نؤمن بيسوع: الملكعينة

  

اليوم 9:  عدالة يسوع / متى 12: 28

كما هو الحال في الجزء المتعلق بالعهد القديم، سنفحص مفهوم العدالة في مجالَين بَدءاً بالعدالة على المستوى الدولي. خلال معظم خدمة يسوع الأرضية، لم يتدخل يسوع مباشرة مع الحكومات البشرية. لكنه سعى إلى تطبيق العدالة عن طريق شنّه حرباً على مملكة الشيطان وأرواحه، وعن طريق تحرير شعبه من طغيان الخطية. ويصف الكِتاب المُقدَّس ذلك بالمعركة الروحية بين مملكة الله ومملكة الشيطان في مواضع مثل لوقا ١١: ١٤-٢٠، وأفسس ٢: ٢. من هنا، من المنطقي أن نقارنها مع الطرق التي كان ملوك العهد القديم يسعون إلى تطبيق العدالة بين الدول من خلال الحروب. وكما قال يسوع في متى ١٢: ٢٨:

وَلكِنْ إِنْ كُنْتُ أَنَا بِرُوحِ اللهِ أُخْرِجُ الشَّيَاطِينَ، فَقَدْ أَقْبَلَ عَلَيْكُمْ مَلَكُوتُ اللهِ. (متى ١٢: ٢٨)

في هذا العدد أشار يسوع إلى أن طرده للأرواح ألشريرة هو البرهان على أنه كان يقود مملكة الله في معركة ضد مملكة الشيطان.

وقد مارس أيضاً ملوك العهد القديم العدالة على المستوى الدولي من خلال مفاوضاتهم السلمية مع الأمم الأخرى. ومع أن يسوع لم يقم بذلك غالباً، فقد نال نوعاً من جزية سلام من المجوس الشرقيين، الذين جلبوا له هدايا في متى ٢. وهؤلاء المجوس كانوا مُمثلين لبلاد أجنبية، وكان قصدهم أن يعززوا الصلاح بين أمتهم وبين المولود الجديد ملك إسرائيل.

بالإضافة إلى تحقيق العدالة على المستوى الدولي، دعم يسوع عدالة الله على المستوى الوطني داخل أمة إسرائيل. لم يتدخل يسوع كما يفعل بقية الملوك البشريين، في النزاعات الشخصية. بدل ذلك، ترك هذه المسائل للمحاكم الأصغر والوسطاء. لكنه كثيراً ما مارس العدالة بين شعبه. ونرى هذا في مواضع مثل متى ٥: ٢٥-٢٦، و١٢: ١٥-٢١؛ كذلك في لوقا ١٨: ٧-٨. كما أكدّ يسوع أنه يحتفظ بسجل للأعمال الصالحة والشريرة ليجازيها عندما يعود للدينونة. وهذا النوع من الحُكم المَلكي واضح في مقاطع مثل متى ١٠: ١٥، و١١: ٢٢-٢٤، و١٢: ٣٦، حيث يتحدث عن دينونات محدّدة ستَتم في المستقبل. ونرى ذلك في يوحنا ٥: ٢٢، حيث أشار أنه هو الذي سيقوم بهذه الدينونة.