رسائل بولس في السجن: بولس وأهل كولوسيعينة
اليوم 07: مشاكل كنيسة كولوسي (الجزء 5) – الأركان الأساسية – غلاطية 4: 8-9
في القرن الأول، كانت عبارة "stoicheia"، والتي يمكن ترجمتها الأركان الأساسية، تشير بشكلٍ عام إلى الآلهة والقوى الروحية التي كانت ترتبط بالنجوم والكواكب. وكلمة "stoicheia" كانت تُستخدم أيضاً للإشارة إلى العناصر الطبيعية الأساسية الأربعة: الأرض، الهواء، النار، والماء. كان يُعتقد بأن هذه الأركان أو العناصر الأساسية، تؤثر وتتحكّم بمصائر الرجال والنساء. استخدم بولس كلمة "stoicheia" بهذا المعنى بشكلٍ واضح في غلاطية 4: 8-9، حيث كتب:
لكِنْ حِينَئِذٍ إِذْ كُنْتُمْ لاَ تَعْرِفُونَ اللهَ، اسْتُعْبِدْتُمْ لِلَّذِينَ لَيْسُوا بِالطَّبِيعَةِ آلِهَةً ... فَكَيْفَ تَرْجِعُونَ أَيْضًا إِلَى الأَرْكَانِ الضَّعِيفَةِ الْفَقِيرَةِ. (غلاطية 4: 8-9)
كلمة الأركان هنا هي، ترجمة للكلمة اليونانية "stoicheia"، وتشير إلى أولئك الذين ليسوا بالطبيعة آلهة. أيّ أنها تشير إلى الشياطين المتنكّرة في هيئة آلهة وثنية. ومعنى "stoicheia" نفسه، هو أيضاً ما قصده بولس في رسالته إلى أهل كولوسي 2: 8، حيث أدان هذه الأركان الأساسية:
اُنْظُرُوا أَنْ لاَ يَكُونَ أَحَدٌ يَسْبِيكُمْ بِالْفَلْسَفَةِ وَبِغُرُورٍ بَاطِل، حَسَبَ تَقْلِيدِ النَّاسِ، حَسَبَ أَرْكَانِ الْعَالَمِ، وَلَيْسَ حَسَبَ الْمَسِيحِ. (كولوسي 2: 8)
أشار بولس إلى الأركان الأساسية أو "stoicheia" على أنها الأساس الذي قامت عليه فلسفة المعلمين الزائفين. بكلماتٍ أخرى، كان يسعى لإثبات أنَّ التقاليد الدينية التي يتّبعها المعلمون الزائفون ينبغي أن تُرفض، لأنها تستجيـر بآلهةٍ مزيفة.
وممَّا يثير الاهتمام، أنَّ بعض فروع الديانة اليهودية كانت تتمسّك بأفكارٍ مماثلة حول العناصر والقوى الروحية، خاصة أثناء الفترة الواقعة ما بين العهدين القديم والجديد. ويبدو أنَّ هذا قد مهّد الطريق للهرطقة المسيحية التي ظهرت في كولوسي في أيام بولس. ويظهر أنَّ المعلمين الزائفين في كولوسي قد جمعوا بين تمسّك اليهود بالنصّ، وبين العقيدة الوثنية والديانة المسيحية، وأنهم قد شجعوا عبادة هذه القوى الروحية أو الكونية التي تُعرف بالأركان الأساسية أو "stoicheia".
واجهت الكنيسة في كولوسي بعض التحديات الفعلية في القرن الأول. خلافاً لغيرها من الكنائس، لم يتـلقَّ أعضاؤها أبداً، كما يبدو، تدريباً رسولياً. ومع أنَّ الكنيسة قد زرعها رجالٌ أتقياء، إلاَّ أنها لم تكن راسخة بثبات في لاهوت الرسل. وهذا ما جعل المسيحيين في كولوسي بشكلٍ خاص، ضعفاء أمام التعليم الزائف. ولهذا، عندما بدأ المعلمون الزائفون يمطرونهم بالعبارات اليهودية والوثنية الباطلة، كان من الصعب عليهم أن يفرّقوا ما بين الحق والباطل. ولكنهم بحكمةٍ أدركوا مشكلتهم والتمسوا العون من بولس.
الكلمة
عن هذه الخطة
دراسة استجابة بولس للتعاليم الهرطوقية التي أدخلت تكريم كائنات روحية قليلة الشأن إلى العبادة المسيحية.
More
:نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على توفير هذه الخطة. لمزيد من المعلومات، يرجى زيارة الموقع http://thirdmill.org