً، كتب بولس عن عبادة الملائكة، ثانياً، تطرّق إلى مسألة الحكّام والسلطات. وثالثاً، تعامل مع مشاكل تتعلق بالأركان الأساسية لهذا العالم. علينا أن نبدأ بالنظر إلى ذكره لعبادة الملائكة.
الملائكة بحسب الكتاب المقدس، هم خدّام الله. وقد فوَّضهم الله بأعمالٍ عدة، من الحروب الروحية، إلى التأثير على السياسة القومية، وتسليم رسائل لشعبه، وإلى الاهتمام بالاحتياجات الأرضية للمؤمنين. وكانت الكنيسة الأولى مدركة تماماً لهذه الأدوار. كما نقرأ في عبرانيين 1: 14:
أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحًا خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ! (عبرانيين 1: 14)
حقاً، الملائكة هي أرواح خادمة، ومن المهم أن نتعرّف على عملهم. ولكن وفقاً لتعاليم المعلمين الكذبة في كولوسي، فالملائكة كانوا أكثر بكثير من مجرّد خدّام؛ فقد كانوا قوّات كونية، ووسطاء روحيين يكشفون التعاليم السريّة لأولئك الذين يودّون تأدية شعائرهم الدينية والتعبّد لهم. أدان بولس هذه الممارسات بشكلٍ مباشر في كولوسي 2: 18، حيث كتب:
لاَ يُخَسِّرْكُمْ أَحَدٌ الْجِعَالَةَ، رَاغِبًا فِي التَّوَاضُعِ وَعِبَادَةِ الْمَلاَئِكَةِ، مُتَدَاخِلاً فِي مَا لَمْ يَنْظُرْهُ، مُنْتَفِخًا بَاطِلاً مِنْ قِبَلِ ذِهْنِهِ الْجَسَدِيِّ. (كولوسي 2: 18)
ادّعى المعلمون الكذبة أنهم تلقّوا رؤى من الملائكة، وعلى هذا الأساس، شجّعوا مؤمنين آخرين على إتمام الشعائر المناسبة بحيث قد يمكنهم تلقّي رؤى مشابهة.
وربما يكون هؤلاء المعلمون الكذبة قد اختبروا الرؤى حقاً، بيد أنها كانت من الأبالسة وليس من ملائكة الله القديسين. وألا، فقد يكونون قد اختبروا بكل بساطة الاستجلاب الذاتي أو حتى النشوة والغيبوبة الذهنية، أو يمكن حتى، أنهم كانوا كاذبين.
أيَّاً كانت القضية، فإن هذه النظرة المبالغ فيها لقدرة وتأثير الملائكة، كانت شائعة في العالم القديم. وكذلك تمسَّك بعض المعلمين اليهود بأفكارٍ مماثلة حول الملائكة. وقام بعض الفلاسفة اليونانيين بتعليم أمور مشابهة حول قدرتهم على تبليغ الوحي وقواهم الروحية. وللأسف الشديد، كان المسيحيون في كولوسي قد ألفوا هذه الأفكار، ممَّا جعل على الأرجح التعاليم الخاطئة تبدو معقولة، مفسحة المجال أمام هذه العقائد الباطلة ليكون لها موطئ قدم في كنيسة كولوسي.
الكلمة
عن هذه الخطة
دراسة استجابة بولس للتعاليم الهرطوقية التي أدخلت تكريم كائنات روحية قليلة الشأن إلى العبادة المسيحية.
More
:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org