أسفار موسى الخمسةعينة

أسفار موسى الخمسة

يوم 4 من إجمالي 32

اليوم 4: وجهات النظر الإنجيلية الحديثة (الافتراضات المُسبقة)

سنتأمل فقط في اثنينِ من الافتراضاتِ المُسبَقَة التي تُظهِرُ التباين بين وجهاتِ النظرِ الإنجيليّةِ ووجهاتِ النظرِ النقديّة. 

1) ما فوق الطبيعي: 

يُعلّمْ الكتابُ المقدسُ أن الله يُوجّهُ التاريخَ عادةً بطرقٍ تتبع أنماطاً واضحةً. فالمنطقُ والعلمُ هما عطيتان من الله تُساعدانَنا في التعرّفِ على هذه الأنماط. ولهذا السبب، يُقدّرُ الإنجيليّون بحقٍ البحثَ المنطقي والعلمي في أسفارِ موسى الخمسة. لكن في الوقتِ نفسهِ، يَعرفُ أتباعُ المسيحِ أن الله كان عاملاً ويظلُّ يَعملُ في الكونِ بصورةٍ فوقَ طبيعيةٍ. فالله يعملُ بطرقٍ مُستقلّةٍ عن النشاطاتِ والعللِ الطبيعيّة وحتى يتجاوزُها ويُخالِفُها. ويُؤثرُ هذا الاعتقادُ في دراستِنا للأسفارِ الخمسة بطرقٍ متعدّدةٍ، لكن يؤكّد لنا بوجهٍ خاصٍ أن الله أوحى كتابة تلكَ الأسفار المقدسة وأشرفَ عليها. وبالتالي، هي كلمتَهُ ذاتُ السلطانِ والموثوقُ بها تماماً. طبعاً، يجبُ أن ننتبِهَ باستمرارٍ ألاَّ نَخلُطَ بينَ تفسيراتِنا الشخصيّة وبينَ ما تقولَه الأسفارُ الخمسة بالفعل. فتفسيراتِنا تَخضعُ دائماً للتطوير. لكن من وجهةِ النظرِ الإنجيليّة، ما تُعلنَه الأسفارُ الخمسة كحقيقةٍ، هو حقيقةٌ لأنها موحاً بها من الله.

2) التطوّر التاريخي: 

حاولَ علماءُ النقدِ في العصرِ الحديث، أن يُبيّنوا أن إيمانَ شعبِ إسرائيل تطوَّرَ بأساليبٍ طبيعيةٍ مثلُ كلِّ الأديانِ الأخرى في الشرقِ الأدنى القديم. لكن يُؤكِّدُ الإنجيليّون على أن إيمانَ شعبِ إسرائيلَ قد تَطوَّرَ من خلالِ إعلاناتٍ إلهيّةٍ خاصّةٍ. فقد أعلنَ اللهُ نفسَه في الواقعِ مباشرةً لرجالٍ ونساءٍ بِدءاً بآدم، ثم نوح. كما كلّمَ آباءُ شعبِ إسرائيل: إبراهيم وإسحاق ويعقوب. وخاطَبَ موسى في العُلّيْقَة المُشتَعِلة. وأعلنَ شريعتَهُ لإسرائيلِ على جبلِ سيناء. ساهمت كلُ هذهِ الإعلانات في تَطوُّرِ إيمانِ شعبِ إسرائيل بطريقةٍ مختلفةٍ عن تطوُّرِ الدياناتِ الأخرى في الشرق الأدنى القديم. ومن المُؤكَّد أن نعمةَ الله العامّة وتأثيرَ الشّيطان قادَاَ إلى تشابهاتٍ بين إيمانِ شعبِ إسرائيل وأديانِ الأممِ الأخرى. ولكنّ إيمانَ شعبِ إسرائيل لم يَتطوَّرُ ببساطةٍ بشكلٍ طبيعي، بل قادَ اللهُ بطريقةٍ فوقَ طبيعيةٍ تَطوُّرَ إيمانِ شعبِ إسرائيل في الفترةِ الأولى كما تُعلِّم أسفارُ موسى الخمسة.

يوم 3يوم 5

عن هذه الخطة

أسفار موسى الخمسة

تدعى أول خمسة أسفار في العهد القديم عادة أسفار موسى الخمسة. وهي تروي  قصة شعب اسرائيل من الخلقية إلى الاعداد لامتلاك أرض الموعد. ولكن هل أسفار  موسى الخمسة هي مجرد سرد تاريخي لشعب الله المختار؟ أم هي شيء أكثر من  ذلك؟ نتعرّف في خطة القراءات هذه على الأسفار من التكوين إلى التثنية، من خلال  البحث في سبب كتابتها، ما قصدته لقرّائها الأصليين، والطريقة التي يجب بها  أن نتجاوب معها اليوم. نقوم بتلخيص البنية، والمحتوى، والمعنى الأصلي، والتطبيق المعاصر للأسفار من التكوين إلى التثنية. كما نشرح  كيف كان لقرّاء موسى الأصليين أن يفهموا الروايات القصصية الواردة في أول  خمسة أسفار في الكتاب المقدس، وماذا تعني هذه القصص للمؤمنين المعاصرين.

More

نود أن نشكر خدمات الألفيّة الثالثة على تقديم هذه الخطة. لمزيد من المعلومات ، يرجى زيارة الموقع:  http://arabic.thirdmill.org​​​​​​​